الأحد ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم وفاء فلاح رزق حسن الضبة

مَـوطِـنُ الأحرارِ

١ـ يا آيَــةً في الحُــسنِ عَـزَّ نَظيرُهـــا
ودليلَ عِـزٍّ في الخـلائقِ مُـجّـــــدا

٢ـ يا غزَّتي أنــــتِ الكرامــــةُ والفــِدا
وَسَنا البطــــولةِ في الملاحـمِ مُفْرَدا

٣ـ يا موطِنَ الأحرارِ ، صَرحَ عزيمةٍ
نــــورًا بعتمةِ عُــمرنا قد أوقـــــدا

٤ـ داهَمتِ أرض الظـــالمين فزُلزِلَت
وَتَصدَّعـــتْ ، والنومُ صارَ مُــبدَّدا

٥ـ قد يُطفِئ الأعداءُ ضــــوءَكِ لحظةً
لكنَّ فجـــــرَكِ بالوعـــودِ تجسّـــَدا

٦ـ وتعودُ أرضُكِ ، لا قيـــودَ تُعيقـــها
ويُزَفُّ نصــرُكِ للشهـــيدِ مُمَجـــَّدا

٧ـ يا غـــــزَّةُ ... أنتِ الصُّمودُ وعِزِّنا
يا نخـــلةً في الريحِ تشمـــَخُ سؤددا

٨ـ ويَشُجُّ طِفـــــلُكِ بالحجارةِ دِرعَهُمْ !
حَقُّ الفـــــِداءِ بـــراحتــــيهِ تَقـــــلَّدا

٩ـ طــفلٌ ، ولكــــــنْ في يَدَيهِ كرامـــةٌ
عَــــجزَتْ جحافلـــُهُمْ لَها أن تَقصِـدَا

١٠ـ كم أوجَعَــــتْ طعناتُهم صدرَ الرُّبى
لكنَّ جُرحـــَكِ قــــد تضــمدَ بالفِـــدا

١١ـ ألقَى أســـودُكِ رَعــدَهُم بِـعَـدُوِّهِـــمْ
كالمَـوجِ حينَ عَـلا البَــوارِجَ مُزبِدا

١٢ـ اللـيلُ لــن يُطفـــي نَهــارَكِ لحظةً
أو يمــنعَ الأمجـــادَ أن تَـتَـوَلَّـــــدا

١٣ـ سَيـعودُ بــــدرُكِ ، لن يُغالِبُ نَورَهُ
زَحــفُ الضبابِ وإن تطاول مُفسِدا

١٤ـ يا غَـــــزُّ يا تــاج البطولةِ والنــدى
يا آيـــةً بالصـــبرِ ســـادَت مَشــهَدَا

١٥ـ في كفِّــكِ العصفُ المُجَلجِلُ غضبةً
وبقلـــبِكِ الإيمـــانُ يمضي مُــرعِدا

١٦ـ لا تنحني ، فالشَّمــسُ تعرفُ دربَها
والنَّصــرُ مولـودٌ بأحشــاءِ المَــدى

١٧ـ مهما تمـــادى الغاصِبونَ بمَكرِهِــمْ
أنتِ العُـــلا ، والفَخرُ يُعلَنُ سـَرمدا

١٨ـ يا أمَّ ثـــائـــرِها الّــذي لـــم يَحنِـــهِ
جُـــرحٌ ، ولـــم يُثـــنِ العَدوُّ له يَـدَا

١٩ـ هَزُّوا جِدارَ الصَّبرِ ، هزّا عاصــفا
لكنّــــــــه بالعــٓزم ظـــل مُــشَيــَّدَا

٢٠ـ سيعودُ أقصــــاكِ الأسيـــــرُ مكلَّلًا
ويعيش مجـــــدُكِ كالخُـــلودِ مُؤبَّدَا

٢١ـ يا قبضـــةً لم يَخبُ وَهْجُ صُمودِها
نسجت ســــواعدها جِهادًا مُرصَدَا

٢٢ـ هيهـــاتَ تُنزَعُ من يــديكِ جَسارةً
أو يُسلَـبَ الأحـــــرارُ فَجرًا مُوعَدَا

٢٣ـ سَيعودُ أقصاكِ الذي فـاض الأســى
في ساحِـــهِ ، والظُّلْــمُ فيـهِ تَوحّـــَدَا

٢٤ـ سيرُدُّهُ الأبطـــالُ طُهـــــــرًا ناصِعًا
ليَبــينَ في كَـبـــِـدِ العُـــــلا مُتــَفرِّدَا

٢٥ـ يا فَخــــرَ أُسْـــوَةِ كُـلِّ حرٍّ ؛ إنَّكِ الـ
ـــــبَذْلُ العَظيــــمُ لمن أرادَ تَجـــَدُّدا

٢٦ـ لا جَمرُ صَــبرِكِ مُنْطَـــفٍ أبدًا ولا
ترتيلُ نَصـــرِكِ يُستَــمالُ تَوَسُّــــدا

٢٧ـ يُهدي لـــنا في العالَمـــينَ ملاحــمًا
تبقى السنينُ تهـــيمُ فيــــــها سُجّــَدا

٢٨ـ يا قبلةَ الأحــــرارِ ، مَهدَ صمودِهمْ
وجبيــــنَ فجرٍ في المآثِــــرِ مُورَدا

٢٩ـ تتلو المـــآذنُ عِـزَّ مَجـــدِكِ آيـــــةً
وتُعيدُ في الأرضِ البهــــاءَ المُفْقَدا

٣٠ـ كم جرّبَ الطغيــانُ بأسَكِ فانطوى
متعثّرَ الخطــــواتِ يَخلُفُ غَـرقَـدا

٣١ـ تتوشَّحينَ الشــــــمسَ رغمَ غبائهِـمْ
ويظلُّ عزمُكِ في العواصفِ مِقْوَدا

٣٢ـ إنْ كانَ في الدنيـــا بقـــيةُ عـــــزَّةٍ
فبنورِنا في أرضِـــــكِ العزُّ اهتَدى

٣٣ـ يا درعَ أرضِ الأنبياءِ ، وَوَهْجــَها
ما زلــــتِ فوق الكل دومــــا سيّدا

٣٤ـ يمضي الصغارُ إلى المنونِ كأنهمْ
للنصرِ أجنحةٌ تُحـــلِّقُ في المــَدَى

٣٥ـ ويشدُّهم صـــوتُ الأذانِ ، فتنتشي
أرواحُهم ، وتطيرُ لاتخشى الرّدَى

٣٦ـ نامَ الطــــغاةُ على كذوبِ زعــــائمٍ
ظنّوا بأنَّ الظـــلمَ يُبـــقي الـــسؤددا

٣٧ـ يا جَذوةَ العـــِزِّ المُضرَّجِ بالدّمـــــا
وَنشـــــيدَ أحرارٍ تـــــَوَلّوا المَسجِدا

٣٨ـ يا قــــبلةَ العــــزمِ الذي لا ينحــني
مهما استـــبدَّ اللــــيلُ فيكِ وأفســَدا

٣٩ـ كم أُضــــرِمَتْ نارُ العــداوةِ حولَنا
فَسَكبتِ ضـــــوءَ الفجرِ فيها مَوقدا

٤٠ـ كم خاضَ في ساحاتِكِ الموتَ امرؤٌ
يَختارُ عرشَ الخــــلدِ فَدوَكِ مَــرقدا

٤١ـ تَسقــــيكِ أرواحُ الفـــــداءِ مَباهِجًــا
وتظـــــلُّكِ الأكفــــانُ عِزًّا سَرمَــدا

٤٢ـ تَــــتَزَلزَلُ الـــدنـيا إذا نــــاديـــتِها
وتسيلُ من كـــفِّ الظـــــلامِ تَبَـدُّدا

٤٣ـ فامضِي بعزمِكِ ، لا يَهُزُّكِ في الوَرَى
جيـــشٌ ولا قيــــدٌ ، ولا ظلــمٌ بَـدا

٤٤ـ منكِ الضحــــــــايا أشرقتْ أقدامُهمْ
نحوَ الجِنـــانِ ، وفازَ مَن قَهَرَ العِدا

٤٥ـ إنْ صاحَ طفلٌ في حمـــاكِ تهدَّمتْ
أســـوارُ جُبْنٍ الغاصبـينَ ، وأرعَدا

٤٦ـ وإذا ارتقــــى شُهَداؤكِ ازدانَ الدُّنا
وارتدَّ حــقدُ المجرميـــنَ مُهــــَـدَّدا

٤٧ـ يا قلعةَ الصــبرِ التــي ما هـــــزَّها
عَصفُ، وكل الكون من يدها اقتَدَى

٤٨ـ تبقينَ رغمَ الجـــُرحِ أوسعَ هيــــبةً
وأجلَّ ذكـــــرًا في الملاحمِ والهُدى

٤٩ـ مهما تمـــــادى الظـــلمُ في طُغيانهِ
فالفجـــرُ آتٍ ، والنصـــــيرُ تَوَعَّدا

٥٠ـ وسيُسقِـــطُ الأحرارُ عرشَ عدوِّهم
ويعودُ مُحــتلُّ البـــلادِ مُـنَـــكَّــــدا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى