الأربعاء ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم غالية خوجة

المبدع أعلى من مهاترات النت

بلادي و إن جارت عليّ عزيزة

و أهلي و إن ضنوا عليّ كرام ُ

هذا ما تركه لنا شاعر يعاني من فائض العشق و الغربة في آن معاً .. و هذا ما يسري في الأرواح المفطورة على الرفض القاطع لكل ظلم و ظالم ، حاقد و مغتصب ..

و لا أضيف شيئاً حين أبدأ بذلك ، لأن ما سبق يدركه أي عاقل .. و كل ما أردت الإشارة إليه هنا هو ميراث إنساني بيـّـنت الغابة الحياتية صحته المعقولة لأسباب عديدة أهمها : فقدان الحوار الإنساني الحضاري فقداناً لا عودة له أبداً ، و ما عنيته بالتحديد هو : " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " .. و هكذا .. يحق لنا أن نتساءل :

إلى متى يأخذون بالقوة ، و لكننا لا نعلم لماذا و إلى متى : ما زلنا نتراجع و ننهزم بأكثر من كل قوة ؟ !!! .
و سبب مقالتي هذه ، ما حدث مؤخراً من مهاترات شاركنا بها مع من شارك ، ويؤسفني أنني اكتشفت ـ بعد تعامل زمني قصير و متقطع مع النت ـ أن المهاترات والهوامش و المصالح منقولة أيضاً إلى هذا الفضاء الالكتروني ، و لا عجب ، فإنساننا هو هو أينما كان إلا من رحم ربي و منحه المتألق من الوعي و الضمير والروح و القيم .. و هذه الصراعات الواهمة و الاتهامية بكل ألفاظها السوقية التي تخجل منها المعاجم ، نراها متبادلة بين فلان و فلان ، فهذا يكيل التهمة ، و ذاك يردها بمثلها و أكثر .. ! و أستغرب لماذا لا تأتي هذه المكاثرة في المنافسة الشريفة المنتجة الإبداعية و الفكرية و القرائية و الثقافية بشكل عام و الخ ..

و لا يختلف معي أحد حين أقول إن في هذا المبنى السلوكي دليلا ً ساطعاً على أن النفوس ما زالت تتخبط كالأرواح ، و ترتد ّ أكثر إلى مراتع الانفصام و التأزم عاكسة مدى الضياع الذاتي و المجتمعي .
و لقد ازداد ذلك وضوحاً نتيجة ما حدث معي بعدما نشرت مقالتي (الكلمة بين التطبيع و النت) .

و عليه ،
أنا أرفض جازمة باسمي و باسم كل الشرفاء الذين يقدسون الوطن العربي ، أن يكون في أي موقع عربي على النت صهيوني .. سواء استخدمه مسؤول موقع ما ليوقع بمسؤول موقع آخر ، أم سكت عن تواجده في موقع ما مسؤول ُ موقع ما .. !!! .

للأسف تمت المهاترات ـ و ربما ما زالت ـ بطريقة لا يقبلها إنسان واع .

و هنا ، أود إطلاق هذا النداء لكل المبدعين و المبدعات ، الأدباء و الأديبات ، الكتاب و الكاتبات : علينا ألا ّ نقبل التواجد في أي من الموقعين ريثما يعودا إلى رشدهما ، ويحقان الحقيقة ، فيخبرنا كل منهما الحقيقة كاملة دون نقصان .. أو ، لنطالب بإغلاق الموقعين إلى أجل مدته إصدار بيان من المسؤولـَـين عن الموقعين باحترامهما لأنفسهما ، كي نثق بأنهما يحترما الكلمة . و أؤكد على ذلك ، لأن الطرفين لم يجيدا الحوار في خلافاتهما ، بل لجأا إلى رجم بعضهما بالخيانة و الخ !! و أنا على يقين ، بأن من لا يمتلك أسلوباً حضارياً حتى في الخلاف ، فمن الصعب جداً أن يمتلك ـ بالمقابل ـ أسلوباً يحترم الكلمة .. لذلك ، نطالب الاثنين معاً بحقيقة ما حدث ، و لهما أن يطلعانا بكل جرأة و صراحة على النوايا و أبعادها ، كي لا تظل الأمور الهامة جداً معلقة هكذا في الهواء ، بين تبادل الإدانات و الاتهامات ..

ثم ، ماذا يوحي لك موقع ثقافي ؟
حتماً ، مهما تعددت تأويلات و احتمالات المفهوم فهي لن تقول : الألفاظ الاستنقاعية و المافوية و حركات العصابات ، و الخ .. ظناً بأن في ذلك تأثيراً على البنية الجماهيرية التي أظنها أصبحت أوعى من المسؤولـَـين على الموقعين ..

أخيراً ،
لماذا هم ما زالوا يغتصبون حقوقنا بالقوة ، و ما زلنا معهم نغتصب حقوقنا بالقوة أيضاً ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى