يحلم مالك بنص شعري عالمي موحد
إبراهيم مالك: عليك أن تكون مُعذّبا بما يكفي لترتكب فضيحة الشّعر
أن تُولد تزامنًا مع جيل يبكي منذ طفولته ونعومة أظافره، جيل يرضع الدموع، ويكبر بالدموع جرّاء الحرب والقهر والصّراعات الطائفية والطبقية والشرائحية، وحتى الإيديولوجية، هذا الجيل الذي يقتل فيه الإنسان أخاه الإنسان ويغبن الأخ حق أخيه، فهو لأمر مفزع. إنها التسعينات وأزمات الألفية التي صنعت شخصيته وإنسانيته التي لم يفقد رغم وجوده في مجتمع متوحش لا يرحم الضعفاء بل يطحنهم ويمضي...!
هكذا، أزمة بعد أزمة، وحزنًا بعد حزن، بدأ الإنسان بداخله ينضج، لذا فهو بدأ بالكتابة حتى لا يفقد إنسانيته ولكي يبقي هذا الإنسان البائس الذي بداخله على قيد الحياة.
بسبب طفولته القاسية هذه، امتطى صهوة القلم ليواجه العالم بما فيه من التقاليد والموروثات البالية بكلمة وشعر، خرج من منزله في شتاء عام 2006 باحثًا عن كينونته ولم يعد حتى الآن!
يأخذ من قصيدة النثر منهجًا ومدرسةً له، ويلوذ عن حياضه بكل جوارحه، أشعاره، قلمه فهو ينبذ التقليد والقولبة وما يسميه بالمجتمع القطيع الهائم، إذ يرى في نفسه متمردًا يقود ثورات لا تنتهي للخروج عن التابهوات وآلهات الطوطم، يريد الحرية، حرية الكتابة والتعبير واحترام الرأي الآخر المختلف ليصل بقصيدة النثر إلى مكان معتبر التي تعالج آلام الإنسان المعاصر، لا يزال في سعيه يجدف عبارته في النهر المخاطر، وفي بيئة يزداد فيها شعراء المنهج الخليلي الذين يمقتون كل من يطير خارج سربهم!
إنه ابن بلد المليون شاعر عمودي رغم أن هذا اللقب لا يروق له، البلد الذي دخل في أزمة الهوية بين العربية الإسلامية والإفريقية في فترات سابقة إلى أن ثبتت الهوية الوطنية فيما بعد كَبلد متعدد الأعراق والثقافات (أفرو عربي) لاحقًا،
هذا البلد الذي اشتهر بطلاقة اللسان والفُتُوّة، يكبرون مع الشعر، ويمجدون كل ما حولهم إلا أن أمواج الشعر لم تتعدى خندق المدح والهجاء والرثاء القبائلي الضيق عل حساب الوطنية وقضايا الحرية، وهنا تكمن مجهولية الأدب الموريتاني في محيطها العربي والإقليمي، ويقول في هذا السياق: حتى الآن لم نصنع من الشعر ثورة أو قضية إنسانية، كما لم نطعم عصفورًا واحدًا أو طفلًا جائعًا من هذا الكائن الشفيف، وهذا هو جوهر الشعر.
رغم وحشية الإنسان في الكثير من الأماكن يرى شاعرنا في الشعر العزاء الوحيد للمهمشين على قارعة الحاضر والمظلومين في بحر الجشع والإجرام لإيقاد شعلة ثورات التحرر.
بدأت أولى محاولاته الكتابية في عام 2006، ينشر المقالات والقصائد النثرية في العديد من المجلات الإلكترونية والورقية منذ عام 2017 تُرجمت له العديد من القصائد إلى الفرنسية والإنجليزية عام 2018/2019. يتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. له ديوان تحت الطبع بعنوان "نافذة تطل على وجه العالم"
إبراهيم مالك شاعر موريتاني من نواكشوط العاصمة، أستاذ الفلسفة في مدارس خصوصية، وحاصل على ماستر في علم الاجتماع ـ جامعة نواكشوط
نص الحوار........
بزغت شمس قلمه نتيجة معاناة عاشها في طفولته، فَهٌمَ بالخروج لمواجهة العالم:
البدايات في الكتابة دائمًا ما تكون صعبة وربما لا تحدث إلا نتيجة لأزمة أو حادثة صعبة، أو حتى صراع مرير، فقد كانت بدايتي نتيجة لظروف قاسية عشتها في طفولتي دفعتني للخروج ومواجهة العالم ومحاولة تغييره ولو بكلمات بسيطة، يُذكر أنني في شتاء عام 2006 خرجت من المنزل باحثًا عن ذاتي ولم أعد حتى الآن...
كان يقرأ بنهم: كنت مولعا بقراءة الروايات والمسرحيات وكنت ألتهم دواوين نزار قباني وأحمد مطر وسعاد الصباح
نشر أول نص له في مرحلة المراهقة: أرجح أنه في فترة المراهقة حين بدأت بالمشاركة في المسابقات الجامعية حول الأدب والمسرح والفنون.
يدافع عن النصوص النثرية/ قصيدة النثر بشدة فهو لا يحبذ التزام بالتقليد المتوارث وإنما التحديث ومواكبة المتطلبات المتسارعة فالزمن لا يتوقف، ويقول:
لا يروقني التقليد أو التقيد بنمط كتابة معين، كما لا يمكنني الكتابة وفق قواعد حددها شخص آخر، لربما أفقد ذاتي وهُويتي حينها، أرى في الأمر الكثير من المحاكاة والتبعية والمشي مغمض العينين مع هذا القطيع الهائم هنا، فأنا ابن الثورات والخروج على المألوف وخلخلة التابوهات التي نصبها المجتمع كطَوطم لا نستطيع تفنيده أو تجاوزه على الأقل.
يتابع: أعيش في مرحلة حاسمة جدًا وفي عالم متسارع لا يقبل انتظار أحد، وواقع صعب يتطلب الكتابة دون حواجز وخوف وتكلف حتى تكشف أوراقه وتصفه كما هو، لهذا أكتب النصوص الشعرية النثرية. اكتب بتلقائية لأُجرّد المعاناة من ملابسها وأصفها كما هي حية مثل الحقيقة وواضحة كطلقة وسريعة مثل الإعصار.
ويستدرك قائلًا: عُموما الكاتب والقارئ كلاهما يدافع عما يروقه ويستوعبه سواء كان قصيدة النثر أو شعر التفعيلة، أو الشعر العمودي، وكأن صراع الرفض وعدم تقبل الاختلاف واحترام خصوصيته، قد انتقلت عدواه إلى جمهور الشعر وإلى رائدي الشعر الحديث...
في خضم الخصام المحموم بين فرقاء الشعر، يصف شعراء قصيدة النثر بـ أبناء الموت والعبث لأنهم خرجوا من رحم الفجائع والمعاناة:
أينما تُولي وجهك تلاحظ أن هناك صراع كبير دائر بين هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم أمام الشعر العمودي وبدأوا كتابته وفقًا للمناهج والأدوات التي وجدوا أمامهم، وبين هؤلاء الذين آمنوا بمشروع نازك الملائكة وعبقريتها في شعر التفعيلة، لكن هذا يحيلنا إلى أن هناك فئة أخرى جاءت من الهامش، خرجت من أهوال الحرب ورحم المعاناة، إنهم أبناء الله والموت والعبث وخريطة الشرق الأوسط الممزقة، هؤلاء آمنوا بمشروع شعري حداثي أسموه قصيدة النثر، ويرون بأنه هو الذي تفتضيه المرحلة.
يقسم هذا التنافس أو الاختلاف بين المدارس الشعرية إلى عدة طبقات سوسيو شعرية:
وكأنها تراتبية فينومينولوجية / الظاهراتية من نوع آخر البقاء فيها للأقوى والأمهر، والأكثر إصرارًا على خلق موسيقى جديدة وانزياح جديد في فلسفة الشعر وملكوته، إنه صراع شرس يمكن تقسيمه إلى عدة طبقات أسميها طبقات ’سوسيوشعرية’.
طبقة برجوازية: لا تعترف سوى بتاريخها الكبير والحافل وترفض أن تمد يدها للدخلاء أو الطبقات الأخرى القادمة من ’التحت’، الأسفل أو من الواقع الهش.
طبقة أخرى متوسطة: تحاول إثبات نفسها بكل ما أوتيت من قوة وكأنها الأحق بحمل مشعل الشعر والوصول به إلى القمة، لكنها تحاول أحيانًا مد يد العون إلى باقي الطبقات.
الطبقة الأخيرة: هي طبقة ناشئة وربما كادحة صنعت لنفسها مكانة كبيرة ورؤية واضحة وبالتدريج بدأت العزف على موسيقى النثر وانزياحات اللغة التي باتت بعيدة من الجميع لتستطيع أن تحلق وحدها في فضاء من الحرية والشاعرية والفلسفة والرؤية الدرامية المعمقة.
في خضم هذا التنافس والاختلاف فإن قصيدة النثر كسبت جمهورًا كبيرًا لأن قضيتها الأساسية هي الإنسان بكل أبعاده:
يبدو أنه تنافس محموم ومحفوف بالمخاطر وربما تتمخض عنه طبقة أخرى في حال لم تثبت قصيدة النثر نفسها، فكل شيء الآن يتغير بسرعة البرق، وها هي قصيدة النثر تترنح وسط كل هذه العاصفة محاولة أن تأخذ لنفسها المكانة التي تليق بها.لكن، يمكنني القول إنها كسبت جمهورًا كبيرًا مؤمنًا بقضية الشعر الأساسية والمعاصرة، ألا وهي الإنسان، تناول قصيدة النثر للإنسان وأوجاعه جعل منها قصيدة العصر والمستقبل وكل الجمهور الذي يصبو إلى واقع أفضل.
قصة موريتانيا ولقب بلد المليون شاعر عمودي:
بلد المليون شاعر، آه لقد دفعنا ثمن هذا اللقب الذي أطلقته مجلة العربي الكويتية عام 1967، دفعنا ثمنه باهظًا. لا أدري في أي سياق تم إطلاقه علينا، ربما لأنني لا أؤمن بالشاعر بمجرد كتابته للشعر ولا يهمني لقب شاعر، بعيدًا عن القضية التي يحمل على عاتقه، أجدني أنحاز أكثر للقضية، أُقبّل رأس الشاعر الذي يحمل هَمّ أُمته ويبذل قصارى جهده وإمكاناته لأجلها.
يعتقد مالك أن إطلاق هذا اللقب جاء في سياق آخر ألا وهو: لأننا بلد اشتهر بالحفظ وطلاقة اللسان والفُتُوّة، والفتوة عندنا لا يبلغها سوى الشعراء، إننا ننشأ ونتربى في كنف الشعر، نرثُو بالشعر ونهجو به، نمجد الحكام بالشعر ونصفق لهم به، لكننا حتى الآن لم نصنع من الشعر ثورة أو قضية إنسانية، كما لم نطعم عصفورًا واحدًا أو طفلًا جائعًا من هذا الكائن الشفيف، وهذا هو جوهر الشعر.
الشعر الموزون لا يزال مسيطرًا على المشهد الشعري الموريتاني، إنها مدرسة البكاء على الأطلال:
الشاعر الذي لا يكتب هنا الشعر العمودي يقطع رأسه ويقضي نحبه دون أن تُحقق كتاباته أي نجاح، لذا لايزال العمودي مسيطرًا في مجتمع أدمن التكرار والمحاكاة والتمسك بتلابيب الماضي والانكفاء على الذات وهو ما يعني أن الشعر الموزون في ازدياد، فكل يوم يولد هنا شاعر يكرر من سبقوه في مدرسة البكاء على الأطلال والتشفي بأمجاد الماضي السحيق، إنه تقليد متوارث حين يكون ضروريًا أن تكتب من أجل التقليد لا غير، ففي النهاية كل فرد تابع للبنية التكوينية والثقافية والدينية التي يجد عليها مجتمعه، وخصوصًا أن الأدب الموريتاني في بدايته نشأ في كنف الحاضنة الدينية المحضرة أو المدرسة الدينية التقليدية.
أن تُفكر خارج الصندوق يعني أن تبحث عن نفسك داخل كومة قش!
أسباب مجهولية موريتانيا وأدبها عن محيطها العربي والإقليمي:
ربما نتيجة لحضور التكتيك البراغماتي بين مختلف الدول وحتى تسارع وتيرة العالم الذي نعيش فيه والتاريخ أيضًا كان له دور كبير في وضع موريتانيا كدولة غريبة في هذا المحيط العربي اللا متكافل حتى الآن، وهو ذاته ما حصل مع الأدب الموريتاني، وربما هناك مقولة للناقد المصري محمد الطه الحاجزي تخدم هذا الموضوع حيث يرى: أن الأدب الموريتاني حلقة مجهولة في تاريخ الأدب العربي، وينبغي أن ينال الاعتبار اللازم نظرًا لما يمتلكه من مميزات فريدة وثرية ذات قدرة على نسف سردية الانحطاط المهيمنة داخل الحقل الثقافي العام. لكن ندرة النشر وقلته في الفترات السابقة جعلت الأدب الموريتاني يقف كالغريب أمام الأدب العربي مع أن الأمور اختلفت الآن.
السبب الأهم في انكفاء الأدب / الشعر الموريتاني على الذات هو تمجيد القبائلية على حساب الوطنية:
أعتقد بأن الشعر والأدب هو مرآة المجتمع ويعبر عن طريقة تفكيره ورؤيته، فلا يمكن أن نرى مجتمعًا لازال يمجد العشيرة والقبيلة، وننتظر أن يخرج منه شاعر يمجد الإنسان والوطن والحرية إلا في حالات نادرة، ربما البدء بالخروج من عباءة العصبيات يتجلى شيئا فشيئا لكن المفهوم التقليدي الضيق للشعر مازال سائدًا بكثرة، رغم أنه في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي برزت القضايا القومية بشكل كبير في الأدب الموريتاني قبل أن تتقلص أمام وباء العصبية والقبلية.
أزمة الهوية الموريتانية ما بين العربية والإفريقية، حُسمت لصالح (أفرو عربي)
لم تنتمِ موريتانيا بشكل رسمي إلى الجامعة العربية إلا عام 1973 مع أنها استقلت سنة 1960، وهذا التأخر ربما يعود إلى عدم اعتراف الدول العربية بموريتانيا كدولة عربية، وهو بالتأكيد يوضح أن هناك خللًا ما في مسألة الهوية ولو لفترة تاريخية وجيزة، إذ ستطالب فيما بعد حركات قومية وطنية بأهمية طرح هذا البعد الآخر السوسيوثقافيي والنظر إلى موريتانيا كبلد متعدد الثقافات والأعراق (أفرو عربي) وهذا المزيج هو ما تتشكل منه الهوية الموريتانية حاليًا.
ماهية ’التبراع ’ الأدب النسوي الموريتاني؟
المجتمع الموريتاني هو الآخر امتداد للمجتمعات الشرقية التي تقهر المرأة، بل إن معالم الذكورية كلها حاضرة في هذا المجتمع، لذا كان بإمكان الرجل أن يكتب كل أنواع الغزل في المرأة، أما النساء هنا فكتب عليهن أن يعشقن بصمت ودون أن يبحن، ونتيجة لهذه الظروف وسطوة المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد استطاعت المرأة أن تكسر هذه القاعدة وتخرج عن صمتها لتعبر عن مشاعرها وذلك من خلال ’التبراع’ فصنعت ثورة أدبية خاصة بها وأصبح التبراع صنفًا أدبيًا لا سلطة فيه تعلو على الغزل.
يقرأ لهؤلاء الأدباء:
أقرأ كل الأدب العربي والروسي واللاتيني أيضًا، مولع بروايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وماركيز و زافون و دان براون. أرى نفسي أكثر في الروايات التي تعبر عن الإنسان ومعاناته، أحلامه وطموحاته، معجب بثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) وكذلك رواية مائة عام من العزلة لغابرييل ماركيز والغريب للفرنسي ألبير كامو.
متأثر شاعر سوري: أنا متأثر جدًا بالشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين، أحس أنه إنسان وشاعر صادق، كان يكتب بعفوية لا تتكرر، لذلك لم يستطع أن يُعمر كثيرًا في هذه الأرض الملعونة.
يقول رياض:’ غدًا من الممكن أن ننتحر، اليوم علينا أن نحب’
إضافة إلى موهبته في الشعر فهو أستاذ لمادة الفلسفة أيضًا، يشرح لنا كيف خدمته الفلسفة في الشعر:
إن منبع الفلسفة هو الدهشة والبحث عن الحقيقة، والهدف من الشعر هو الوصول إلى أعلى مكامن الدهشة، إنها رحلة باطنية تنشد الخلاص للإنسان وتساعده على التأقلم مع حقيقته الوجودية، هنا تتقاطع الفلسفة والشعر أي يستطيع الفيلسوف أن يكون في مرحلة ما شاعرًا، والعكس صحيح!
الفلسفة جعلتني أتكيف مع حقيقة أنني قد أكون في وقت ما شاعرًا، ووقت آخر مفكرًا وفيلسوفًا، وفي وقت لاحق طفل صغير يبحث فقط عن دهشته.
رغم تشاؤمه من جدوى الشعر في التأثير على المجتمعات عامة، لكنه يرى أن الشعر هو العزاء الوحيد للمهمشين والمظلومين آملًا في غرس روح التمرد لمجابهة المآسي:
الحديث عن الشعر في الوقت الحالي يذكرني بحديث نيتشه عن موت الإله وهو هنا يقصد القيم المثالية والميتافيزيقية التي لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، ويبدو أن حالة الشعر أيضًا مشابهة لما تحدثت عنه سابقًا في نصي: موت الإنسان الأخير، وكأن الشعر في حالة يرثى لها بعد تراجع القيم وانهيار المجتمعات وغدر الإنسان بأخيه الإنسان، والشاعر بخصمه الشاعر.
يستدرك قائلًا: لكنني لن أكون عدميًا جدًا، بل أقول إن الشعر هو العزاء الوحيد الآن للمهمشين والمطحونين والمترنحين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والدمار. الأزمات فقط هي التي تصنع الشعر حاليًا، لذا لازال للشاعر تأثير كبير على المجتمعات خصوصًا في تغيير العقليات ومحاولة غرس روح الثورة ومبادئ الإنسانية الحقة.
له ديوان في طريقه إلى النور: ديواني " نافذة تطل على وجه العالم" هو الآن قيد الطبع.
محاور أشعار ديوانه: فهي كعادة نصوصي تتحدث عن الإنسان الذي يجد نفسه في ذيل هذا العالم، الإنسان الذي يعيش منعزلًا وحيدًا كنافذة أخيرة تطل على وجه هذا العالم. إنها تتحدث بشكل عام عن الإنسان ومعاناته وكيف يمكنه مواجهة هذا المثلث الذي طالما واجهه: الحب والحرب والموت.
يحلم بنص شعري عالمي موحد فماذا يقصد:
إنه مشروع أؤمن به كثيرًا وربما هذا ما جعلني اتجه لقصيدة النثر لأخلق عالمًا شعريًا يرى كل إنسان فيه ذاته قبل كل شيء رغم اختلاف إيديولوجيته ومعتقده وعرقه وطائفته وطبقته ومكانته الاجتماعية وحتى حدوده الجغرافية، لذا أرى أن الوقت قد حان لرفع التكلف في الشعر ولنتحدث جميعًا لغة واحدة، لغة الإنسانية، لغة الحب والسلام، كما أن الوقت قد حان أيضًا ليصل الشاعر العربي إلى العالمية، فكتابة نص إنساني على شكل قصيدة نثر قد يصل إلى كل إنسان عند ترجمته، وعندها سيصل دون شك إلى كل العالم، وهذا ما أقصده بالعالمية.
أدناه، مقطع إبداعي من أشعاره:
كنتُ أريد أن أغلق عليكِ قصيدة
كلما هممتِ بالخروج
سجنتكِ ببيتٍ آخر
لم أربط قصائدي بقافية
لقد كانا نهداكِ
يبرزان عند كل مقطع
ولأنني أردتُ أن أحبكِ
لِيوم ٍواحد
بَعيدا عن عُيون العالم،
أَنهيتُ حياتي
مُنذ خِلافِنا الأخير
وَبدأتُ كِتابة الشّعر.
ينهي حديثه في هذه الحوارية، قائلًا:
عليك أن تكون مُعذّبا بما يكفي لترتكب فضيحة الشّعر، لا يليق الشعر بالفرحين ولا يخرج من صلب البرجوازيين. على الشاعر أن يأتي من الهامش وحتى حين يكتب قصيدة حب يلتهمها شاب مشرّد كَرغيف طازج.
وفي الأخير: لا أحد يمتلك الشعر، كلنا نتناحر على حافته.