
وَقَدْ تَأْتِي البُحُورُ لِتَرْتَجِي!
صقر أبوعيدة
أَوَكُلَّما همَّتْ يَدي كي تمسحَ الرمشَ النّدِيغصباً مناديلي تُجَرْجَرُ من يَدِيأَوَكُلَّما يدْنُو منَ الأزهارِ ظِلُّ فراشةٍهبَّتْ على ألوانِها أصباغُ ريحِ الموقدِأَوَكُلَّما نخطُو على دربِ الشُّموسِ لِنسْتقيمن عينِ أرضِي والهوَىنكبُو على أكتافِنانجري على أعقابِناصرعَى وننقُضُ غَزْلَناوالريحُ تخشِمُ أنْفَنانَرنُو إلى سربِ القَطافَلَعلَّها ترمي لنا رسْمَ الخُطَىيا رابضاً في لُجِّ بحرٍ لا تَقُلْلكَ في ظلام الليل نجمٌ لم يصلْيا ثاوِياً جُرحي أناوأنا جِراحِي كنتُ منها أقْتَدِيأرضِي تُظِلُّ بلوزِهاولداً ينوءُ بِعـزِّهاوبلا جناحٍ يكتَسِيدرعاً من الأوجاعِ والموتِ الشَّجِيوبلادُنا تلهو بها الأزلامُ والخَطْبُ الخفيأحلامُنا تنأَى بأعماقِ الصّدَىشطٌّ على شَفَةِ المدينةِ يختَفيأَوَكُلَّما هبتْ لَنا وَمضاتُ نجمٍ تشْعلُينْزُو على أنفاسِها غدرُ العِدَىأَوَكُلَّما سمقتْ لنا البسماتُ ترسمُ وردةًجفَلَتْ دَوالينا على خَصْرِ المَراعي تَشْتكِييا صاحبيأينَ الطريقُ ونَجْمُنا لم يكتَملْ ؟دربي مشَىوعلى جراحِ قَبيلتي كلٌّ وَشَىرقدَ العميدُ على وَثيرٍ وانْتَشَىوشِعارُهُم قَلَبَ المِجَنَّ لِيرْتَدِىثوبَ الذليلِ ويمتَطِيومنَ الدَّنيَّةِ يَقْلدُيا صاحبيأين العدُو؟أَوَلَمْ تروا كيفَ الرقابُ تُسامُ مِنّا تُشْترَى ؟أَوَلَمْ تكنْ عينانِ فوقَ أنوفِكم ؟أمْ غاضَ في أحْداقِها نورُ العيونِ وسُمّرتْ ؟أَوَلَمْ يَرَوا ؟ثَبَجَ البحارِ رَسَتْ على أكْنافِهِ سُفنُ النَّوَىهلْ منْ شفيعٍ يفتدِي خَدَّ الحبيبِ ويبتَهي !جُلَّ الصّعابِ ويعتَلِينجمَ السناءِ ويهتدِيولْيَمْخرَ البحرَ العصِيإنْ تَرْكنُوا للريحِ بعدَ سُكونِهِلنْ تحصدُوا قمحاً على كفٍّ لكملن تسلكوا سُبلَ الرشادِ وإنماتكبُو الخيولُ على عُيونِ الفارسِأَوَلَمْ ترَوْا كيفَ العَصا شَقّتْ دُروباً تَعتَصِي ؟لو تعلمون سبيلَهالأتَتْ بحورٌ تَرْتَجِي فلَقَ العَصاولأينعتْ أزهارُ كرمٍ في اليدِلكنْ عِصيُّ قلوبِنا تَتكَسَّرُفي بحرِنا وهناكَ مَدٌّ يعتدِي
صقر أبوعيدة