الجمعة ٢٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
شاهده أكثر من 50 ألف وعروضه تتواصل للأسبوع الثامن على التوالي
بقلم كارم الشريف

نجاح جماهيري كبير لأول فيلم تونسي

يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس

بنجاح هام تستمر بقاعات السينما بتونس ومنها " المونديال "بوسط العاصمة و" أميلكار " بضاحية المنار، وللأسبوع الثامن على التوالي عروض الشريط السينمائي التونسي الجديد " كلمة رجال " للمخرج معز كمون . وسط إقبال جماهيري كبير فاق عدده 50 ألف مشاهد، مع الإشارة إلى انه مازال لم يعرض بعد داخل قاعات السينما ببقية الولايات . ويحقق الفيلم بهذا النجاح النادر حدوثه في تونس إنجازا سينمائيا جديدا يسجل بأحرف من ذهب في سجل السينما التونسية كواحد من الأفلام التي حققت نجاحا تجاريا قياسيا واستثنائيا .

ويطرح الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل والنقاش في مختلف الأوساط الثقافية، والاجتماعية بتونس، بجرأة كبيرة وغير مسبوقة عدة مواضيع وظواهر اجتماعية هامة وخطيرة لم يتطرق إليها في السينما التونسية من قبل ، وشبه مسكوت عنها في المجتمع التونسي منها انتشار ظاهرة الزواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكك الاجتماعي . كما يتعمق في إبراز بعض التغيرات الاجتماعية السلبية التي تمس القيم الإنسانية الإيجابية التي كانت سائدة من قبل. إضافة إلى أن الفيلم يكشف بصراحة عن أسباب تردي الوضع الثقافي والفكري والعلمي ويقدم صورة واقعية عن الممارسات اللاإبداعية التي تسوده. ويعري الفيلم بعض الممارسات الخطيرة التي تحدث في الجامعات ومنها تقديم الأطروحات المشكوك فيها .. ويشارك فيه نخبة من ابرز نجوم التمثل في تونس منهم جمال ساسي وفتحي المسلماني وجميلة الشيحي ورمزي عزيز ولطفي الدزيري ونجوى زهير وهاجر حناشي وسوسن معالج وعبد المجيد الأكحل وسفيان الشعري ..

وجمع شريط "كلمة رجال " بين رموز الإبداع السينمائي والأدبي والموسيقي في تونس وهم : منتجه حسن دلدول الذي يعد أحد كبار رموز السينما التونسية ورائد من روادها الكبار الذي كان وراء ظهور اغلب كبار العاملين في المجال السينمائي التونسي من مخرجين وتقنيين ومنتجين وممثلين . و على امتداد أكثر من 40 سنة أنتج – كليا أوبالاشتراك – أكثر من 50 شريط سينمائي طويل تونسي وعربي وأجنبي منها على سبيل الذكر " السقامات " للمخرج صلاح أبوسيف و"بيروت : اللقاء " للمخرج برهان علوية . والطرف الثاني هوالأديب التونسي الكبير حسن بن عثمان صاحب رواية " بروموسبور " التي استلهم منها الفيلم، وهي متوجة بجائزة " الكومار الذهبي " التي تمنح سنويا لأفضل رواية تونسية . والطرف الثالث هوالفنان والموسيقار التونسي القدير لطفي بوشناق الذي اشرف على الجانب الموسيقي للفيلم وأنجز الموسيقى التصويرية وأدى أغنية جنريك النهاية له. والطرف الرابع هومخرج الفيلم معز كمون الذي يحسب في تجربته السينمائية الأولى مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهى الواقعية والجدية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيه الكثير من الابتكار والإبداع . وهويمتلك تجربة مهنية ثرية بحكم عمله كمساعد مخرج منذ حوالي 20 سنة مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين التونسيين ومنهم النوري بوزيد وتوفيق الجبالي، والعالميين منهم المخرج جورج لوكاش في فيلمه "حرب النجوم" بجزأيه والمخرج انطوني مانقيلا في فيلمه " المريض الإنجليزي ".

وذكر المخرج معز كمون في تصريح إعلامي عن نجاح الفيلم : "بكل صدق لم أكن انتظر هذا النجاح الجماهيري الكبير لفيلمي، لأن الظروف التي أنتج وعرض فيها كانت ضده إلى حد ما، من ذلك أن عرضه تأخر أكثر من ثلاث سنوات إضافة إلى إن توقيت عرضه لم يكن مريحا خاصة وأن هذا الموسم عرف عرض ستة أفلام تونسية وكلها عرضت قبله . لكل هذا أنا في ذروة فرحي بهذا النجاح،أولا لأن الفيلم نجح في الدفاع عن نفسه وحقق كل هذا النجاح الباهر وهذا يحسب له.وثانيا لأنني تجنبت بكل قناعة أن استجيب لجميع أنواع الإملاءات والوصاية والإغراءات من أي جهة وكنت صادقا مع نفسي وعملي إلى ابعد حد . وأنا فخور بهذه التجربة لأن الأغلبية من آلاف المشاهدين قبلت أسلوبي وتفاعلت مع الفيلم الذي رأت انه عكس مشاغلها ومشاكلها واهتماماتها وواقعها بكل صدق وعمق. كما أنني احترم موقف الأقلية التي لم يعجبها الفيلم لعدة أسباب أبرزها انه لم يكن وفيا لرواية الروائي التونسي القدير حسن بن عثمان التي استلهم منها. مع أننا أكدنا أنا وحسن على أن لكل عمل إبداعي خصوصياته وفق المجال والرؤية الخاصة بصاحبه.وبغض النظر عن أنني صاحب الفيلم الذي لا أنكر صعوبته لأنه يقدم رؤية سينمائية جديدة للواقع التونسي خالية من كل أنواع التوابل التجارية، فإنني أشيد بردة فعل الجمهور الرائعة تجاه هذا الفيلم التي تؤكد أن الناس يفهمون السينما عكس ما يتم ترويجه . وكل هذا سيمنحني دعما معنويا هاما لإنجاز شريطي القادم الذي اخترت أن يكون عنوانه " شهرزاد " وسيكون مغايرا كليا لفيلم "كلمة رجال " لكن أحداثه ستدور حول تونس اليوم كما أراها ".

ويضيف المنتج حسن دلدول في نفس السياق : " نجاح يمثل نجاح للإنتاج رغم أن إقبال الجمهور لم يكن وفق التقديرات التي كنت أريدها، إذ أنني كنت أطمح إلى أن يتجاوز عدد مشاهديه 100ألف وأن تتواصل عروضه بالقاعات على امتداد 15 أسبوع . ومع ذلك فأنا سعيد جدا بأن يتمكن شريط سينمائي تونسي من تحقيق هذا التميز والتألق، خاصة وأننا لم نعتد في السينما التونسية إلا نادرا ومع كبار المخرجين، على البقاء مثل هذه المدة التي مازالت مرشحة للزيادة بما أن الفيلم مازالت عروضه متواصلة . وأتمنى أن يواصل المخرج معز كمون تألقه ويدعم هذا النجاح في أفلامه القادمة لأنني أعتبره من السينمائيين الجيدين والحاملين لمشروع قادر على تحقيق فائدة مهمة وإضافة حقيقية للسينما التونسية، وهذا ما تؤكده تجربته الأولى مع فيلم " كلمة رجال " . واعتقد أن الفيلم رغم بعض الصعوبات التي اعترضنه في البداية ومنها تأخر خروجه إلى القاعات واعتماده على لغة سينمائية جديدة مغايرة للسينما التونسية المتداولة ، قد حقق عدة نجاحات أخرى أهمها انه شد اهتمام الجمهور بمختلف فئاته واهتماماته من خلال الجدل الذي أثاره والنقاش الثري والعميق الذي أدخله على المشهد الثقافي التونسي وسط أغلب المنابر وخاصة منها وسائل الإعلام التي تفاعلت معه ودعمته وفق إمكانياتها وتصوراتها . وأنا أؤمن بأن ما أنجزه الفيلم هومنتهى ما يبحث عنه كل مخرج ومنتج هدفه الأساسي تقديم سينما جادة ترتقي بالسينما التونسية وتمنحها إشعاعا اكبر .

يثير ظاهرة الزواج العرفي في تونس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى