الأحد ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم سلوى أبو مدين

ترجمان أبيها

هذا المشهد الذي اختزنته ذاكرتي حين رأيتها أول مرة قبل سنوات في بهو الفندق ، طفلة شدتني بجمالها وقامتها الصغيرة، غضة ذات التسع اسنوات .
وقفتُ أطيل النظر إلى جمال شعرها الأسود القاتم ، وهو ينسدل فوق جبينها الأغر، كانت تتمتع بذكاء فطري حاد وقدرة فائقة في إيصال المعنى لوالدها الأبكم .
وتترجم ما يقوله موظف الاستقبال بطريقة بارعة وبديهة رائعة، وهي تستخدم أصابع يدها وأخرى فمها.
لقد حباها الله من نعمه الكثيرة وهي في سن مبكرة ، هذه الزهرة الصغيرة كبرت قبل أوانها وحملت مسؤولية شاقة على عاتقها .
تلك الصورة لمست شيئاً في نفسي وجعلتني مأخوذة بأدبها الجم والفضائل التي تميزت بها فما أن تفرغ من الشرح لوالدها حتى تعتاد كرسيا قصيا، وتجلس فوقه وتنتظر حتى يأذن لها، ثم تعود أخرى لتحدث موظف الاستقبال ما أملي إليها من والدها .
كانت والدتها تناديها باسم (مها) يا لروعتها وجمالها وشفافية إحساسها الذي حلق عاليا مثل فراشة ربيعية ملونة وجهها البريء مصباح روحها النقية يعلن بدايات فجر ندي تشبه سرب فراشات أطارده وحين ألحق به أعثر في أجنحته الملوّنة على قلبي وروحي وأحلامي الصغيرة .
كتلة مشاعر جعلتني أرسم مفردات اختزنتها في أروقة نفسي عن صغيرة جعلتني أسقط في فراغ لا متناه، بكل ما تحمل من معاني الذكاء والبراءة والجمال. .

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى