الثلاثاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم بسام الطعان

حوار مع القاص ناصر الريماوي

كاتب وقاص أردني من مواليد 1967، مقيم في المملكة العربية السعودية، بكالوريوس هندسة ميكانيكية، تخصص (محطات طاقة) جامعة دمشق، عضو ومشرف في اتحاد كتاب الانترنت العرب، ينشر نتاجه في الدوريات العربية

  بداية ماذا عن ناصر الإنسان، طفولته، نشأته، نبوغه، اختياره للقصة القصيرة؟
 كنتُ مُتهماً في صغري بحيازة أوراق غير مدرسية، قصاصات من صحف الملاحق الثقافية، تضج بها حقيبة الجلد الصغيرة، منحازاً لحصص التعبير في مادة اللغة العربية، القصص المتوارثة المحبوكة والتي تروى عن الغول قبيل النوم في ليالي الشتاء، كانت تثير حفيظتي، أعيدها على مسامع البعض بقليل من التصرف، ثم إعادة النسج بأحداث مختلفة للخروج بنهايات تروقني، ثم الكتابة على سطر مائل وورقة بيضاء وخاطرة لا يعاقب عليها

قانون الإذاعة المدرسية، لكنها تعدُ تحدياً لخروجها عن المطلوب، ثم التماهي مع لذة الحوارات المبسطة والتي قد توقعها على ورق ثم ما تلبث أن تجد من يجسدها وينطق بها على سقالة الأداء المسرحي في أيام النشاط المدرسي، ثم كتابة الرسائل المزركشة لفتاة ما تنتظر هناك عند النافذة، والمعاناة التي تجعل من تلك الرسائل خواطر منمقة ذات لغة شعرية قابلة للنشر على صفحات الجرائد الأسبوعية تحت بند المشاركات المميزة للقراء

ثم المسابقات السنوية لأوائل المطالعين ضمن برامج وزارة التربية والتعليم، والعثور على روايات جادة عالمية وعربية ومحلية ولذة الإبحار مع أحداثها وبراعة التصوير لشخوصها وتقاطع الأقدار في نسيج لا يقوى على تكوينه سوى شخص بارع له قدرة هائلة على التحكم في تلك الشخوص وأقدارها، محاولات لذيذة لتقليد ما أقرأ تبوء بالفشل وأخرى لا تجد من يقرأها وبعضها ظل مركوناً حتى يومنا هذا، وفي النهاية توجه علمي غريب يقود إلى دراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، ثم العمل في ذلك المجال وأما الوقت والذي يقتات على براثن اللذة المكبوحة بنهم فقد تلاشى ولم يعد ليسمح بفسحة لتلتقي بها حصص التعبير المدرسي بالخاطرة المرسلة للصحف، ولم اعد مُتهماً بحيازة ممنوعة لتلك القصاصات ولكنني أصبحتُ مسكوناً بها كلما نظرت إليها مكدسة على أرفف المكتبة أرثي بها نفسي وما تبقى من ملامح الزمن الجميل، تخلصتُ جزئيا من حريتي مؤخراً بالوقوع فيما هو محظور حين عثرتُ على عشقيَ القديم... القصة القصيرة والتي هي الأقرب والأصعب لمسايرة الوقت وقلة التفرغ.

  يقال عن القصة القصيرة في العالم العربي تراجعت بحكم السوق والقراءة، إذا كان هذا صحيحا، ما الذي أوصلها إلى هذا الوضع؟
 هذه المقولة تبدو جلية في ظل الترويج لمصلحة الرواية والتي نعشق كلنا كتابتها يوماً ما، أحس من خلال سؤالك بأنك تلمح لذلك، لكنني أريد التأكيد على بعض الأمور من خلال المشهد الأدبي العام في هذا الوقت والذي يعكس انتعاشا ملحوظاً في كثير من البلدان العربية لمصلحة هذا النوع المميز من الكتابة في فن القصة القصيرة، كالمغرب ومصر مثلاً، من أهمها وجوب تأصل قناعة مطلقة لدى كتاب القصة بإمكانية الوصول إلى حالة من التميز من خلال التعاطي معها لا يقل أهمية عن التعاطي مع جنس الرواية، ضرورة العمل على اختراق حاجز التجريب، للخروج بما هو أفضل للمتلقي، ضرورة العمل على التجديد في شكل القصة ومضمونها والابتعاد عن التكرار والمباشرة، الإطلاع على فن القصة القصيرة العالمية مع التأكيد على حفظ هويتنا العربية، وحين يتحقق الارتقاء لذائقة المتلقي من خلال جمالية الشكل والمضمون أولا وأخيرا فلن يكون هناك تراجعاً لا بحكم السوق ولا بحكم القراءة.

  من أين تشكل عالمك القصصي، وما دور البيئة المحيطة بك في ذلك؟
 المشاهدات أو لحظات المعايشة والتي تتميز بخصوصية من خلال مدلولات نفسيه يصعب على المرء تفسيرها ببساطة لعدم تجليها بوضوح لارتباطها بعقلنا الباطن، والتي تستوقفنا بغتة ودون اللجوء لنية البحث عنها، أو الترتيب للعثور عليها، لكنها وكما قلت لك حين تمر بنا بغتة

فأنها تستدعي جيوشاً من الصور العالقة في الذاكرة المختزنة والذاكرة المتخيلة على حد سواء، ليبدأ عالم حر بالتشكل من غير ملامح واضحة ومن غير نهاية محددة سلفاً، ثم يأتي دور اللغة والثقافة وتراكم التجربة في تفكيك هذا العالم إلى قصة قصيرة.

أما دور البيئة فهو هامشي من حيث الدافع للكتابة ولكنه هام وأساسي من حيث التشكيل، ما لم تساهم البيئة في تعميق تلك المشاهدات أو اللحظات التي تتم معايشتها بشكل مباشر.

  كيف تولد القصة لديك، ومتى تحس أنها منتهية وجاهزة للنشر؟
 دعني أجيب وفقاً لما يروق لي أن أفهمه من هذا السؤال، فالولادة للنص
القصصي تعني اكتمال الرؤية القصصية وأن البناء العام قد حقق – نسبياً – ذلك التوافق المطلوب لإبراز تلك الرؤية بكل وضوح للمتلقي كي يتقبلها.

هناك مراحل متعددة في كتابة القصة، تبدأ بإحساس ضاغط يتنامى مع الوقت حتى أصل معه إلى حالة من التسليم والبدء بتوقيع أصعب مرحلة وهي السطر الأول من القصة، ثم بناء العوالم الخاصة بكل قصة وهي مرحلة المعاناة الحقيقية والتي تصل إلى حد الهذيان اليومي والقلق المتواصل، ثم اكتمال البناء وتذيله بلافته النهاية، ثم الخروج على الفور إلى مكان يضج بالحياة والناس لتنفس الهواء تمهيداً لإسترخاء مؤقت قبل عودة ذلك الإحساس الضاغط من جديد. ثم بعد ذلك تتم عملية المراجعة والتدقيق وقلما يكون هناك حذف أو تعديل... ثم للنشر.

  ماذا على القاص أن يفعل حتى يحقق النجاح لقصته والظفر بالقارئ لمدة طويلة؟
 لن تظفر بكل قارئ فهناك المزاج يحكم القراءة أحياناً، ولكنني اعتقد أن التركيز على الجانب الجمالي من خلال اللغة والأسلوب وبناء عوالم شبه جديدة، ومحاولة إشراك القارئ من دون توريطه وترك هامش لحفز مخيلته وخلق حالة من التساؤل بعد الانتهاء من تناول القصة، ثم تفعيل خلاصة التجريب والذي تحدثنا عنه سابقاً، والابتعاد عن الطرح المباشر وأسلوب النصح والإنشاء والتقرير وزج القارئ في قضايا جانبية او حتى التطرق إليها، كلها عوامل قد تؤدي إلى رفع سوية القصة ومن ثم الظفر بذلك القارئ على الدوام.

  بماذا تختلف القصة القصيرة عن غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى؟
 تختلف بقدرتها على تمرير ما ترغب بإيصاله للمتلقي من مشاهدات وآراء متنوعة وغير ذلك، عبر لغة سردية بسيطة توفر من خلالها اختزالا جميلاً يغني عن شروحاتٍ كثيرة وتفاصيل معقدة وشخصيات عديدة تحتاجها في الرواية مثلا لإبراز وحمل ما تود إيصاله، وتبتعد عن لغة الخطابة ونهج النص المباشر والتشخيص ثم اقتراح الحلول كما في المقالة، ولوحة فنية تتحرك ضمنها مفردات حية قد تخرج تلك المفردات من إطار اللوحة العام الساكن ليتم تجسيدها تمثيلاً مسرحيا أو سينمائياً... ألخ، على عكس الخاطرة والتي غالباً ما تكون جميلة ولكن من غير مفردات متحركة يمكن تجسيدها لاحقاً.

 ما هي اللغة التي تحب أن تشتغل عليها في القصة، وهل تعتبر اللغة مجرد تأثيث للقصة، أم يجب أن تكون البطل؟
 بعد كل ما تقدم يمكنك الاستنتاج بان اللغة هي الركيزة الأساسية في القصة وأن الجانب الجمالي يعتمد عليها اعتماداً كلياً، ليس شرطاً أن تتم الكتابة بلغة شعرية او شاعرية بل أن البعض لا
يحبذها، لكنني أمزج بين اللغتين اللغة النثرية والشعرية في بعض الأحيان كوني مسكوناً بإيقاعات الشعر الجميلة، أحاول أن تكون اللغة متينة، انسيابية في حلقة السرد المتوالية، مستفيداً من مرونتها في بناء أجواء القصة وإبراز بعض المشاهد التي تعتمد على الحدث أما الجانب التوصيفي فله لغة مستقلة وجدتها تأتي اقرب إلى الشعر منها إلى النثر، هي في النهاية تأتي على هذا الشكل الذي أسميته أنتَ التأثيث للقصة وليس أكثر من ذلك.

  هل يمكن أن تصنع القصة القصيرة جدا اسما لكاتب أو تبرز تميزه؟
 إذا افترضنا بأن القصة القصيرة من أصعب الفنون الكتابية وهو افتراض له ما يبرره، بناء عليه فان القصة القصيرة جدا هي أكثر صعوبة وتحتاج إلى موهبة أكثر عمقاً لخوض غمارها وهذا بديهي، لكن الواقع ومع كل أسف يكشف عن تجارب غير قادرة تماماً، فتأتي "القصة القصيرة جداً" شبه ممسوخة، واقرب لحكمة اليوم، أو "النكتة" الشعبية، طبعاً أنا أتحدث عن التجارب التي مررت بها شخصياً وفي الحقيقة هي قليلة، لذلك فأنا اعتقد أن التميز أو عدمه لا يكمن في جنس هذا النوع من الكتابة بل بقدرة وكفاءة من يمارس هذا النوع من الكتابة، وفي النهاية أعتقد أنها قصة قصيرة عادية ولكن بتكثيف أعلى واقتصاد لغوي كبير يصل إلى حد الانضغاط في كل عناصر القصة أو إسقاط بعضها.

  القصة فن صعب جداً وتحتاج إلى مهارات فنية عالية ومع ذلك يقول البعض إنها مجرد تدريبات كتابية، ما رأيك بهذا الكلام التعسفي؟
 أولا هذا يعتمد على من يقول... لكن الأهم يكمن وراء الدافع لما يقال، أريد أن أحرر لك رأياً فحواه أن الجميع يكتب القصة القصيرة، فنحن نطالع يوميا كماً كبيراً من القصص القصيرة في المواقع المتفرقة على الشبكة العنكبوتية مثلا، لكن برأيك كم تشكل نسبة القصص التي يستشف القارئ من خلالها تلك المهارات الفنية العالية، أو حتى بعضاً من تلك الفنيات؟ أعتقد أنها نسبة ضئيلة جداً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يمكنني ان أتصور ان الخاطرة تدريباً لولوج عالم القصة وأن القصة تدريباً لولوج عالم المقالة أو الرواية، كما لا يمكن ان يتدرب المرء على لعبة كرة المضرب ليتقن كرة القدم وهكذا....

 كيف تقارن بين القصة العربية وبين القصة العالمية؟
 نحن أصحاب عهد حديث بالقصة والرواية إذا ما تمت المقارنة مع الغرب مثلاً، لكن مما لاشك فيه أننا نمتلك كما كبيرا من الإرهاصات والخيبات كأمة لها تاريخ تكفي لتشكيل قفزات نوعية في عالم القصة والرواية من شانها ان تساهم في ردم الهوة الزمنية القائمة بل وإمكانية تجاوزها، لكننا نعاني من عوامل تؤثر على صعيد المضامين لما قد يُكتب، كان قد تخلص منها الغرب منذ زمن، أهمها حرية التعبير والاختيار لموضوع الكتابة بلا قيد أو شرط، أما نحن فلدينا ما يسمى بهاجس الرقيب أو مقص الرقيب، وسيف العادات والتقاليد الاجتماعية، وأسباب تتعلق بمحدودية المخيلة لدينا وعدم امتلاك روح المبادرة الجادة للتجريب والمغامرة القصصية مما يجعلهم أكثر تفوقاً.

  النقد غائب في جميع أرجاء الوطن العربي، طبعا من ضمنه الأردن، أليس كذلك؟
 بسبب إقامتي خارج الأردن ولفترة تزيد عن العشر سنوات، يمكنك القول بأنني غير مطلع تماماً عما يجري على الساحة النقدية تحديداً، ولكنني على قدر لا بأس به من الإلمام من خلال الشبكة العنكبوتية بالأنشطة الثقافية وغيرها ومن خلال اللقاءات المتفرقة مع الأصدقاء والزملاء كلما سنحت الفرصة، عموماً اعتقد بأن حال النقد في الأردن لا يختلف عن بقية البلدان العربية الأخرى، فكما تعلم ويعلم الجميع بأن النقد هو الحلقة الأضعف في منظومة الإبداع الأدبي في وطننا العربي الكبير، ولن أخوض في أسباب ضعفه فهي معروفة للجميع، لكن دعنا نتحدث عن ذلك الغياب، من وجهة نظري كشخص يهوى الكتابة، علينا أن لا نحمل النقاد تبعية هذا الغياب كاملا، فلربما كان لغزارة الإنتاج الأدبي مؤخرا دور في عدم إمكانية ملاحقة هذا الكم الهائل من قبل النقاد لتغطيته.

  لماذا الأدب العربي لا يطعم خبزا، بينما المبدع في الغرب يجني الملايين من إبداعه، هل نحن امة لا نقدر الإبداع والمبدعين؟
 اعتقد بأننا أمة تولي اهتماماً أكبر بكثير لما هو مرئي ومسموع أكثر مما هو مقروء، لذا فالكتابة لقنوات التلفزة وصناعة الأفلام السينمائية والمسرح والإذاعة هي مجدية مادياً للكاتب أكثر من غيرها، في وقتنا الحاضر تأتي الشبكة العنكبوتية لتكريس هذا الأمر وإبرازه، فإنشاء موقع " الكتروني" أدبي أو شبه أدبي قد يدر أرباحاً مالية تفوق عائدات نشر عشرات الكتب الجادة، ثم هناك عزلة حقيقة للمبدع تفرضها وسائل الأعلام الرسمية المختلفة وخصوصاً المرئية والتي تعد الأكثر انتشارا والتي يفترض من خلالها التعريف بالإبداعات من خلال تغطية مبرمجة ودائمة، ثم دور المؤسسات الرسمية الأخرى والتي قد تعمد في كثير من الأحيان إلى منح المثقف دوراً هامشياً أو دعماً محدوداً غالباً ما يؤدي إلى إضعاف مساهمته في بناء الوعي الجماعي لحساب تكريس أولوية خروجه من حالة العوز المادي وتحصيل لقمة العيش.

  كيف تنظر إلى إبداعات القصاصين الأردنيين من الجيل الجديد؟
 تدعو للتفاؤل يتجلى ذلك من خلال المشهد الثقافي الحالي، والتي تساهم وزراة الثقافة في ترسيخ بعض جوانبه، من خلال المسابقات والجوائز التشجيعية السنوية للكتاب الشباب، العام الحالي منحني فرصة ثمينة للإطلاع على بعض الأعمال القصصية وشرف التعرف على أصحابها وقد تبادلنا كثيراً من الآراء حول ما نكتب من قصص وقد خرجتُ بفائدة كبيرة من خلال ذلك.

  هل للمرأة في قصصك أهمية خاصة؟
 المرأة حاضرة وقد تكون نقطة الارتكاز في كثير من القصص، وهي عالم لا يمكن إقصاؤه، يحضر بقوة، حتى عندما نفكر في غيره، نقترب منه حين نأنس لضوء القمر، نتجرد من سواه لنتبع أثراً واحداً يقودنا إليه، هي واحة مسيجة بنخيل الأمسيات الناعمة في صحاري النصوص الممتدة.

  ما هي رؤيتك للواقع الثقافي الأردني؟
 تشهد الساحة الثقافية الأردنية نشاطا ملحوظا على تتابع الشهور وقد شهدت الفترة الأخيرة بضع نشاطات متميزة أبرزها إعلان مدينة السلط مدينة ثقافية، مشروع كتاب الأسرة الذي تقوم به وزارة الثقافة الأردنية
لتشجيع الأسرة على القراءة، كذلك هذا العام نفذت وزارة الثقافة الدورة الثانية للتفرغ الإبداعي
في مجال القصة/الرواية/المسرح/والفكر وباشرت في طباعة الأعمال الإبداعية
التي فازت في العام الماضي.

هذا إلى جانب نشر عدد من المخطوطات إلى جانب مجلة أفكار، بالإضافة إلى مجلة تهتم بإبداعات الشباب
على مستوى رابطة الكتاب الأردنيين إقامة الرابطة عدة مؤتمرات عربية ومحلية وأهمها مؤتمر القصة والرواية في العالم العربي شارك فيه عدد من الوجوه العربية.

ثم نقابة الفنانين الارنيين ونقابة الفنانين التشكيليين ونشاطهما الذي يساهم في
إثراء المشهد الثقافي، ومن جهة أخرى مؤسسة عبد الحميد شومان بدورها الكبير
في رعاية الفن والفكر من خلال ندوات يشارك فيها ذوي الاختصاص بالإضافة إلى
رعايتها لعدد من النشاطات الفنية والثقافية، أما الجمعية الفلسفية الأردنية فلها دور بارز ومثمر يتجلى في عقد محاور متتالية لتحديات الفلسفة العربية الراهنة عقليا وعلميا.

  إذا كانت حرية المنتج الأدبي مقيده، كيف يستطيع أن يطور الثقافة العربية؟
 مما لا شك فيه أن إمكانية التطور الفكري والثقافي في مناخ غير حر، هي إمكانية هزيلة، أضف إلى ذلك وجود ضوابط قد لا تصل إلى درجة التقييد التام لكنها تعمل وبإحكام على كبح جماح الفكرة من مجرد طرحها، أو تسليط الضوء عليها ومثال على ذلك، واقع بعض العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة في بعض الدول، والتي غالباً ما يتأثر بها الأدب النسوي سلباً، فإذا كان هناك جرأة في الطرح فإنه يأتي خجولاً مبتعداً كلياً عن الشفافية المطلوبة ليتناسب مع تلك العادات، وكذلك ينطبق الأمر على الخوض في بعض الجوانب السياسة.

  ـأمة اقرأ أصبحت لا تقرأ، لماذا، أم ما زالت تقرأ؟
 لا زالت تقرأ يا عزيزي وقراءة فاعلة... إنما هي ظروف الحياة العامة والتي تتشابه في جوهرها عند الجميع بين مختلف البلدان العربية، تلك الظروف ربما تساهم في تقليص فترات القراءة لدى الفرد، أو إسقاط القراءة من جدول الأولويات وإحلال مسألة تفريغ كامل الوقت للقمة العيش والتغلب على صعاب الحياة، ربما... وهناك شيء آخر ذكرته لك سابقاً بأننا أمة أصبحت تميل للمرئي والمسموع وبالتأكيد سيؤدي ذلك لإعادة جدولة الوقت المتاح مما يقلص فترات القراءة الفاعلة او الاكتفاء بما يتم الحصول عليه من تلك الوسائل وحسب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى