الخميس ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم تامر أحمد أنور أحمد

«هرمجدون» 2

(1)

التاجرُ اليهوديُّ البخيلُ

يعرفُ كيف يسرقُ زيتونكَ لتجوعَ

ويُقرضُكَ ليعودَ ويأخُذَ منكَ الحقلٍ والبيتَ والمسجدَ،

يشتري البئرَ من عثمان ويبيعُ الأسلحةَ للخزرجِ والأوسِ،

يزرعُ أشجار (الغرقد) بأيادٍ عربيَّةٍ،

الماكرُ يبتاعُ القنوات جميعًا... يحتكرُ كُلَّ الفِقْراتِ الإعلانيَّةِ ويسوِّقُ لبضاعتِه وحدَه...

ويُزيلُ خبرَ وفاتِكَ من نشراتِ الأخبارِ

(2)

موتُكَ لا يعني العالمَ في شيءٍ يا صغيري

سِوى قصَّةٍ استبدلها الشعراءُ وانصرفوا لأسرَّةِ مُلهِماتِهم

(3)

الشعراءُ أبواقٌ مثقوبةٌ لا تصلحُ لنفيرِ الحربِ،

 الموتُ أصدقُ من المجازِ دومًا -

(4)

العالمُ رجلٌ أصمُّ

(5)

الحجارةُ لُغَةٌ ملائمةٌ لأن يراها العالَمُ دونَ ترجمةٍ...

نقذفُها لنُعيدَ بناءَ ما تهدَّمَ من الوطنِ

"تلك ستكونُ لُعبتَكَ الأولى... فتعلَّمْ"

(6)

السَّماءُ تعرفُ كيف تُغيِّرُ لونَها للأحمرِ عند الحربِ،

تعرفُ كيف تُمطرُ فوق القبرِ كي يُنبِتَ زيتونًا

(7)

العربُ قد (وَلَّوْا قِبلةً أُخرى يَرضَوْنَها)

موتُكَ لا يعني أحدًا إلَّاكَ

(8)

وأنا لم أرَكَ إلَّا عبر الشاشةِ كي أكتُبَ عنك

لا أملِكُ عينيكَ لأرى موتًا لا يَظهرُ في الشاشاتِ

(9)

"لا تَمُتِ الآن"

وتعلَّمْ أن تُصبحَ حطَّابًا يقطعُ أشجارَ (الغرقدِ)

ويجيدُ لَعِبَ الغُمَّيْضَةِ

وقَتْلَ المُرابي العجوز.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى