اطلِّي ضياءً
أو أشرقي فجرا
أطَلِّي شُعاعاً
واخْطُري أمَلاً
يغسِلُ القلبَ من أحْزانِهِ
لِتَستَيقظَ الأحلامُ
أو تورِقَ الذِكرى
أحْببتُكِ...
حتى من قبلِ أن تُخْلَقي
وشاكَسْتُ فيكِ الخَلْقَ والتَكوينَ والفِكْرا
وألهَبتُ من شوقٍ إليكِ خيالي
ونَظَمتُ على وَهْمِ مَجيئِكِ الشِعرا
وَرَسَمْتُ في الأزهارِ وَجهَكِ ضاحِكاً
يُزَقزِقُ للأطيارِ
أو يَلْـثُمُ الزَهرا
فتعالي...
فَما في العُمْرِ من سِعَةٍ
وما لِلحُلْمِ إنْ ما غابَ
مِن عَوْدَةٍ أُخْرى...
تعالي، ولَو سَراباً
لِأعْرِفَ طَعْمَ اللِقاءِ
واحْلمُ بالبُشرى
تَعالي...
ولَو طَيفاً يَزور
يُهَدْهِدُ السُّهْدَ في أجْفانِنا
ويَنشُرُ الصُبحَ في عَينَيَّ والعِطرا
وامنحيني من سَما عَينَيكِ وعداً
يُجدِّدُ ما فاتَ مِن زَمَني
ويَزيدُني في كُلِّ ثانيَةٍ عُمْرا
فقَدْ مَلَّ لَيلي مِن سُهادِهِ
وتَثاءَبَ الحُلمُ في وَجَناتِهِ سُكْرا
وأورقَ الثلجُ في كفَيِّ ناراً
وأنبَتَ الصَبْرُ في عينَيِّ صَبرا
وما مَلِلتُ الانتظارَ يا قَمَراً
ضاعَ عُمري،
ولم يكتَمِلْ بَدرا