الخميس ١٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم محمد ربيع هاشم

وللرحيل علامات

روح زكية تتلاشى
تنداح في أتربة صفراء وقحة
تفترض اللغز الأحمق
ومخالفة الأشياء البسيطة
لو تحبك
لم تفعل
 
************
لنبتعد قليلا
ما عاد القلب يحتمل
ولا الحب يحتمل
ولا التحجج بالغضب
ولا الهروب
ولا العشق
ولا القرب
ولا الإعجاب بكلمات الحبيب
ولا الاستسلام له
لنبتعد قليلا
ما عاد يجدي أن تلقي بنفسك وحدك وحيدا
وتتركك هكذا غارقا في مياه الحزن
 
*******************
 
الروافد تنبع من يديك
موسيقى الدانوب الأزرق تحشرك فوضويا لا يعرف
تتكيءُ على مفردات قديمة
وشعر يلتقي بجوانحك
فيصنعان أسطورة للغياب
أنت الذي هربت من رموشه الريح
واغتسل في يديه التراب
أنت الذي مرغ وجهه في صدر الحبيبة
وعبث بطوق النجاة
أنت الذي كل يوم تتبدل وتتغير
وتلقي بأسئلتك في الهشيم
أنت الذي يتقلب على نيران شوقه
متحدا مع طلول الوهم
 
*********************
تتدلى العناقيد على ثغرك
شلالا من الندى
يسابقك الفرح إلى أحضانها
تتقافز في رأسك عبارات النشوة
وفي قلبك يستكين الحب
تسافر ضحكاتك في سقف الفوضى
وتعبر روحك جسرا منيعا
تراقب خطوات ثابتة
تقترب من عالمك
تتهيأ لفتوح العشق
تركض بشوقك ثلاث خطوات
ربما بانت سعاد
فاستظلت روحك بالندى الهاطل
من بين العناقيد
لن يفلح الحزن بعد الآن
أن يخترق هذا السور الهش الضعيف
ولن تستطيع البكاء
إلا على صدرها مستغرقا في ربيع الشوق
 
**********************
السماء بساط أخضر
وهطول أمطار الصعود يضمد جرحك
ما كنت يوما متزنا
دائما تراوغ نفسك
تضع العصابة على عينيك
أنت رائع حقا في طرد الآخرين
ورائع أكثر في فقدهم للأبد
 
***********************
لا الليل سيسقط رأسك المتعبة على جمر الرحيل
ولا النهار سيعلقها على مشجبه الحزين
فقط ستبقى وحيدا فارغا من نفسك
تبحث عن شيء فقدته عندها
لن تسترده
ولن تعطيك إلا ما تبقى من لحظات راحتها
ستقرضك نفسك قطعة قطعة
ودمك قطرة قطرة
وستبقى دائما واقفا أمام غربتها
حائرا بسؤال غريب
 
***********************
الرياح التي هبت من جانب الليل الأجوف
نزعت عنك سنديان الألم
وألبستك حلة شتوية
ترتعد كلما وجدت اسمها يتلألأ أمامك
تتذبذب بين القوة والضعف
بين الحسرة والندم
قف في سواحلها بلا زورق
ولا جناحي طائر
قف صامتا
لعلك تمخر في عباب الصقيع
 
*************************
تلف تلف ولا تهدأ
تتماهى في طيفك عبارات الهزيمة
تنزاح عنك سواحل الوقت
تهل بالمدى الأزرق محاطا بالفردوس
من ذا الذي أعطاك نواح الطير
وبكاء الطفل
وجبروت العاشق
تلف تلف
دوائرك لا تنتهي
ولا تتوقف إلا على سواعد الفجر
حين تشق صفاء الليل
وتؤسس لنور ضاع منذ عرف الندم
طريقه لقلبك
 
*****************
الليلة سأرسم نفسي متجهما
وسأعطي للوحة لونا قاتما
سأحتمي بتواريخي
وسألقي بمشاعري خارج السياق
سأردد بيني وبين نفسي : أنت سيء
لم تفلح طيبتك
ولن تنجح أن تعيدها إليك
وردة بيضاء تنير طريقك
كن ليلا ، او نهارا
حاول أن تمسك أسوار الوحدة
اجتاز كل الحدود وكل التبريرات
اللوحة لن تتغير
سيظل اللون قاتما
والسحابة تسير بشكل أفقي
حتى تمطر في أرض أخرى
 
********************
رصيفك مزدحم بالعابرات فوقه
وقلبك خال من زخم الأسطورة
وأنت تطارد بغير يأس
تعاند بغير نور يضيء قلبك
الآن ستنسحب تماما
لن تراها رغم انها أمامك
بيد انك قررت
محوها تماما
من كل نافذة كنت تراها فيها
إنه الرحيل الحقيقي
إلى ساحل آخر
 
***************
مشهد يتكرر يوميا
حياة وممات
ميلاد ورحيل
أصبح مألوفا بالنسبة لنا
أن نرى بوضوح
لكن ما يذكرنا دائما بخطئنا
عدم تذكر قسوة تجاربنا
 
*******************
فارغ هذا الجسد إلا من بضع ثواني
يقف فيها على عتبات
التمني
 
*******************
هل تعرف الوردة
ما يفعله شوكُها
بقلب عاشقها؟
 
************************
هذا اللون الدامي في عينيك
يخطط طريقك الذي ذهب
وامنياتك طار بها عصفور غريب
ونقر بها عيونا دامعة
وشفاها ترتجف
حاول مرة أن تمسك بين يديك حلمك
أو تهتدي للكون الذي تركك وحيدا
هناك على صوت الأمل
حين يختنق ببرودة أوصالك
ويعلق فوق مشجبه
عشقك المحترق في سعير
الفراق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى