الأربعاء ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم بسام عورتاني

ولائم مبعثرة

أسألك باحساس المحترق للعودة، والرجوع الى مآذن الحزن،

أين أنت؟

هل كنت من الغائبين الذين تركوا من كانوا بجانبهم يهزؤون من هذا العالم....... ورحلت؟

اين هذا الألق المنتمي الى زمن الخرافة والى زمن الوجود الأول؟

لقد تجزئت مرة أخرى وأنا أبحث عن ذات الأشياء ..

أسرعت لكي اكتشف ذاتي فانقلب السعي على ذاتي

انقلاب يتحدى الوعي ويدفع باتجاه المدى المظلم

...................

تترامى الطرقات بين عيون المارين، وتتمايل الشوارع للإغراء

هذه الصورة المعكوسة تلفت النظر الى حقيقة الواقع الذي يجبرك لأن تكون ليس نفسك..فعلا يكفي ان تدرك بأنك لا يجب عليك ان تكون انت، لأن ذاتك هي عكسك.. وصبرك هو عنادك واحساسك هو كرهك للمادة..

لن تصبر على حقيقة ذاتك، لا بد من الانقلاب عليها.. هذا هو الاحتراف وهذا هو الهدف..

...............

تجمد يضرب عصب الافكار، يغير ما هيتها ويوجه ما تبقى الى قلوب المنتصرين ..

سعيك موجه وعمرك موجه وأنت رهن المركز الذي ينتظر تفاهتك ..

لا يجب ان تبقى من المبررين لعجزهم ولا من المنظرين لخيالهم الرقمي. يجب ان تتماسك لكي تصد كل القيم التي تثير وجدانك ..

.............

تسال مرة أخرى: هل يجب ان أنتظر الصدف لكي تنقذني من ذاتي وذات الاشياء؟

هل يمكن جمع كل حروف الكلمات الشاعرية وعجنها لكي تزهر مادة؟

اين يختبئ المخلص؟ وهل السعي هو البحث عنه؟

.........

أشعر بأنني ألعب مع خيالي فقط .. وأشعر بأني من المعزلوين عن الالم الرفيع .. أريد ان أتألم بطريقة برجوازية .. أريد أن أبحث عن ذاتي وأنا من السعداء .. لماذا أصمم على الحزن لكي أفكر؟

...............

يمر فوج من الناجحين باحساسهم، يغنون ويتراقصون، يبتسمون لتفاهة الحزن ولصخب الشوارع المزدحم بالأقنعة. وجوههم تحمل معاني العزف على أوتار السماء وفي جيوبهم يختبئ القدر ..

هؤلاء من رواد الأرض التي ابتلعت أبناءها لكي تتجدد ولكي تجدد أسيادهم ..

..............

نعم ... لا يكفي ان اسخر من سعادة الآخرين المزيفة ولا يكفي ان القي بذاتي الى التهلكة ، انها فرصة تتجلى على أعصاب الثلج الملون انها صرخة الحب وصرخة الانسانية ..

يحزنني ان أبحث عن انسانيتي بهذا الزمن العبثي الضائع ، هذا الزمن الذي يدعي الوفاء لتاريخ راق وزمن متألق، ويزعجني أن أرى انساني يباع في مزادات التنظير التي تتخذ المعرفة أساساً لها، تشرعها وتقرر بأنها مرجعية الخلاص الأبدي ...

........

من هو جاهل يعلق عليه الخطيئة ويعتبر عائقاً أمام التقدم الطبيعي، ومن هو عالم أصبح الخطيئة التي تجرنا الى التهلكة فهو عائق لذاته وعائق لغيره، علمه يسْخر من الجاهلين ويسْخر من نفسة. ليس العلم سيد الموقف وانما أصحابة التائهين الذين اعتقدوا بانهم تحرروا ولكنهم اعطوا شرعية رسمية لجهلهم عبر امتلاك قليل من الورق يتناثر على سطحها حبر يحدد صلاحيتهم ..

...........

كلمات تجرني الى الوصف الدقيق لحالة الفوضى المرضية، وتجرني الى مساعي الخلاص المنتظر، انها نهاية كل شيء ونهاية العروق التي حملت هم الوجود وتحديات الفكر ..

..........

النظر ثاقب يستطيع السعي بين أكوام الرماد ويستطيع تحديد اتجاه الألم، انها نقطة البداية التي ستنقل البوصلة الى شراع آخر .. نعم .. أين أنت؟

أيها الثائر والمرابط والتائب والمناضل والمجاهد من أجل طمعك، أين مخبأك وكيف تراود كل الانفس عن ذواتها؟ سأنتظرك في كل مدى مظلم وسأبقى متأهباً للقلق الأبدي لكي أجد ذاتي ولكي أساعدك على ايجاد ذاتك..

..........

فرصة الحزن لا تأتي مرةً أخرى، بعد أن تجذرت واصبحت من سمات الضعفاء. فلا تبحث عنها بل ابحث عن سعادة الأشياء في حزنك، اذا كنت من القادرين على مواجهة ذاتك ...

........

أتردد بالكتابة وانا غريب في فكري متطرف، أحتاج للعودة الى المرونة لكي أغير موقعي على الورق بسهولة، فأنا مزاجيٌ أحترف التضجر من بسمة التافهين والمارقين على الطرقات العفنة ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى