الجمعة ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
وَطَنٌ مِن سَراب
(1)زَعموا لَنا أَنَّ الوَطَنْرَبٌّ تَقَدَّس كَيفَ شاءَفَأَضرَموا فينا الوَلاءَوَأَخمَدوا فينا اللِواءَوَقاتَلوا فينا الإِباءَكَأَنَّنا أَبناءَهُ وَالأُمُّ خَضراءُ الدِّمَنْ(2)زَعَموا لَنا أَنَّ الوَطَنْحُلوٌ وَعَذبٌ ماءُهُ وَسَماءُهُأَصفى مَن اللَبَنِ المُصَفّىيَنعَمُ الإِنسانُ فيهِبِكُلِّ أَسبابِ العَلاءِوَأَنَّهُ نِعمَ الوَطَنْحَتّى وَإِن غَطّاهُ شُؤمٌأَو تَخَلّى المَجدُ عَنهُ وَخُلِّفَتأَبناءُهُ في طَرفِ أَذيالِ الأُمَمْيَكفي لَنا مَجدُ الهَرَمْقَد أوقِظَ المَجدُ التَّليدُ مُجَندَلاًعَن صَهوَةٍ الزَّمَنِ النَؤومِعَلى شَواطِيءَ مِن عَدَمْعُذراً فَهَذا الوَهمُ يُضنيمَن هَوى عِشقَ القِمَمْزَعَموا لَنا أَنَّ الوَطَنْأَحلى وَطَنْ،حَتّى وَإِن يَبدو مُريعاًوَارتَدى زِيَّ العَفَنْ(3)إِنّي أَرى هَذا الوَطَنْمَيتاً تَلَفَّعَ بِالمَخاوِفِ بائِساًوَبِكُلِّ ما في جَوفِنا مِن غُربَةٍوَتَحايُلٍ وَتَنازُلٍ وَتَجاهُلٍبِئسَ الكَفَنْلَسنا عَبيداً لِلوَطَنْبَل نَحنُ نَصنَعُ ذا الوَطَنْوَطَنٌ يُعَلِّمُ أَهلَهُ أَن يَبغَضوهُوَيَلعَنوهُ وَيوقِدوا فيهِ الفِتَنْ(4)وَطَنٌ وَطَنْوَلِكُلِّ مُحتالٍِ عَلى أَعتابِهِ"أَقبِل لِتَلتَمِسَ السَّكَنْأَقبِل فَكُلُّ مَوارِدِ الدُّنيا لَدَينا تُستَباحْبَل كُلُّ خَيرٍ لا يُرى إِلّا عَلى التِّلفازِأَمَّا في الحَقائِقِ لا يُباحْ"ما بَينَ مِطرَقَةٍ الغُرورِوَسِنديانِ الفَقرِ نَحيا،نَذكُرُ الأَجدادَ نَنسى أَنَّهُمصَاروا رُفاتاً لَيسَ يَنفَعُفي زَمانِ الإِنفِتاحْحَتّى وَلَم نَحفَظ لَهُمحَقَّ التَّباهي بِالحَفيدِوَقَد غَزا سُبُلَ النَّجاحْقَد لازَمَ الوَلَدَ الضَّنىوَاستَعذَبَ الشَّعبُ الشَّجَنْ(5)أَوَلَستَ تَعرِفُ ما الوَطَنْ؟!أَتَظُنُّهُ مُدُناً وَأَهراماً وَصَحراءًوَنيلاً كانَ مَجداًفَانزَوى في عَهدِنالَمّا جَرى فيهِ النَّتَنْلا لَيسَ هَذا بِالوَطَنْهَذا قَضاءٌ أَن وُلِدنابَينَ جَنّاتِ العَدَنْنَحنُ الوَطَنْنَحنُ الَّذينَ نُلَوِّثُ الدُّنيابِأَنفاسٍ مِنَ الحِقدِ الكَريهِوَنَلعَنُ بَعضَنا بَعضاًوَنَنتَقِدُ الجَميعَ بِلا مَساعِىَ لِلصَّلاحِكَأَنَّنا صَيدٌ وَكُلُّ مَصائِدِ الدُّنياأُعِدَّت كَي تُطيحَ بِناعِشنا لِنَمتَهنَ الوَهَنْ(6)مِصرُ الَّتي لَيلىعَلى أَطلالِها ضاعَ الأَمَلْمَهما تَغَزَّلتُمْ بِها وَنَسَجتُمُ مَدحاً لَهاوَرَجَوتُمُ أَن تُرجِعوها لِلمعالي بِالأَمَلْلا لَيسَ فيها مِن أَمَلْيا بُؤسَها لَيلىإِذا قَيسٌ بَكاها كَالنِّساءِوَلَم يُقاتِلْ عَجزَهُ أَو لَم يُواجِهْ حُزنَهُوَبَقى عَلى طَلَلٍ ثَمِلْإِنَّ الأَمَل يَرجوهُ مَن يَسعى لَهايَرقى بِها يَجتازُ كُلَّ مَصاعِبِ الدُّنيايُحِبُّ تُرابَهامَن لَيسَ يَلعَنُ وَضعَهُمَن لَيسَ يَشكو فَقرَهُيَسعى يُبَلِّغُهُ العَمَلْ(7)فَإِذا سُئِلتَ عَنِ الوَطَنقُل "كُلُّ أَرضٍ يُذكَرُ اسمُ اللهِ فيها لي وَطَنْ"قُل "كُلُّ أَرضٍِ أَبتَني مَجداً بِها حَتماً وَطَنْ"قُل "كُلُّ نَفسٍٍ أَرشَدتني لِلصَّوابِ هِيَ الوَطَنْ"قُل "كُلُّ نَفسٍ لا تَكَلُّمِنَ الدِّفاعِ عَنِ الحُقوقِوَكُلُّ نَفسٍ لا تَمَلُّوَإِن تَداعى كُلُّ أَنصارِ الحَقيقَةِ لي وَطَنْ"نِعمَ الوَطَنْ