الخميس ١ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم عاطف عاشور

يا صاحبي

يا صاحبي، كم قلتُ لك:
"إن الجراحاتِ التي أهملتَها لن تُهملك"
فالكلُّ يهمل خِلَّه ، إلا منازعةٌ الجراح
يا صاحبي كم قلتُ لك:
"إن الذئابَ إذا أسلتَ لعابَها لن تُمهِِـلك
والكلبُ ألهتهُ العظامُ عن النباح"
يا صاحبي لن أخدعَك..
إن قلتُ حراسَ الدروبِ لن ترتاحَ لك
ما دُمتَ لا تأوى إلى الصَّمتِ المتـاح
والكلُّ في عرفِ المدينةِ مستباح
وشاهدي في ذاكَ سيفٌ أثكلك
يا صاحبي ما أعجلك!!
حين امتطيتَ جوادَ حلمٍٍٍِ أجهدَك
ما أجهلكْ!
حين أرخيت العِنانَ لفكّه كي يصـرعك
حيث لا يجديكَ ما قد سِيقَ لك
من صولجانِ الحبِّ في كبـحِ الجِماح
يا من حلمتَ بغنوةٍ يصحو لها هذا المواتُ ليسمعك
كم عشت تحلم أن توحدَ صوتهم
لو مـرةً
لتذُبَّ أنيابَ الذئابِِ عن الصريعِ وذي الجراح
فيجيبك الصوتُ المشتتُ في البراح :
"يا طالبي مااااا أطمعَـك!"
كم كنتَ تشعُرُ بارتياح....
لو أن ذئبَـكَ أمهَلك
حتى يَتمَّ الأمرُ لك
لكن دمَّك يا جنوبي الملامحِ مستباح
وبعدهُ حـدُّ القَصاصِِ في شريعتِهـم هلـك
وفجأة ..!!
وعلى خلافِ طبيعِةِ الموتى
توحدَ صوتُهم
وزلزلَ الأفـقَ الصياح
وصوبوا الأنظارَ لك
حين ارتميتَ على الرصيفِ ممـزقـاً
فلم تجد ممَّن جمعـتَ شتـاتَهـم
كفاً يجمِّعُ نفسه
كي....... يجمعَك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى