الجمعة ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم رائدة صلاح الدين الخضري

وِشايةٌ بِلُغَةِ العصافير..

لأنِّي سليلةُ عُشْبِ البَراري
شَقِيقةُ هذا الفراغِ امْتِلاءً
أجُسُّ ارْتِواءَ الزنابقِ فِيَّ
فيَعْطَشُ جُرْحُ الهواءِ..
أمَا مِنْ غمامٍ لِعِطْرِي
أمِ السيلُ فتَّتَ وجهَ التأمُّلِ
سالَتْ ملامِحُ هذا الفضاءِ
إلى أنْ مَحَتْنِي
وقَصَّتْ على الوَحْيِ فَجْرِيَ
مِنْ أوَّلِ الغَيثِ
حتى انْعِتاقِ الينابيعِ
مِنْ نَوْمِها في نبيذي..
أنا مَنْ وَشَيتُ بِسِرِّ العصافيرِ
حِينَ امْتلأتُ بِرَقْصِ الحياةِ
فَصِرْتُ أُعِيرُ المَجازَ
تفاصيلَ نَفْسي
وأنْحِتُ ليلاً
لِيَلْبَسَ دَوْرَ الغُموضِ اللطيفِ..
دَخَلْتُ إليَّ
وأوقَدْتُ شَمْعي
ابْتَهلْتُ
ِلأحيا طُقوسَ النوارسِ
حينَ تَؤُوبُ إلى حُلْمِها
في الأصيلِ
سأتْرُكُ هذا الربيعَ ورائي
لأقْفِزَ فوقَ اخْضِرارِ المسافةِ
أعْدُو
إلى حيثُ أوْدَعْتُ شمسي
لأغْسِلَ عنها شُحُوبَ المَغِيبِ
وأملأها مِنْ عُيوني..
سيُصْبِحُ فجرُ القصائدِ أجْلَى
وقَطْرُ الندى سيَنامُ
على شُرُفاتِ العذارى
إذا ما لَمَسْنَ كِيانَ الأُنوثةِ
يُوْلَدُ في حَضْرَةِ النُّورِ..
نامَتْ تسابيحُ كَوْني
وظَلَّ اشْتِعالُ القوافي
طليقاً
يَمُدُّ إلى العابِرِينَ عَبِيرِي..
سأُوْجِزُ كُلَّ الضِّفافِ
بِلَفْظٍ.. يُشِيرُ إلَيَّ
وأمْحُو المعاني
لأُمْسِكَ خَيطَ الدلالةِ
وحدي
أُعَرِّي ملاكاً
تَراءى كَوَجْهِ القصيدِ
فَألْفِظُ بحري وأصْعَدُ
نحوَ اكْتِمالِ الرُّؤى
أتَخيَّرُ طَقْساً شبيهاً
بفوضى الْجِهاتِ
وأنسجُ مِنْ وَحْيِهِ قُبَّةً
كي أُظِلَّ فضاءَ احْتِوائي..
سأعْثُرُ مهما تَشرَّدَ صبري
على مِثْلِيَ المُتَأرْجِحِ
بينَ المعارجِ
أو أرْتَقِي نحوَ ما حَرَّرَتْهُ
أناملُ عَزْفي
مِنَ المُفْرَداتِ
ومِنْ شَذَراتِ الوميضِ الطَّرِيِّ
هناكَ
سأجْمَعُ كُلَّ شتاتي إلَيَّ
وأُنْجِزُ وَصْفِي لِهَيْئَةِ
هذا الهُلامِ على مَدِّ رُوحي..
طليقٌ شذايَ
ورائحةُ الذاتِ تَنْضَحُ
بالخِصْبِ والأُرْجُوانِ
فكيفَ أعودُ ومَهْدِي مَدايَ
وطيني يُقَدِّسُ طَعْمَ الخُلودِ
على كَفِّ هذي السماءِ
ولي شُرْفَةٌ كي أُطِلَّ
على وَجَعي الآدَمِيِّ
وأشلاءِ صوتٍ
تَمَزَّقَ تحتَ رُكامِ السُّطورِ
وقد لا أُمَيِّزُ وَجْهِيَ
بينَ زِحامِ الرِّواياتِ
أو يَخْتَفي ما اقْتَفيْتُ
مِنَ الشِّعْرِ
حتى اسْتَويْتُ على غَيْمِ مَنْفايَ..
ها سوفَ أدْنُو إليَّ
لأُمْسِكَ ظِلِّيَ قبلَ الزَّوالِ
وأشْهَدَ فَجْري وليداً
يَفُوحُ على ثَغْرِ هذا الفراغِ
امْتِلاءً
بِعِطْرِ الوُجود...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى