

وشمٌ على زند الأرض
طفل تعلم من ناقوس خيبتِه
يعقوبُ يبكي على أعقابِ صرختِه
طفل يفتش عن أحلام ذاكرةٍ
بكت زمانا على خذلان أخوته
مازال يرسم أحلاما على ورقٍ
طفلٌ تجمّل في أثواب طاعته
صلى إلى الله لمّا كان معجزةً
لم يعرف الكون شيئا عن نبوءتِه
في كفه جذعُ أحلامٍ مؤجلةٍ
مازال يغرسُه في جوفِ بلدته
مازال يبحث في الأوراق عن وطنٍ
يخيّط الجرحَ دمعٌ في عباءتِه
مازال ينكرُ أن الجرحَ آلمه
وأن موتا يرى آثارَ صدمتِه
وأن يونسَ في حوتِ الظلام يرى
شمسَ الحياة على أبوابِ ظلمتِه
مازال يحلم أنّ الظلمَ منكسرٌ
وأن للحق سيفا في حقيبتِه
العين نادت حثيثا هل أرى عمرا
هل ثم معتصمٌ يأتي لنصرته
من ذا يترجم خوفا في الوجود طغى
كل اللغات اختفت قدّام لوعته
طفل رثى وسط دمع الحاضرين يدا
اغتالها الصمتُ عمدا من براءته
بنت الشموس تنادي أين غاب أبي
من يمنع الموتَ عني غيرُ نجدتِه
"اوركيدتي"... "يامنٌ " ... "كنان" اين همُ
واين "كرملةٌ" غنتْ بنونته
تجاهل الكلُّ دمعي حين أغرقني
حتى تصلصلَ في شعري بطينته
هل سوف يذكرك التاريخُ يا وجعا
أم هل سيَطوي كتابي دمعُ سيرتِه
خنساءُ عصري أداري أنني ألمٌ
يعانقُ اللهَ أياما لنصرته
من أول الحرب لم تشرق شموسُ غدٍ
لم ألمحِ الصبحَ في آثارِ ضمتِه
من بادئ الخلق نادته خطيئتُه
متى يكفّر يوما عن خطيئته
ياليت لي قوةً للقدس تحملني
يفديه قلبٌ تسامى في بطولته
هذا ابنُ غزة يبكي في الأنام سدى
متى نوافيه في أطرافِ غربتِه
هوية الكون ضاعت كيف نرجعها
وهيل سيرجعُ غازٍ عن حماقته
أطفالنا في جموع الكون نعرفهم
والقدس يسمو ويعلو في انتفاضته
هل من صلاحٍ يلبي رجع صرختهم؟
ما إن تخلى مُغيث عن شهامته
أم تواسي رضيعا تستغيث ولا
يأتي الطبيب إلى ميعاد طعنته
أين الذين تخلوا عن عروبتهم
أين الجميع وأيني...؟ من براءته
القدس غالٍ وقلبي يرتدي أملا
مازلت أغرس أشعاري بتربته
ضفائري من لجين الشمس أغزلها
كي أستعيد "صلاحا" في صلابته
نادت له امرأة قالت .." أمعتصم"
فأسكت الكل تخليدا لزفرته
أُسْدٌ يلبي نداء المجد ساعدهم
يعانقون نبيا في شجاعته
واليوم أرثي وليدا لم تجد وطنا
ولم يجد أحدا يسعى لنصرتِه
مات الجميع ولمّا عاش آخرهم
عيسى تزلزل من ناقوس قوّته