الخميس ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٥
بقلم خالد زغريت

الوردة الدافئة على جسر بغداد

أغلقي الباب خلفي ليمشي معي الآن قلبي
مشوا ..
تركوا ظلهم بأكفّ الأنين يدقّ شبابيك صدري
لأمشيِ... مشوا
أغلقي الباب خلفي
رأيت الفرات على بابنا واقفاً
و الحمام يقسّم ظهري على ساقه
أغمضي الآن قلبك عني لكي أتفقّد قلبي
وأمشي ... مشوا
حادي العيس ردّ الصدى
نام قلبي قبيل سقوط الندى
حادي العيس ..هم رحلوا
أمس سوّوا رياح الشمال ـ على عجل ـ جملاّ أعرجاّ
حادي العيس: في جرة ملؤوا أمس كل المدى
وعلى درب بغداد ألقت عليهم كواكبها ..
فبنوا ريحهم خيمة للردى
كسّروا ظلهم في المرايا
وردّوا لجيرانهم ملحهم
دثّروني بحبر الوصايا
وشدّوا على جرحهم حبق الدار ...
قاسوا هنا ... كل أضرحة الآفلين بقاماتهم
وعلى جسر بغداد ألقوا عصا الحلم
أحصوك في ليلهم نجمة نجمة
كان ينقص أقواسهم هدبك الحلو
ناموا على لونه دمعة دمعة
....
حادي العيس: قلبيَ هذا ...وليس بركبك
خلّي الطيور عليه تسوق بلادي إليْ
بيننا حبل هذا الحنين أضيع إذا فـَـلَـتَ الآن مني الأنين
على جسر بغداد ردت عليّ دمي
لم تكن وردة
غير أني انحنيتُ
وأنَّ العصافير تشبهني
إن مشيتُ على ذهَب الجرح بالروح حافية ً
حاديَ العيس إنْ طال ليلكَ في شعرها دارِها
طال عشب الغناء على دارَها
حادي العيس ماذا جرى
يأكل الطير قمصانها
ويلوك صفير غيابي
على البعد إني أرى الحاسدين على مقعدي
شربوا قهوتي .. الصبحَ في صوتها
و أرى كيف نامت على أواني الضيوف
الذين بأصواتهم سكنوها
على البعد إني أرى
كيف أغفت حنيني ونامت
وكيف على دفتر الأدب الجاهلي
بدلت عطرها
كلما مرّ ليل على صمتها
أطعمت نجمه كل نعناع أسرارها
وعلى ليل بغداد ألقت كواكبها
لم تكن وردة ً
شمّها الطير.. لّما ـ على درب بغداد ـ
أنّ الذي نام فيّ من عطرها
وشممتُ قميص الجبال
يردّ ُ عليّ بياضي دمي
حادي العيس : ردّ عليّ المنام ْ
أمس قد أطعموا الذئب لحمي
ولم يسجد النجم لي بعد...
يعرفني نخل بغداد
يعرف ما خبّأ الصمت في قلبها من حمامْ
عندما يغفو البحر
تطلع أعينها العسلية نجماً يشاجرُ نجما
سرو بغداد يعرفني من علوّي بأعينها
ِانشققنا أليفين من صخرة
قسّمتنا الرياح على مهَلٍ
فبقينا شقيقين ... رسما
حادي العيس هم ودّعوني ..وما سلّموا
وكأنّ...نسوني على جسر بغداد
لمّا نسوا في يدي يدهم؟؟
آخر الليل يمتدّ شعري.. بعيداً
فتشْـددني منه بنتي إلى وطني
أغلقي نصف قلبك أكتب رصيف الرؤى
واتركي نصفه للعصافير تحرس بوابة المدرسهْ
لنغلقها علينا صاغرين مدى
فأنا رحلةََ الملح في البحر
كم غسّل الدوحة َ البحرُ
كم شرّدته بشاطئها
نورساً من حجرْ
قل لها : مَنْ هو الأمس كان قمرْ
إنه الآن صار صورْ
قل لها لم تكن وردة
غير أني على جسر بغداد
لما تفقّدتها .. رجفتْ في دمي
وردةً دافئهْ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى