وجه الملاك، وصنعة الرحمن
وَجهُ الْمَلاَكِ وَصَنْعَةُ الرَّحْمَنِ
شَمْسُ المَكَانِ وَبَدْرُ كُلِّ زَمَانِ
وَجْهٌ تَعَالَى اللهُ حِيْنَ أَبْدَعَهْ
سِحْرٌ يُذِيْبُ مَشَاعِرَ الإِنْسَانِ
تِلْكَ العُيُوْنُ النَّاعِسَاتُ تَأَلَّقَتْ
بِجَمَالِهِنَّ الرَّائِعِ الفَتَّانِ
وَالحَاجِبَانِ لَهُنَّ سِحْرٌ قَاتِلٌ
يتَحَرَّكَانِ بِدِقَّةِ المِيْزَانِ
يَاً كُحْلَ عَيْنَيهَا الجَمِيْلُ تَرَفُقَاً
قد صِرْتَ سَهْمَاً غَاصَ في الوُجْدَانِ
فَالْكُحْلُ مَرْسُوْمٌ بِرِيْشَةِ مُلْهَمٍ
مُتَمَكِنٍ بِبَرَاعَةِ الإتْقَانِ
جِيْدٌ كَعُوْدِ البَانِ يَبْدُوْ يَانِعَاً
فَتَنَ القُلُوْبَ بِسِحْرِهِ الرَيَّانِ
والوَجْهُ بَسَّامٌ تَهِيْمُ بِهِ النُّها
غَمَرَ القُلُوبَ بِبَهْجَةِ الأَلْوَانِ
وَجْهٌ ضَحُوْكٌ طَيِّبٌ مُتَوَاضِعٌ
قَلْبٌ كَبِيْرٌ نَاضِجُ البُنْيَانِ
وَالبَسْمَةُ العَطْرَاءُ مَنْبَعُ فَرْحَةٍ
فَكَأَنَّ دُنْيَاناَ بِلاَ أَشْجَانِ
وَاسْتَحْوَذَتْ وَرْدَ الحَيَاةِ خُدُوْدُهَا
وَيَفُوْحُ مِنْهَا المِسْكُ بالرَيْحَانِ
وإذا بَكَتْ بَكَتِ الْحَيَاةُ مَرَاًرَةً
لِبُكَائِهَا وَتَفِيضُ بالأَحْزَانِ
وَاهْتَّزَّتِ الدُّنيَا لِفَرْطِ ُبُكَائِهَا
فَكَأَنَّ ُكُلُّ الْكَوْنِ صَارَ يُعَانيْ
وَبِنَظْرَةٍ مِنْهَا تَذُوْبُ مَشَاعِرٌ
وَيَدُقُّ قَلْبٌ مُنْشِدَاً بِأَغَانِ
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الجَمَاَلَ بِقُدْرَةٍ
لله دُرُّكِ مِنْ مَعِيْنِ حَنَانِ
وَجْهٌ بَشُوْشٌ بَاسِمٌ مُتَأَلِّقٌ
كَالْبَدْرِ عِنْدَ كَمَالِهِ الرَّبَّانِيْ
يا أَيُّهَا الوَجْهُ المَلِيُ بَشَاشَةً
نُوْرُ المُحَيَّا سَاطِعُ الأركانِ
أَكْرِمْ بِهَذَا الوَجْهِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
يَحْيَا بِنُوْرِ مَحَبَّةٍ وَأَمَانِ
فَكَأَنَّ رَبَّ الْكَوْنِ قد أَهْدَى لَهَا
وَجْهَاً يُضِيءُ مَعَالِمَ الأْكْوَانِ