الاثنين ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤
بقلم عماد يحيى عبيد

ثوب الأفعى

تمائم رجيمة للعام الجديد

عمتَ سلاماً يا طيفَ النورِ الدامسِ
أصافحكَ بيدٍ مبتورةٍ ووجهٍ محايدٍ
سأفرشُ لكَ بساطَ المدائحِ وتكايا الهجوعِ
اخلعْ فكّيكَ فأنتَ في مضاربِ بني آدمِ
سنعقدُ صلحاً تحتَ شعارِ (ثقةِ الريبةِ)
مني القهوةُ والمواويلُ
ومنكَ الراياتُ الفستقيةُ.
اكتبني شقائقَ نعمانٍ لأروّجَ للفرحِ القاني
اكتبني بالحبرِ البضِّ فوقَ رخامِ النساءِ
فأنا مفلوكٌ بالشبقِ المتدفقِ منْ شفةِ الغيمِ
سنارةُ قلبي تحوكُ طرحةً لأرملةِ الشعرِ
ولساني يلثغُ بحروفِ البوحِ وأفعالِ الأمرِ
أسنانُ الوزنِ تنهشُ قافيةَ المعنى
تحتَ الرمشينِ ثمةَ جمرٌ مشبوبٌ
حدسي يرمحُ في الأمداءِ، ويقيني عفّرهُ الشكُ
منْ يأكلْ عسلَ الليلِ، سينسى طعمَ الأيامِ الحُسنى
***
أفزعني النرجسُ حينَ دقَّ طبولَ الخجلِ
أعلنَ أنهُ معتكفٌ في غارِ الضوءِ
ينتظرُ عودةَ عنقاءِ الثلجِ والخلِّ الجاحدِ
ليطلسمَ ذاكرةَ العشّاقِ بلثامِ الحيرةِ
القلقُ يساورُ أحلامَ الأقمارِ
وهذا الصوانُ يقدحُ زندَ الفجرِ ليُشعلَ أرصفةَ الجوعى
لا شيءَ ينبئ بالحسنِ المرجوِ
لا حجرَ يفشخُ جبينَ العتمِ الضاري
كلُّ الأسماءِ طائعةٌ لهديرِ الريحِ
الحنطةُ تحني قامتَها لجرادِ الرملِ
وسقفُ الأرضِ يزربُ آياتٍ وثنيةٍ.
لمْ يتغيرْ في أطلسِ هذي الدُنيا غيرُ تضاريسَ الضحكِ
العالمُ مشغولٌ بحمالةِ صدرٍ تحبسُ أثداءَ النارِ
موسيقا البارودِ تخرجُ منْ ياقاتِ الأمراءِ
يفسرُها قاموسُ الموتى، ويترجمُها إلى لغةٍ مرّةٍ
ما زالَ الدخانُ يركضُ خلفَ طيورِ الجنّةِ
والحصرمُ يتعالى على الخمرِ السامي
ستزورُ امرأةٌ عارمةُ الساقين مدنَ الفضةِ
قدْ تتزوجُ سلطانَ العطشِ لتبطشَ بالماءِ
قدْ تسحلُ جمهرةَ الغاويين في شارعِ عينيْها
قدْ ترمي مساميرَ الصيدِ تحتَ الأقدامِ الشرهةِ
قدْ تطفئ مبخرةَ الماردِ وتقطعُ أذنابَ السيفِ
ماذا سيحلُ برفاقِ الدربِ وأسرى اللاهوتِ؟
قد يُسقطُ في أيديهِم حينَ يفوزونَ بأوسمةِ النصرِ الورقيةِ

يا القادمُ فوقَ عجاجِ الموجِ
إنّي في حلٍ منْ ميثاقِ الفردوسِ وشرعةِ أهلِ التوبةِ
قهقرني السهرُ في علبِ الطّاعةِ
دوخني بندولُ التقوى
المركبُ يمخرُ أعبابَ العمرِ
وأنا التّواقُ لحكايا العصرِ الجسدي
لمرامِ الهطلِ فوقَ كرومِ العفّةِ
خيولي تلهثُ خلفَ التفاحِ الأشقرِ
وظلالي سبقتني إلى مرعى غزالاتِ الليلِ
سأزوغُ من شمسِ المغربِ وأصبغُ كلَّ تجاعيدي
وأباشرُ تحطيمَ الناموسِ وتيجانِ الشمعِ
سأدكُ حصونَ اللاءاتِ على مرأى المئذنةِ السكرى
وأقترفُ الشغبَ الماتعَ في قدّاسِ الحشمةِ
اليقظةُ تشخرُ في وضحِ الغفوةِ
والصرخةُ تحفرُ أضرحةً لضيوفِ اللهِ
وتلكَ الفأسُ ستعزفُ ترانيمَ الهدمِ وتغني في حفلِ الغابةِ

يا نورَ الغدِّ الدامسِ لا تجزعْ
سيرجمكَ دعاةُ الأنسِ وسعاةُ الجنِّ
لنْ تشفيكَ حمحمةُ الفرسانِ
لنْ تحميكَ بسالةُ ألوانكِ
لا تنضو ثوبَ الأفعى
فثعابينُ الأنسِ على موعدٍ
والفائزُ منْ صادقَ فريستَهُ
لا أخشاكَ بأي لبوسٍ تأتي
إنّي مرهونٌ للعرسِ الراعفِ
ويقيني اجتازَ كل عقابيلَ الإيمانِ
أجدادكَ مروا منْ قبلكَ
وأدتهمُ حاكمةُ الكونِ الخزفيِ
كنتُ الشاهدَ على طقطقةِ خرزِ سبحةِ اللاجدوى
والعارفَ بأسرارِ منديلِ بكارةِ هذي الأرض
ما أنتَ غرابٌ أبيضُ ولا قبّرةٌ خرساءُ
أعتذرُ عنْ جهمةَ وجهي البسّامِ
فكلانا نصلصلُ بالقيدِ
وهذا الرسنُ أضحى قصيراً
وكلانا نمضي في هذا السرمدِ
ننتظرُ هتافَ المنِّ ونداءاتِ السلوى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى