

وطني
وطني وإن جارت علي صخوره | فهي الرياض بخاطري وشعوري |
فأنا أراه جنـانُ عـدن روعـة | فيها أعمـر جنتي وقصـوري |
فيه النواعيـر التي غرست دمي | في الغوطتين وميسلون ودوري |
في قاسيون عرين عـز عروبتي | وإلى الشـآم ملاحمي وزهوري |
مذ هلَّ فجـر الكـون هلَّلت الدُّنى | هذي دمشـق بدايتي وسطوري |
منها نشرت النور مجـداً سـاطعاً | ولها نذرت ولادتي ونشوري |
وبهـا التحمت وصغت أنبـل قمـة | تؤوي النسور وفي العرين نسوري |
وعلى الشموس ولدت في ميدانهـا | وغرست فيها رايتي وبـذوري |
هـذي دمشـق بدايتـي ونهايتـي | بردى عروقي والفرات نحوري |
هي أنجبتنـي أو أنـا أنجبتهــا | لكنها في الحـالتيـن جـذوري |
في الحالتيـن بدأت منهـا رحلتـي | صوب السناء وللشموخ جسوري |
ريـانـة كانت دمشـق ولم تـزل | وعبيرها غاري أنا وعطـوري |
في مهدهـا هـزت سريري باكراً | فامتـد حصني للشآم ، وسوري |
حتى انصهرنا في حضارتهـا التي | صارت حضارة عالمي وعصوري |
هذي دمشق حسام أشرعة الهـوى | ومحيط مجـد في محيط دهوري |
تشرين كان أعادهـا لشـموخهـا | وأنا وشـمت ليوثهـا بصـدوري |
وطنـي عريني والهوى وعوالمي | وحمام خيلي في الوغى وزئيـري |
وطني سحاب الغيث في كرم النـدى | ومنابع العز الذي في عزوتي وغديري |
الله يـشـهـد أننـي في جـدبـه | ألقـاه واحــة زنبـق أو جـوري |
وأراه مـداً في شــواطئ جــزره | وأراه أمنـاً في اللظى المسـجور |
وأراه شـهـداً في مـرارة حنظـل | وأراه بلـسـم دمعتـي وفتـوري |
الله يعـلـم أننـي في عــشــقـه | قـد ذبت فيه وعاش فيه حضوري |
تفديـه روحي كي يعيـش معانقــاً | شمم الفـداء على العـلا المنصور |
تحيـا الشـآم لكي نعيـش كرامــة | فوق الشـموخ برايـة من نـور |