الاثنين ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
قصيدة شعر إلى
بقلم أنس الحجار

بيروت

بيروتْ
يا سورةَ حبٍّ رتَّلها
كلُّ العشّاقْ
يا قصةَ عشقٍ نبدأُها
لا نعرفُ كيفَ سننهيها
فالعشقُ يُخَلَّدُ حينَ نَموتْ
بينَ الليمونِ و نرجسِها
تغفو الأشواقْ
و الوجدُ يغازلُ غصنَ الأرزِ و غصنَ التوتْ
من أجلكِ يا بيروتُ بكتْ
أشعاري و قصائدُ قومي
و دموعُ الشِّعرِ بصدرِكِ مثلَ عقودِ اللؤلؤِ و الياقوتْ
***
عذراً بيروتْ
أمطارُ القَصفِ تَدُكُّ دروباً و حُصونا
و تُحيلُ الطِّفلَ لأشلاءٍ
و على الأشلاءِ بكى التّابوتْ
عذراً بيروتْ
أدْمَنَّا الذُّلَّ ولا ندري
أدْمَنَّا الصَّمْتَ كما أدْمَنَّا الأفيونا
ما عُدْنا نقرأ مُصْحَفَنا
سَكَنَ ( الحاخامُ ) مآذنَنَا
و عَمَامَتُنا
غَطَّتْ أدْرانَ مَشايخَنا
نَتَشَدَّقُ فوقَ مَنَابِرِنا
و نُعَلِّمُ كلَّ فَصَائِلِنا
أنْ " نَصْمُتَ " في وجْهِ الجَبَروتْ
نَشْتُمُ دَهراً
و نَسُبُّ الليلَ إذا أظلمْ
وكأنَّ محمّدَ أوصانا
أنْ نؤمِنَ يوماً بالطّاغوتْ
و نُزَوِّرُ تاريخَ الأجدادِ كما نهوى
نَرميهم ألقاباً و نُعوتْ
و نقولُ بأنَّ اللهَ سينصُرُنا
و ننامُ على فُرُشٍ و تُخوتْ
و إذا آلمكِ الجُرحُ سَكتنا يا بيروتْ
لا نملكُ إلا اسْتنكارا
و عروبتُنا نحمِلُها ليلاً و نهارا
كحمارٍ يحمِلُ أسفارا
لا نعرفُ معناها أبداً
عذراً بيروتْ
***
 
شكراً بيروتْ
شكراً بيروتُ أزحتِ ستاراً عن قومٍ
كان ( الليكودُ ) يُزَوِّرُهمْ
و يُصَوِّرُهمْ رُسُلاً بثيابٍ من نورٍ
همْ قادةُ شعبٍ يحكُمُهُ شرعُ الإسلامْ
و اليومَ نرى
كيفَ الشيطانُ بدا بهمو
هلْ همْ عربٌ ؟؟
أمْ أنَّ ( يهوذا ) طالَ نساءً من وطني فأتوا أولادَ حرامْ ؟؟
وَ لَكَمْ أرْضَعَهَمْ ثَدْيُكِ , ما قالوا :
شكراً بيروتْ
***
صبراً بيروتْ
فالوعدُ الصّادقُ ليسَ يموتْ
أرأيتِ " سراقةَ " موعوداً
بسواريْ كِسرى , فَمُحالٌ
أن يكذبَ عبدٌ و رسولٌ
و الوعدُ يفوتْ
مازالَ رسولُ اللهِ بنا
يتلو آياتِ النَّصرِ لنا
فتفيضُ الرّوحُ إلى الملكوتْ
مازالَ المدفعُ يسمعُنا
ألحاناً تُطْرِبُ عِزَّتَنا
صخباً و سُكوتْ
مازالَ ( الكَتْيوشا ) يَقِظاً
ويُحَرِّقُ أشجارَ الغَرْقَدْ
فسلامٌ منّي يا بيروتْ
مازالَ ( مُظَفَّرُ ) يسمِعُنا
" القدسُ عروسُ عروبتِنا "
فنقولُ لهُ
أيضاً بيروتْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى