الخميس ١ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم عماد يحيى عبيد

قل ما تشاءُ

قلْ ما تشاءُ
عمّا تشاءُ
عنِ الحياةِ أو المواتِ
عنْ روغةِ الأيامِ منْ أصابعكَ القصيرةَ،
وهشاشةِ الضوءِ المصابِ بالعماءِ
عنْ ضحكةِ البارودِ في جنازاتِ الرغيفِ
عنْ حزنكَ الصامدِ مذْ أردوكَ حيّاً
عنْ حلمكَ المهروقِ في فضاءاتِ العبيدِ
عنْ ركامِ رغائبكَ المراقةِ للنعاسِ
عنْ صوتكَ التيّاهِ فوقَ أرصفةِ اللهاثِ

قلْ للصراخِ أنْ يكفَّ عنِ السكوتِ
قلْ للعدالةِ ألا تجدُّ في المزاحِ
قلْ للسابقينَ بأنَ الدربَ تمشي للوراءِ،
للاحقينَ بأنهمْ سبقوا الجراحَ إلى الكفنِ،
قلْ للساجدينَ:
ماذا أخبرَكم ترابُ؟
قلْ للرفاقِ بأنكَ تقرأُ دمعَهمْ،
وأنكَ ما عدتَّ تصلحُ للهتافِ
قلْ للسؤالِ:
كمْ سيخذلكَ الجوابُ،!
....
قلْ للحبيبِ:
قفْ خلفَ متراسِ الهوى،
لنْ ياتي حبُّكَ قبلَ انطفاءِ النارِ في كفِّ الرمادِ،
سيجيءُ بلا عينينِ ويكتبُكَ باللغةِ الأولى،
سيبشرُكَ بالنصرِ المخبوءِ في علبِ الحلوى،
قلْ لقلبهِ:
لا تغادرْ للأمامِ،
ثمّةَ عشاقٌ عادوا منْ حروبِ الليلِ،
ضعضعَتهمْ صولةُ الشّهواتِ في مقهى الجسدِ..
.....
قلْ لمنْ لا تشاءُ،
ما تشاءُ
سيانَ إنْ قلتَ أو لمْ تقلْ
الريحُ لا تبكي على رسمٍ درسَ
الشمسُ لا ترى إلا خياناتِ اللهبِ
الأرضُ أرملةُ العناصرِ
الطينُ يُهدي للسماءِ غرورَها
السيفُ يرسمُ خرائطَ الغاباتِ ومآلاتِ الهواءِ.
قلْ للحفاةِ:
أنتمُ الشجرُ المقددُ للحريقِ.
.....
قلْ للفرحِ:
دمكَ مهدورٌ لهذا الدبيبِ
قلْ للجمالِ:
أنتَ بدعةُ الشعراءِ
قلْ للحبِّ:
اسمكَ لنْ ينجيكَ منْ مهلكةِ العيشِ المبرّحِ
قلْ للنساءِ:
لا تعولنَ على مواثيقِ السريرِ
قلْ للرجالِ:
(لا يلامُ الذئبُ في عدوانهِ)
قلْ لكِ:
أنتَ أنتَ شئتَ أمْ لمْ تشأْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى