وَحِيدَةٌ..
لَمْ تَعْبَئِي بِوِحْدَتِي مُنْذُ الْتَقَيْنَا مُذْ تَوَلَّاني الأمَلْ..
وَحِيدَةٌ..
صِرْتِ تَحِيكينَ خُيُوطَ الحُزْنِ دَمْعَاً و الأسَى كآبَةً 
تُزَيِّنِيهِمَا بِخَيْطٍ مِنْ مَلَلْ
وَحِيدَةٌ..
حَتَّى الليَالِي عِنْدَكِ إِنْ أَبْدَعَتْ 
تُشْعِلْ حُرُوبَاً مِنْ حَرَائِقِ الفِرَاشِ أو تَرَاشُقِ القُبَلْ!
وَحِيدَةٌ..
خُنْتِ احْتِضَارَ الحبِّ للمَهْزُومِ قلبي
 خُنْتِ ذِكْرَى ذَلِكَ المَغْفُورِ لَهْ
 مَنْ نَكَّأَهْ؟؟
ثُمَّ ادَّعَيْتِ أَنَّكِ العَذْرَاءُ في ثَوْبِ امرَأَةْ
أَنَّ انْتِصَابَ الذُّلِّ في أَرْحَامِكِ هوَ الجِّنَانُ المُوْجَزَةْ
أنَّ انْتِفَاخَ القَيْدِ في أَحْشَائِكِ هُوَ اكْتِمَالُ المُعْجِزَةْ
أنَّ ضِيَاءَ الطُّهْرِ في جَبِينِكِ المَخْطُوطِ قَطْعَاً لمْ يَزَلْ
لكِنَّكِ أُسْطُورَةٌ صَنَعْتُهَا مِنْ أَضْلُعِي لمْ تَكْتَمِلْ!!
وَحِيدَةٌ..
ظَنَنْتِهَا حَيَاةَ لَهْوٍ و مُجُونٍ وَ سَفَرْ
ظَنَنْتِ لَيلَهَا كَمَا يُقَالُ كِذْبَاً لَيْلَ أُنْسٍ وَ سَمَرْ
فَاخْتَرْتِهَا مُغْمَضَةَ العَيْنِ وَ قَدْ دَقَّ فُؤَادُكِ طُبُولَهْ
تَارِكَةً صِبَا شَبَابِكِ مُذَبَّحٌ عَلَى مَهْدِ الطُّفُولةْ
نَاثِرَةً مِنْ بَتَلاتِهِ دَمَاً عَلَى أَسِّرَةِ العِنَاقْ
تَدْهَسُهُ النَّجَاسَةُ الحَلالُ وَثْبَاً و اخْتِرَاقْ
رَحَلْتِ تَحْمِلِينَ حُزْنَكِ.. و حُلْمَكِ.. و قَلْبَكِ المُبَاعْ
في سُرَّةٍ مَشْدُودَةٍ يَجُرَّهَا ذَيْلُ ثِيَابِ عُرْسِكِ الغالي
 المُرَصَّعِ الدُّمُوعُ ..و الهُرُوبُ.. و النَّوَى ..و الالْتِيَاعْ
و عِنْدَ بَابِ الطَّائِرَةْ..
وَ أَنْتِ مُسْتَسْلِمَةٌ مُسَافِرَةْ
تُسَائِلِينَ أَيَّنَا انْتَهَى ..و أَيَّنَا اسْتَهَلَّ رِحْلَةً إلى الضَّيَاعْ..!
وَ خُضْتِ تَنْهَلِينَ غُرْبَةً.. وَ وِحْدَةً ..و تُبْحِرِينَ عَنِّي للشَّمَالْ
و خُضْتُ أَنْهَلُ الدُّمُوعَ.. و الجَوَى ..أُبْحِرُ للماضِي يُزِيدُنِي ضَلالْ
أَنْهَلُ زَيْفَاً.. و شُرُودَاً.. و خَيَالْ
أَرْضَعُ مِنْ ذِكْرَاكِ مُرَّاً سَائِغَاً عَلَى مَهَلْ
مَأْسَاةَ حُبٍّ عِشْتُهَا لا تُحْتَمَلْ...
وَحِيدَةٌ..
بَاعَ الأَمَانُ قَلْبَكِ لِيَشْتَرِيهِ بَطْشُ سَيِّدِ الألمْ
فَصِرْتِ تَكْسِرِينَ وَجْهَكِ هُرُوبَاً
 مِنْ شَظَى صَبِيحَةٍ خَامِلَةٍ ..أو مِنْ لَيَالٍ مُذْ رحلتِ لمْ تَنَمْ
و تَرْكُضِينَ مِنْ هَوَاءِ الحُجُرَاتِ خَائِفَةْ
و مِنْ أَزِيزِ البابِ تَرْكُضِينَ مِنْهُ خَائِفَةْ
مِنْ وَقْعِ أَقْدَامَكِ فَوْقَ الأرْضِ أَنْتِ خَائِفَةْ
مِنْ وَجْهِكِ فَوْقَ المَرَايا
 مِنْ زَفِير صَدْرِكِ وَ أَنْتِ أَنْتِ خَائِفَةْ
نامَ رُكَامُ الثَّلْجِ آمِنَاً عَلَى نَافِذَةِ البَهْوِ
 وَ أَنْتِ تَسْهَرِينْ!!
و تَحْلُمُ الجُرْذَانُ في الشُّقُوقِ ..و الغِرْبَانُ في الأوْكَارِ 
ماذا تَحْلُمِينْ؟!
حتَّى الشُّجَيْرَاتُ العَرَايَا في صَقِيعِ الفَجْرِ تَرْقُصُ الدَّفَاءَ و الخَلَى  
و أَنْتِ تَحْتَ نَارِ بُرْدِكِ الوَثِيرِ  تَرْجُفِينْ!!
تُمَارِسُ الحَنَانَ حُبَّاً طَاهِرَاً تَمَايُلاً
و أنْتِ في مِهَادِ عُهْرِكِ طِعَانٌ ..و هُجُومٌ.. و كَمِينْ..!!
هلْ ذَاكَ ما تُرَاكِ كُنْتِ تَأْمَلِينْ؟؟!!
يَقْتَاتُ عُمْرُكِ عَلَى رُفَاتِ أَقْذَارِ الزَمَنْ . . ؟!
تَنْقَادُ رُوحُكِ إلى سُمٍّ مُحَلَّى.. بالدِّمَاءِ . .  و اللبَنْ..؟!
يَنْفَرِدُ الحُزْنُ بِكِ ليلاً كَمَا انْفِرَادِ ذِئْبٍ بالحَمَلْ. .؟! 
تَحْيِينَ في حِكَايَةٍ بَالِيَةٍ تُحْكَى لنا مُنْذُ الأزَلْ..!
لن تَنْقَضِي . .  لمْ تُسْتَهَلْ...!!
يا مَنْ خُلِقْتِ للمَسِيرْ
رُدِّي عَلَى صَعْبِ اليَسِيرْ
مَاذا بِأَيْدِينَا . .  خَيَارٌ . .  أَمْ قَرَارٌ . .  أَمْ مَصِيرْ؟!
غَرِيْبَةٌ نَفْسُكِ . . أَمْ نَفْسِيَ أَغْرَبْ؟!
أَمِنْ خَيَارِنَا قَرَارُنَا . . مَصِيرَاً مِنْهُ نَهْرُبْ؟!
هَلِ الطَّريِقِ عَنْ مَسَارِنَا بَعِيدٌ  . . نَحْنُ مِنْ ثَرَاهُ أَقْرَبْ؟!
أَمْ كُلُّنَا أَقْدَامُنَا في ذَاتِ آثارِ الثَّرَى تَسْعَى و تَضْرِبْ؟!
و تَرْوِنَا دُمُوعُنَا . .  وَ مِنْ صَدَى آلامِنَا نَهْفُو و نَطْرِبْ؟!
هَلِ انْتُشِلْنَا  .   .  .  أَمْ بَقِينَا غَرْقَى؟
تُرَى هَبِطْنَا . . .  أَمْ عَلَوْنَا أَرْقَى؟
هَلِ احْتَرَقْنَا  . . . أَمْ سَنَمْضِي حَرْقَا؟
هَلِ انْتَهَيْنَا . .  . أَمْ لِنَبْقَ أَبْقَى؟
لَسْنَا لِرَعْدِ الحُبِّ كُنَّا بَرْقَا..!!
لا البَحْرَ يَهْدِينا الرَّدَى  . . . و لا الغَرِيقَ يُنْتَشَلْ . .!!
أُكْذُوبَةٌ نَعِيشُهَا  . .تَنْزِفُنا  لا تَنْدَمِلْ . .!!
وَحِيدَةٌ..
 عِيْشِي انْسِحَابَكِ  . . ادَّعِي حُرِّيَّةً
 واسْتَنْكِرِي اسْتِسْلامَكِ . .  وابْنِي قُصُوراً في  طَلَلْ . . !!
وَحِيْدَةٌ .. 
 فَزَوِّرِي  رِضَائَكِ . .  و انْخَدِعِي . . 
لا تَسْأَلِي . .  مَنْ عَاشَ في لُغْزِ السُّؤَالِ . .  لا يَسَلْ ...  !!!!!