الثلاثاء ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم فراس حج محمد

يا المرأةُ الضوءُ

حاذري فيّ قليلا قليلا
وتسللي إليّ برفقٍ
وتشربي جسدي المعتم كي يراكِ
لا تفري مثل شمس هاربةْ
واستوطني لغتي وأرضي
واستبيحي كل شيء في دمائي
 
حاذري كل قصيدة حبّ لا تقول
"أحبكِ"
وحاذري النيل المتكسر في ضلوعي
صاغ من ولهي ضياعي
أو مثل أشتاتي بقافية اقتلاعي
أو مثل أغنية السرابِ أو الصراعِ
يبكي عليّ النهر نهرا
معْ مصابيح الشراعِ...
 
يا امرأة الضوء احذريني
وتمددي فيّ دخولا عنيفا
واشرئبي مثل عرجون النخيلْ
واقطفيني مساحة مرمرية
تضيء بين رائحة الأنامل فيكِ!
كل شيء أنتِ لي!
كلّ حلم أنت فيهْ
كلما هل شعاع من جنون أرتضيه!
كل قطر باح في الدنيا اسمعيهْ!
هو قطرة الدفق المولّه فاحتويه!!
يا امرأة الضوء المسافر في اغتنامي
حدديه!
ولملميني
فاكتنازي مثل ضوئك شاسع
مثل الرياحْ
واستقبليني
موجة ولهى
تعيد بوحك كلما شرب الصباح من فيروزه
لحن الصباحْ
 
يا امرأة الضوء
مذاق الأشعة أنتِ
وابتهالات الألقْ
برّحيني باشياقي
يا اكتمالات الومقْ
لستُ إلا بعض خيط
أمطريني بالودقْ!
همي مثل الغزارة
حرارة نشوى
تذيب العتمة الأخرى
يا المرأة الضوء
حرريني في شعاعٍ منطلقْ
نحوكِ الكليّ كيما أنطلقْ!!
واتصلي بمائي الحيّ
يا المرأة الضوء
لن أحاذر بعدها شيئا
ألا يكفي جنوني كل ليلي في القلقْ!!
 
يا المرأة الضوءُ، هل تحب الضوءَ ذاتُه؟
هل تحبّ الذاتَ ذاتُهْ؟
كم ستلقى في المرايا ذاتنا، فتذوبُ ذاتُه؟!
وعلت شفير الموجِ ذاتُه!
والبحر ذاتُ البحر ذاتُه!
هل يفصل الذاتَ عن كل ذات الذات في الضوء ذاتُه؟
لا تبرحيني
وامكثي فيّ ضياء سرمديا
يا المرأة الضوء
يكفيني التماعكِ كلّ حينِ
كي لا أعود كما بدأت أبحث عن حنيني!
فارتحالي كامل
واليوم فاض بي بعض أنيني
فاعذريني...
واعذريني....
ألفُ ألفٍ... فاعذريني...!!
:::::::::::::::::::::::::

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى