الخميس ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

وقال الذي نَجَا مِن السِّجْن الكبير

محمد المختار محمد أحمد

مَـهْـمَـا رَسَـمْـتُ سَـتــائِـرَ الأحْـــزَانِ
سَتَـضِـيـقُ -بِـي- عن حَصْرِهـا أَلْــوَانِي
فُـهُـنـاكَ مَـن سُـرِقَـتْ -كَـحُرْمَـةِ أرْضِـهم-
أعْـمــارُهُـم مـِن كِـفَّـةِ الْمِـيـــــزَانِ..
ومَـن اسْـتَـبــدَّ بِـهِم زَمَـــانٌ جــــارِحٌ
كَـتَـكَـسُّـرِ الإِحْـسـاسِ فِي الإِنسَــــانِ!
سـُجِـنُـوا بِـلَا ذَنـبٍ كَـيُـوسُـفَ..وَاكْـتَـوَوْا
بِالنَّــارِ تَـحْـتَ سُــرادِقِ القُـضْـبَــــانِ..
حُـرِمُـوا مِـن الْحُـرِّيَّـــةِ الخَـضْــراءِ فِـي
الغَـبْـــراءِ يـا لَمَــرارَةِ الحِـرْمَـــانِ !
أَمِـنَ العَـــدالَـةِ أَن يُـصَـفَّـدَ طـــائِـرٌ
فِـي حُـفْـرةِ الـدُّنْيَـا عَـن الطَّـيَــــرَانِ؟
أَوْ أَن يُـقَـيَّـدَ بِالسَّـــلاسِـلِ مَـــاءُ
نَـهْـرٍ عَـيْـشُـهُ فـي فِـكْـرَةِ الْجَـرَيَــانِ؟
هُـمْ هــؤُلاءِ المُـهْـمَـلُــون كَـقِـطْـعةٍ
فُصْـحَـى مِـن الْمَـجْـدِ البَـعِـيدِ الـدَّانِـي..
يَـغْـتـالُـها لَـفْـظٌ دَخِـيـلٌ لَـمْ يَــجِـدْ
مَـعْـنًـى لَـهُ فـي (مُـعْـجَـمِ البُـلْـــدَانِ)!
فِـي نَـيْـزَكِ الْعـدْوانِ تُهمَلُ أرضُـهم
وَحَـيَــاتُـهم.. فِـي نَـيْـزَكِ الْعـدْوانِ..
هُـمْ لَـوْحَةُ السُّـجَنَــاءِ تُـكْمِـلُ لَـوْنَــهَا
بِـتَضرُّجِ النِّـسْــوانِ والصِّـبْـيَــــانِ..
شَـيْخٌ ضَـرِيـرٌ فِـي يَـدَيْـهِ سَـلاسِــلٌ
وَوَحِـيـدةٌ فِـي بَـطْـنِـهَـا طِـفْـــلَانِ..
وَمُـقَـيَّـدٌ تَـرْتـاحُ فِـيـهِ رَصَــاصَـةٌ..
ومُـكَـفَّــنٌ تَـرْتـاحُ فِـيـهِ ثَـمَــــانٍ!
كَـمْ هُـجِّــرُوا "ظُـلْمًا وَعُـدْوانًا" وَكَـمْ
عُـزِلُـوا وَراءَ مُـلُـوحَـةِ الْحِـيـطَـــانِ..
مَـا مِـن نَـهَـارٍ ثَـمَّ.. كُـلُّ زَمــانِـهـمْ
لَيْـلٌ كَـلَيْـلِ الشَّــاعِـرِ الْقَـحْطـــانِي..
هَـاتِـيكَ نِيــرانُ الحِـصارِ تُـبِـيـدُهـم..
والشــرْقُ يَرمُقُ مُــشْـعِلَ النِّيــرانِ!
هُـمْ ثَـمْـرةُ الإِنسـانِ قـدْ جُـنِـيَـتْ..لِماذا
يَـتْـرُكُ الإنـسَـــانُ ظُـلْــمَ الْـجَـــانِـي؟
وعَـلَامَ تُـحْـجَـبُ مِـحْـنَـةُ المَـسْـجُــونِ
فِـي دَمِـهِ..وتُـكْشَـفُ مِنْـحَـةُ السَّجَّــانِ؟!
هُـمْ أُمَّــةُ الأحْــرارِ -حَـيْــثُ تَـكُـونُ-
تَـفْـدِي الأرْضَ بِـالأرْواحِ وَالأبْـــدانِ..
هَيْـهـاتَ أَن يَـئِـدَ الحَـقيـقَـةَ أَسْـرُهُـم؛
فَـالبَـحْـرُ يُـوجَــدُ دُونَــمَـا حِيـتَـــانٍ!
هُـمْ أَوَّلُ الْقَـطَـراتِ فِـي طُـوفـانِـنَـا..
هَـلْ تـنقـصُ القَـطَـرَاتُ مِ الطُّـوفَـــانِ..؟
لَـن يَـسْتَـريـحَ صُمُـودُهـم حتّـى تَـعُـودَ
فَـوَاكِــهُ البُـسْـتـــانِ لِلـبُـسْـتَــــانِ..
السِّـجْـنُ..لَمْ يَـخْشَـوْهُ؛ كَـمْ دَخَـلُـوا إِليْـهِ
كَـأَنَّــمـا دَخَـلُـــوا مِـن (الــرَّيَّــــانِ)!
قـالَـتْ لَهُـم إِشْــراقَـةُ الشُّـهَـــدَاءِ: (لا
تَـهِنُـوا..) مِـن الخِــذْلانِ يَـا إِخْـــوَانِي
مَـهْـمَـا تَـدَلَّـى الشَّـوْكُ فـوْقَ زَمـانِـنَـا
سَـيُـزَيِّــنُ الزَّيْـتُـــونُ كُـلَّ مَـكَــــانٍ..
وَتَـجِـيءُ (حِطِّــيـنُ) الجَـدِيـدةُ مِـن ذُرَى
العَـزْمِ الفَـصِــيـحِ وَرايَـةِ الإِيـمَــــانِ!
فَـتَـسَـلَّـقُـوا جَـبَـلَ الصُّـمُــودِ بِـعِــزَّةٍ
مـا زَحْـزَحَـتْـهـا طَـلْـقَـةُ الـعـُــدْوانِ..
وشِـعَــارُهُـمْ "وَعْــدٌ عَـلَـيْــهِ الحَـــقُّ
فِـي التَّــوْراةِ والإنـجِــيـلِ والقُــــرْآنِ "

محمد المختار محمد أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى