

ألم وأمل
دأبُ الحشاشةِ طعنةٌ وصفاحُ
والكرْب فيها ضاربٌ لوّاحُ
أَلِفت منازلَنا الخطوبُ فحالُنا
صدرٌ يجيشُ ومدمعٌ نضّاحُ
ياجرح غزّة مذ وعيتك نازفا
لم يستطعْك على المدى جرّاح
ويح الفؤاد وقد بُليتِ بعلّةٍ
والغاصبون على الصعيد صحاح
أدمى معاصمك الحديد يجرّه
من حقده متعجرفٌ سفّاح
غِلٌّ به سِفْرٌ الزمان ملطَّخٌ
أبدا يغصُّ بذكره الشرّاح
فدواته ملء السطور دموعنا
و أديمُ أجساد الألى ألواح
صهيونُ مانُكِب الضمير بلوعةٍ
إلّا وفي كفّيه منه جناح
ضربت سحائبه البلاد وهطلها
حممٌ لها وأدُ الربيع مباح
ليعيث سيل النائبات معربدا
تُكوى خطاه وتسغيث بطاح
رصفوا بأشلاء الطفولة سِيفَه
وغذاه من حمْر الدما أرواح
وعلى الركام قلوبنا مطروحة
فكأننا بفراقها أشباح
سجنٌ يعانقه الحصار بنشوة
فلكل شبرٍ مأتمٌ ونواح
هم يطلبون فناءنا لم يعلموا
أنّا على فرط الأسى أقحاح
دوحٌ بأعماق الحضارة جذره
لم تقتلعه عواصف ورياح
يسمو بأطفال الحجارة فرعه
وحمامه متأنقٌ صدَاح
قاوم فإنك إذ تموت مقاوما
وعلى الضلوع من الطعون وشاح
أزكى من الحُلَل الُمُطيّب نسجها
والذلُ من أردانها فوّاح
فالصلح عارٌ والتفاوض سبّةٌ
والخيل في حرماتنا تجتاح
والحق لا يؤتى بحد يراعةٍ
تحمي حماه أسنّةٌ ورماح
والوصم أن تلقى العدوّ بوردةٍ
وكلا يديه جنايةٌ وسلاح
لا بدّ من يوم يتوج صبرنا
حطينُ يُبعث مجدها وصلاح
والقيد يُكسر والنوازل تنجلي
والليل يلوي ساعديه صباح