الثلاثاء ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم بيسان أبو خالد

أوديسيوس العائد

يصطدم الصخر بالبحر
تعلو المراكب حيناً... وتغرق حينا
سدى يستطيع التنبؤ بالموت "أوديس"
بعد الوصول
ووكر من الصمت يأخذه لأغاني الخديعة
يزداد في حبر هذا الدم السرمدي حنيناً "لبينلوب"
هذا دم يتشاغل بالنزف عن جرحه
ثم يدنو إله العواصف من روحه
يحاوره في البحار عن النسل
عن أول الخلق
عن أي شيء يبيح له أن يغني لينسى...
عن أي شيء يبيح لنا الصبر
ويغدو أسير الغناء البعيد
على موجة من عناء شديد
ولا أرض تحتمل الآن هذا الدوار وهذا المدار يؤرِّقها.
 
كلنا واقفون على شاطئ الانتظار
نُعد وليمتنا ونراوح تحت احتمال الجنون
وحمى البكاء من العيد سبي أواخر ما نستطيع من الحلم في لجج الليل
يأتيه صوت الحزينة من أول الموت
أن بوسعي مضاجعة اليأس في حانة غادرتني
بوسعي التماس الرحيق الأخير لموت تفتح ملء إناء على فصل هذا الربيع الأخير.
 
أنا امرأة تتجلى على البعد
بعد ثلاثين عاماً تقول رجعت
تقول بأن البلاد التي غرّبتك توازي الحنين
وأطفالنا شرَّدوا الحزن في قامتي كل يوم
تقول رجعت وأن المجوس الذين هزمت
يموتون في صدرك الآن تحت وسام يصب دمي
وتقول رجعت أقول نسجت على النول هذي السماء
وكل البحار..... وكل المدى
ريثما سوف تأتي ولكنني رثة
والغياب كمين لحب يمزقه الانتظار
ليصبح هذا الفتات الذي التقطته الحمامات
نسياننا في الأصيل.
 
تقول رجعت
وكل التماثيل ترنو إليك وتشبه آخر ما كنته في الوداع الأخير
ولكنك الآن شبت فلا وجهك المرُّ يشبه صبري...
وكان وصولك قبل الرحيل.

تعليق بقلم عائشة التركي
قصيدة تضجّ حداثة ، فيها من الرمز ما يجعل المعاني تتسع .وقد تخيّرت الشاعرة من الرموز أدلّها -"أوديس"- على الرحيل بحثا عن عوالم جديدة وحياة بديلة،وفي الآن نفسه هي ملحمة البحث عن الذات في مغامرة صعبة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى