الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم إنتصار عبد المنعم

حدث في رحم ما!

نظراتي الزائغة تحملق في الأضواء المسلطة على وجهي، همهمات وتأريخ لليوم والعام بالتقوم القمري، همهمات أخرى تطالبني بالكف عن البكاء، ويد تحكم القناع على أنفي وفمي وتأمرني بأن أستنشق الغاز المخدر، أستنشق ولا فائدة مازلت أرى أعينهم الأسيوية الضيقة وأسمع مزاحهم الذي لا ينقطع , وأجيب عن أسئلتهم عن اسمي واليوم وبلدي ولا أفقد الوعي، أشعر بأحشائي تنقبض تريد طرد ما فيها , المطارق تدق جانبي وتجتاحني نوبات ألم لا يشعر بها غيري فتسلب روحي وتشل أطرافي ولا أقوى على الحراك، رحمي صار مقبرة لقطعة مني تشكلت فيه جنينا صغيرا ويأبى أن يلفظها، أتشبث بوليدي الذي لن يحمل اسما ويتشبث هو بي خائفا من تراب المقبرة الجاف وظلامها الموحش، أسمعه يلوذ بي من مشرط الجراح الذي يسلبه مني، يصرخ في لأنقذه، يستعطفني لأجعله يدفن في كما نبت في، أصرخ ويصرخ معي ولا يسمعنا أحد , غبت عن الوعي.

جاءني يلومني، ويندس تحت الغطاء بجواري فالبرد شديد في ثلاجة المستشفى المليئة بالغرباء كبار السن الذين لا يكفون عن التذمر من العالم وأحوال المعيشة , ولا يوجد أطفال مثله ليلعب معهم، شعر بالخوف من منظر يدي اليسرى المقيدة بأنابيب المحلول فضممته باليمنى، راعتني برودة جسده الصغير الناعم فضممته أكثر حتى التأم بجسدي مرة أخرى، خبأته بين رئتي وطلبت منه أن يتوارى هناك عن أعينهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى