الأحد ١٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم علي أبو مريحيل

وتقول لي

(1)
مالي يسيرني الجنون ْ
مالي يؤرقني الهوى
ويلوكني فك الظنون ْ
يا شاعري
يا عابثاً بمشاعري
قل لي بربك من أكون ْ
أصديقة أم دمية
أتحبني
أم أنني رقم جديد ٌ
فوق أصفار العيون ْ
 
ــ كل النساء كواكب
بمدار عينيك التي أشدو لها
لا تظلمي دنيا تحبك
في جنون جامح
لا تجرحي إحساسها
أتشككين بأحرفي
بتعطفي وتلهفي
يا زهرتي
يا نشوة أدمنتها
أنت التي أحيا بها
أنت البداية والنهاية
والحياة بأسرها
 
(2)
أنا لست (تالا)* في جنوني
لا تحاول أن تؤثر
بالحروف على ظنوني
أنت أنت..
كما عهدتك مثمل
بالكبرياء وبالنساء وبالجنونْ
أو تدعي أني الوحيدة
في حياتك ؟..
كاذب
قل لي إذن من ذي (لمى)
أصديقة أم دمية
أتحبها
أم أنها رقم قديم
بين أصفار العيونْ
 
ـ " أحببتها
من بعد ما نزلت
عليّ قصيدة
فحفظتها
ونسجت من أهدابها
وجه الصفاءْ
لكنها أدمت جروحي
بعد ما قرأت بروحي
فقرة
عن معدم أبكى البكاء
عن معدم طعن الأسى
فتناثرت منه الدماءْ "*
 
(3)
أنا أعبد الدمع الذي
يحبو على درب أضيع بفلهِ
أنا أعشق الحزن الذي
يسمو بضحكة ظلهِ
لن أنسحب
أنا ها هنا
مهزومة
بين استباحة دمعتينْ
بين اشتهائي
لاختطافك من شفاهي
قبلتينْ
 
ـ أوتشتهينَ
كأنني ما كنت ألهث
مثل طفل معدمِ
وكأنني
ما عشت عمراً داعياً
تلك الشفاه لمبسمي
أنا في انتظارك لم أزلْ
فتقدمي
نحو اشتهائي
واشتياقي للجحيم تقدمي
 
(4)
لا لن أسلّم
قبل أن ْ
تجتثني من بين بين ْ
هل لي بحبك مركب
يرسو بعيداً
عن لظى موج الألم ْ
هل لي بقلبك قِبلة
وقداسة
أم أنني نهد وفم ْ
 
ـ الروح غاية غايتي
لا تسرحي بشقاوتي
لا تقبضي أسفارها
بقصائدي تسمو الشموس
أتنكرين نهارها
هذي (منى)
"ذبحت جفوني عندما
عرّت أمامي جسمها
للمرة العشرين أشكو
غربتي بحضورها
فمتى ستدرك أنني
طفل يحنّ لروحها"*
 
(5)
كم شهوة أدمت يداكَ
بلونها وجهاً ملاكْ
نحصي معاً
نشدو على لحن الألمْ
" قبلتها فاستسلمت
يا ويلها من قبلتي
يا ويلها من شعلة
نارية محمومة بمحبتي
في داخلي يهذي الهوى
فيثير هامة شهوتي
معشوقتي
ثار الفؤاد بحبه
فاستمتعي بصبابتي ورعونتي"*
 
ـ لا تكملي
أرجوك أن تتعقلي
أنا عاشق متوشح
بمحاسني ومفاتني
أنا شاعر لا ينحني
فالعشق بيتي
والصبابة موطني
أنا لست من أهل السماءْ
إن الرجال سوابق
قصص تؤرخها النساءْ
فترحمي عما مضى
وترفعي نحو الهدى
كي نعتلي
عرش المحبة والوفاءْ
 
(6)
أيزورُني من كان عقلاً
قبل أن تجتاحني
لا تنتظر مني التعقل
فالهوى حلو بموت عقولنا
لا منطق للعشق خارج ضعفنا
وغبائنا وفضولنا وجنوننا
أنا إن قسوت بغيرتي
فلأنني أهواك طيراً شادياً
فوق النوال مدندنا
لا يدّعي غيري هواك
فأنت لي وحدي أنا
 
ـ إن التملك خطوة
في سلم الفقدان يا معشوقتي
يكفي اشتهاؤك لاحتوائي
فاشتهائي لاحتوائك وحده
يَهَبُ الربيعَ أريجه
إن تسألي
ذاك المساءَ
عن النجوم بباله
سيقول : هذا
من فضائل شاعر
متألق يدعى: علي
 
(7)
أهوى غروركَ
واعتدادك يا صغيري
كم أحبكَ
حين تشدو مثملاً
بالكبرياء على شفا
مجرى شعوري
من لقلبي العاشق
الولهان منْ
أنا لست أملك أمره
بالله كيف أديره
علّم لساني أو يدي
علّم شذا عمري الندي
إن كان هذا العلم فنْ
 
ـ ألانني أخشى على
حب يربت نبضنا
تستهزئينْ
ألانني أهوى المسيرَ
على صدى وجع الحنينْ
أنا عاشق أحيا اشتهاءْ
لكنني لا أرتجي ود النساءِ
فكلهن كواكب
بمدار عينيك التي أشدو لها
لا تربكي دنيا تحبك
في جنون جامح
لا تجرحي إحساسها
 
(8)
طفلي الأثيرْ
يا بارد الأعصاب يا
يا مشعلاً قلبي الأسيرْ
لا صبر لي
أنا لست مثلك شاعراً
يهوى التجارب في الهوى
يمشي على جرح القلوب
كأنه يمشي على
ظلّ الشواهد
فوق أضرحة الثرى
يا شاعري... يا قاتلي
لا صبر لي ، لا صبر لي
 
ـ من قال إني شهريارْ
أنا واضح بالحب يا محبوبتي
كالشمس في وضح النهارْ
أنا لم أخلّف
خلف أي علاقة
غير المودة والمحبة
والربا والازدهارْ
لا تنعتيني بالقساوة .. حاذري
لا تظلمي قلبي الذي
تحبو لرقته البحارْ
 
(9)
دوماً .. تكفكف أدمعي
بروائع لا تنتهي
فيها الحروف تزفني
لمشاعر أسمو بها
نحو النعيم تشدني
ويلوك خوفي خافقي
ويقول لي: لا تجزعي
كل الشكوك أنا لها
ما همني موج اللظى
ما دام حبك زورقي
أنظر إلى وجعي الأنيق معللي
كم شعرة أبكى هواك بمفرقي
 
ـ ماذا أقول حبيبتي
ماذا أقولْ
إن شعرة شابت برأسك
فانظري ... شعري أنا
يلهو بملعبه النحولْ
بمحبتي
يحيا الشذا
فتوضئي برحيقها
وتنزهي
عن كل شك يدّعي
أني بفتنة أحرفي
أسبي منارات العقولْ
 
(10)
حسناً... سأفعل سيدي
سأذوب بكْ
وأموت بكْ
ما همني ماض مضى
مادام قلبك ها هنا
يحبو يدمدم في دمي
ما همني كل النساءْ
ما دمت أنت تحبني
ما دام حبك حاضني
ممن حبيبي احتمي
 
ـ حسناً فعلت أميرتي
هذا الرحيق أحبه
أحيا به
أغفو على
حضن الندى بربوعه
دام الهوى صرحاً لنا
دام الربيع جليسنا
ما دامت الأفراح ظلاً
يهتدي برذاذنا
ما للشجون حبيبتي
ما للشجون وما لنا
 
(11)
وأحبها
هذي الحروف أحبها
ألف وحاءْ
باء وكاف ثم ياءْ
الياء لي وحدي أنا
لا ... لا مكان يا حبيبي
للكسور بحبنا
أنصت لبوح مشاعري
أنصت لها
ألف وحاءْ
باء وكافٌ
كم أحبك ... شاعري
 
ـ أما أنا.. فتميتني
هذي الحروف بعجزها
يا ليتها نفسٌ
لأقبض روحها
كم قاصرة ْ
هذي التي أحببتِها
كمحاولات سحابة
للنيل من أبد البحار
بطعنة في الخاصرة ْ
حبي أنا
يسري بأوردة المدى
لا سلطة تعلو حدود محبتي
لا نقطة أو فاصلة
 
(12)
ألف وحاءْ
باء وكاف جنة
للعاشقينَ
أتشتكي منها حبيبي
كيف نشكو
من نسيم مسّنا
كم أثلجت قلبي وكم
زرعت بنبضي أنجما
لا.. لا تكن أبداً جحوداً
ظالماً متجهما
هذي الحروف تآلفت
وتناسلت وتكاثرت
لتصون عهداً بيننا
 
ـ أنا هارب منها
لدنيا تستظلّ بثورتي
هذي الحروف رقيقة
أخشى عليها
من شهيق شهيتي
أنا إن تلفّظ مبسمي
بشرارة من شعلتي
يطوي المدى أبعاده
خجلاً وخوفاً.. فارحمي
رحماً يئن تصدعاً
من خشيتي وجلالتي
 
(13)
من ذا الذي
يخطو بعقلك خطوة
فأضمه..
أدري استحالة ما أقولْ
يا أشعر العشاق
يا طفلي الذي
فيه الفصاحة ترتدي
ثوب الذهولْ
ارحم حدود ثقافتي
لا تستبح إشراقتي
فأنا لديّ مبادئ وثوابت
أخشى عليها من شذاكَ
متى تناقشُ أو تقولْ
 
ـ عيناكِ منْ
أوحت لفكري بالدلالْ
فإذا بثغري عاشق
وإذا بعيني نجمة
تشدو لأطياف الجمالْ
مرحى لشهد يشتهيني
ألف مرحى
لالتفاتات الدوالْ
مرحى لسحر يحتويني
كم جميل أن يجوب
القلب نبض فيه شيء
من ربا صحو الخيالْ
 
(14)
تهذي الحروف بمبسمي
حين الرذاذ يحيط بي
ويقول لي :
لاح السلام فسلمي
أنا ألف موت يعتريني
حين ألمح
من بعيد صوت عطر
كان يوماً يرتديني
يا مآذن زغردي
لا ترحمي صمت القوافي
في شغافي
كم أحبك َ .. رددي
 
ــ يا ومضها رفقاً بقلبي
يا حروف تمهلي
صعب على طفل يناغي نبضه
أن يحتوي بوح المآذن وحده
صعب عليّ حبيبتي
هذا السنا
هل لي بقلب آخر
علّي أوازي بين غيث مثمل
وحفاوة فيها أنا
هل لي بنجدة قُبلة أسمو بها
عما يلوك فصاحتي
من رعشة وتلعثم وتبعثر
ومساحة .. كانت أنا
 
(15)
أوَيستجار من العواصف بالرعودْ
لا قبلة عندي لطفل عابث
أخشى عليك
من التورم في شفاهي
من حمى شوقي اللدود ْ
صفق .. فاني ها هنا
قلب ونبض عاشق
وأمومة مجبولة
بتوهج متلهف
يرنو إليك مدندنا
 
ــ يُخشى عليّ من التورم
في حمى تلك النعم ْ
يا ويلتي من قول ( لا)
هل لي بنجدة قبلة
قولي : نعم ْ
واقبلتاه واقبلتاه
أنا عاشق حتى الجنون ِ
"فقبليني قبليني
لا تخافي من أنيني
كل آه داخلي
صوت ينادي : قبلي"*
 
(16)
أضحكتني يا شاعري
اعتنق شفاهي والتفت
لجنائني
قل لي حبيبي
ما الذي يبقيك فيّ
أضحكتي أم رقتي
أم قصة الليل الغريق
بأعيني البحرية ْ
قل لي لعلي
بعد قولك أحتويك
بقبلة نارية ْ
 
ـ كيف السبيل لقول ما
يثري الجمال جماله
من أين ابدأ يا ترى
من شعرها
ذاك المسائي الذي
يغري الكواكب والنجوم كأنه
أنثى يؤثثها الكرى
أم وجهها
ذاك الملاك كنجمة
مخمورة بحيائها
أم روحها
تلك التي أحيا بها
من أين أبدأ يا ترى
 
(17)
ـ ابدأ بأشرعة السلام ْ
ابدأ بأشواق تشظت
فوق أرصفة الغرام ْ
ابدأ بروضة أدمعي
بتنهدي، بتضرعي
بتعطش أبكى الغمام ْ
ابدأ حبيبي
من شجوني، من جنوني
من هنا ابدأ حبيبي
من جفون.. لا تنام ْ
 
ـ قلنا وداعاً للأرق ْ
لا تجزعي معشوقتي
والله لن يثني الفؤاد
عن الهوى
إلا الذي خلق الهوى
أنا عاشق حتى الغرق ْ
فتراقصي كقصيدة
غنجاء فوق تذللي
وتدللي
كالعاشقين تدللي
يا بوح أنفاس الحبق ْ
 
(18)
ذي قبلة
لا .. قبلتان ْ
لا .. غيمة حبلى
بأنات القبل ْ
ذي خطوة
لا .. خطوتان ْ
لا .. رقصة تلهو
على وتر الغزل ْ
ذي وردة
تروي حكاية طفلة
غرقت بألوان الخجل ْ
 
ــ دام اختزالك
للجمال بناظري
دامت مسرات الثراء ْ
يا زهرتي ظلي معي
يا أجمل النجمات
في شَعر السماء ْ
تهواك أخيلة الهوى
ويغار منك الكبرياء ْ
فتوسدي صدر المدى
وتربعي فوق البهاء ْ
أرقى النساء صغيرتي
من يشتكي منها الحياء ْ
 
(19)
يا شاعري أنت الجمال
فيك الأناقة تنتشي
رفقا بأبعاد الخيال
من ذا يرى
إني أرى عشرين حرفاً
ساجدين لرقتي
وكتيبة
فيها الحروف الباقية ْ
تأبى السجود لخوفها
من نسمة
تغتالني بحفاوة
تحت الحضارة.. حافية ْ
 
ـ قولي لها
أنا طفلها، أنا عبدها
أنا قطرة في بحرها
قولي بربك يا رباها
كم يذوبني هواها
عاجز قلبي أنا
عن قول ما يشجي الدنا
بوحي لها، ذوبي بها
أنا كم أحبك يا ربا
يا دفء أحلام الصبا
قولي لها، قولي لها
إني أموت بحبها
 
(20)
من ذي "ربا"
من ذي "ربا"
وتقول لي..
يا شاعري ماذا تقول ْ
من ذي "ربا"
بالله قل لي من تكون ْ
أصديقة أم دمية
أتحبها
أم أنها رقم قديم
بين أصفار العيونْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى