الجمعة ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

همت لاشين وعشق الصين في العاصمة المصرية

وسط نخبة من الأدباء والصحفيين والمدونين وآل لاشين شهدت قاعة الصالون بدار الحرس الجمهوري بالقاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية في الثالث من شهر ديسمبر 2011 حفل توقيع كتاب (عشق الصين) للأديبة والمدونة همت لاشين.

في البداية رحب الشاعر والباحث يسري الخطيب مقدم الحفل بالحاضرين ثم قال: آن للزمان أن يتنفس بعبير عروس النيل همت لاشين وآن لنا أن نحتفي بها وكتابها المتميز (عشق الصين) الذي يحمل دعوة للسلام والتواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة ويحض على المزيد من التقارب والحوار والتأثر والتأثير الإيجابيين لبناء جسر للتواصل بين الشعوب وقد بدأ علاقة همت لاشين بالصينيين عام 1981عندما التحقت بقسم اللغة الصينية بكلية الألسن بجامعة عين شمس وتوطدت أكثر عندما سافرت عام 1983 إلى بكين لدراسة اللغة في معهد بكين للغات الأجنبية فتحية إلى همت لاشين التي قدمت الصين من باب الجنينة.
وقال الأديبة والمدونة همت لاشين: لاأجيد فن الخطابة ولكن سوف أتحدث بعفوية وقبل الحديث علينا الوقوف حدادا على أرواح شهداء مصر والأمة العربية.

أضافت همت لاشين : درست اللغة الصينية وتنامى عشق الصين بداخلي ومن ثم قررت تدوين تجارب 30 سنة في كتابي هذا (عشق الصين) الذي ضم 500 صورة من 10 آلاف أعتز بها .
في السياق نفسه قال الأديبة والمدونة همت لاشين : اللغة الصينية ليست بالصعوبة التي يتصورها وقد عشت تجربة الصين الاقتصادية فما نشاهده في الوقت الراهن من تقدم سمعته منهم منذ أكثر من عشرين سنة فتحية إلى المعشوقة الصين وإلى مصر الحبيبة.

وفي كلمته قال حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير مجلة الصين اليوم: كانت هناك مراسلات بيني وبين همت لاشين هى من دبي وأنا من بكين والقاهرة فقد كانت تبحث عن مقال نشرته في مجلة بناء الصين والتي تغير أسمها إلى الصين اليوم عندما كانت طالبة تدرس اللغة الصينية في بكين خلال ثمانينيات القرن الماضي .. كنت أتمنى تحقيق رغبتها ولكن لم يتيسر العثور على المقال.

أضاف حسين إسماعيل: لفت انتباهي اللون الأحمر لكتاب همت لاشين (عشق الصين) وهذا اللون يعد سيد الألوان عند الصينيين ولاحظت أنها عندما تتحدث عن الصين تتدفق كلماتها سلسة عذبة وفي مقدمة كتابها تقول : ثلاثون عاما في حدائق الصين انهل من ثمارها وأشم رحيقها وأتعرف على عاداتها وتقاليدها لأعرف هذا الشعب العظيم الذي كانت له إسهامات في صنع الحضارة الإنسانية القديمة ومازال حتى يومنا هذا يدهش الحضارة الإنسانية أيضا.

وتقول أيضا: الصينيون شعب يتكلم بالحكمة ويعتز بتاريخه وكلمات همت لاشين تكشف عن شغف وعشق وافتنان حقيقي بالصين وبكل ماهو صيني ولكنها في ذات الوقت لاتنسى وطنها مصر البلد صاحب الحضارة العريقة ولذا فإنها تود لو استطاعت أن تحمل مصر على كفيها وتضعها أمام كل صيني أو تأتي بالصينيين ليشاهدوا عظمة حضارة وتاريخ وطنها.

أضاف حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير مجلة الصين اليوم: كتاب عشق الصين للأديبة والمدونة همت لاشين عبارة عن سيرة ذاتية مصورة جاء في ثمانية فصول فى وجه عربي وقلب صيني كما وصفها شعب الصين .. همت لاشين نموذج لعدد غير قليل من عشاق الصين الذين ينتشرون في أرجاء المنطقة العربية ويمثلون لهذا البلد ثروة هائلة .. فهم سفراء فوق العادة.

ثم نقل الشاعر والباحث يسري الخطيب الكلمة إلى الأديب والناقد محمود الديداموني والذي قال : سعادتي كبيرة وأنا أتحدث عن تجربة مهمة حول مايعرف بالتعبير الذاتي أو الرسائل التي تقدم ثقافة إلى ثقافة أخرى .. عشق الصين ومقاطع مصورة من السيرة الذاتية للكاتبة والمدونة همت لاشين فالكتابة عن الذات ليست أمرا سهلا كما يتصور البعض فهى تتطلب الشجاعة وقد وجدنا هذا الفن الأدبي عند طه حسين في كتابه الأيام والرئيس السادات في كتابه البحث عن الذات والبطل سعد الدين الشاذلي في مذكراته وكاتب السيرة الذاتية يستدعي أحداث ووقائع في الزمن الحاضر وفي عشق الصين يبدو الأمر مختلفا بعض الشىء ففي الإهداء قالت همت لاشين : فكرت كثيرا إلى من أهدي هذا الكتاب؟ ووجدت نفسي أفكر في قائمة طويلة من الأسماء والشخصيات .. هل أهدي الكتاب إلى والدي الذي كان صاحب رؤية وبعد نظر فشجعني في بداية المشوار على دراسة اللغة الصينية في وقت كانت فيه الأذن العربية تتعجب من سماع كلمة الصين أو السفر إلى بلاد الصين؟ أم أهدي كتابي إلى زوجي وأولادي الذين ساندوني ووقفوا إلى جانبي وسمحوا لي بالبعد عنهم أياما طويلة لسفري إلى الصين؟ أم أهديه إلى أصدقائي الصينيين الذين ينتظر كثير منهم نشر هذا الكتاب؟ في الحقيقة أنا أهدي هذا الكتاب إلى كل من ذكرت فكل منهم كان له إسهام وتشجيع في ظهور هذا الكتاب .. وأهدي كتابي إلى كل من علمني كلمة أو مقطعا من مقاطع اللغة الصينية وإلى كل من شجعني وشاركني مشاور حياتي وذكرياتي.

أضاف الديداموني : الكاتبة اعتمدت على ثقافتها ودراستها وتحمل الصور التي ضمها الكتاب الكثير من الدلالات كما لجأت إلى الحقيقة دون تجميل ومن خلال كتاب عشق الصين تعرفنا على عادات وتقاليد ومناسبات شعب الصين والوجه المشرق للصين وفي ختام كلمتي أذكر الكلمات التي جاءت في الكتاب وأخذها الشعب الصيني يرددها نشيدا وطنيا لشاعرهم الكبير تيان هان:

انهضوا يامن ترفضون
أن تكونوا عبيدا
من دمنا .. من لحمنا
نبني لنا
سورا عظيما جديدا.

وفي كلمته قال الناقد الدكتور نادر عبد الخالق: سعادتي كبيرة لوجودي في هذا الحفل ونحتفي بتجربة مهمة جدا قامت بها سيدة في بداية حياتها وقد عرفت همت لاشين منذ سنة ووجدت فيها ملامح الشخصية المصرية البسيطة غير المتكلفة وتعطيك ثقافة واسعة .
أضاف الناقد الدكتور نادر عبد الخالق: قرأت كتاب عشق الصين للكاتبة والمدونة همت لاشين ووجدته يجمع بين أدب السيرة الذاتية والوصف لبلاد بعيدة يعكس فيها الوجه المشرق ويتناول العادات والتقاليد والأوصاف الحسية والمعنوية لتلك البقعة ذات الخمسة آلاف من الحضارة والرقي ويقدم أشخاصا وأماكنا ذات سحر خاص وطبع دقيق وقد جعل الكتاب من الوصف الجغرافي سمة تعكس كثيرا من صفات هذا المكان وأمتاز هذا الكتاب بأن جعل الصورة الفوتغرافية في جميع فصوله حكائية مساعدة اختزلت العديد من المواقف والتعبيرات وأغنت عن الوصف والإسهاب وقد بلغت الصور فيه مايزيد على أربعمائة صورة مابين خاصة وعامة ومابين وصف لمعلم تاريخي ومشهد طبيعي ومابين موقف طريف ونادرة وجاء الأسلوب في معظمه حكائيا سرديا يعتمد على التشويق والقص المتتابع الذي يقدم المعلومة ويصف الشعور الداخلي الوجداني وهنا تجاوز الأسلوب الجانب التقليدي الإنشائي في أدب السيرة الذاتية الذي يقص معتمدا على الذاكرة وعلى وصف المواقف التي تتناسب مع الشخصية حيث انتقل من خلال الصورة إلى وصف مراحل تطور الشخصية منذ بداية تعلقها باللغة الصينية مرورا بالخبرات والثقافات التي تناولتها واكتسبتها في مشوارها الطويل.

ثم قدم الشاعر والباحث يسري الخطيب نخبة من المبدعين والصحفيين ووالد ووالدة الكاتبة والمدونة همت لاشين وآل لاشين الذين تحدثوا بكلمات وأشعار تفيض بالحب والصدق ومنهم: فريدة وانغ فو رئيسة تحرير مجلة الصين اليوم واللواء يحيى لاشين الخبير الإستراتيجي وأحمد وهناء ورباب ومحمد لاشين والصحفي محمد سلامة نائب رئيس تحرير جريدة المسائية والبطل سمير عبد الرحمن أحد أبطال نصر أكتوبر 1973 والذي كتب عنه الأديب الصحفي والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم في كتابه (يوميات مقاتل) وعبد الوهاب عبد الحميد يونس مدير عام التعليم العام والمدارس التجريبية والدكتور محمد حلمي حامد والشاعر أكرم عبد السميع والمبدع الإعلامي فتحي المزين والشاعر فوزي عيسى والمدون محمد السمري والشاعر أحمد رمضان الخطيب والشاعرة نادية بسيوني والأستاذ عبد الحميد بشارة ومحمد خليل الطالب بكلية الحقوق والشاعر صبري محمد إبراهيم والقاصة أمل الشريف وزاهية عبد الحليم الفتاة المصرية الأصيلة التي صمدت ضد الظروف الحياتية القاسية بإرادة باركتها ودعمتها الكاتبة والمدونة همت لاشين ثم أعلن المبدع يسري الخطيب نهاية الحفل بعروس النيل وكتابها (عشق الصين) وبعد انتهاء الحفل تعانقت القلوب مع السلامات وطارت الكاتبة والمدونة همت لاشين إلى دبي تاركة بعض أريج حدائق جمالها في قلوب وعقول الأصدقاء والصديقات .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى