أنا هنا؟؟؟
أنا هنا أتيت من جرح الذاكرة
ولدت من بقايا بيت مهجور
أقول شعرا في كل عام قصيدة
ولا أذكر يوم ميلادي بعد
وأنا في عمر ذبول الزهور
وقد حان قطف ما تبقى من ذاكرتي
فأنا وسط فوضى الذكريات
لا أرتدي مدرعتي الصلبة لتحميني من وخز الماضي
أتحسس ندوب الجرح وأشعر بقشعريرة جلدي حين تلاطفه ريح السنوات
أنا ومن معي نعيش على خشبة مسرح ونلعب دور البشر في الحياة
نتصنّع السعادة و الحزن
محايدين عن مفهوم المعاناة
ديمقراطيون في الألم والمتعة
نحن الشّعب والمشاهد من فصيلة السّادات
أنا هنا ......... ...
لماذا ...لماذا........؟ ؟؟
لماذا لازلت عالقا في الذاكرة
أطوي شراشف الحزن في كل صباح
وأشتاق إلى مطر تشرين
وشمس أيّار
أعبد إله ابراهيم موسى وعيسى ومحمد
وأكتب في دفتري البالي قطعا من الأشعار
فعل تقرؤون؟؟؟؟
هل تسمعون؟؟؟
هل تشعرون؟؟؟
فأنا هنا........فأين أنتم؟؟؟
لست أبكي رماد قلبي المحطّم
بل ابكي حال أهلي الجاثمين
فأنا صباحا أزرع قمحا وفي المساء أبحث عن أطفالنا المفقودين
وغدا إن نجوت سأكتب آخر قوائم المتوفّين
سأكتب على صفحة سوداء بقلم أسود بيد سوداء عنوانا بخطّ عربي مبين
أن القدس في الشريان شامخة
وأنّي أنا أتنفس عشق فلسطين
نحن هنا........
متعبون من فرط الإدراك
كل صباح نغتسل من عرق الذكريات وحمّى الشوق
وكل مساء نقرأ المعوذتين خوفا من الأحلام
ونتقاسم ظلمة اللّيل بيننا
وعند كل فجر نتحسّس رقابنا لعلّ الواقع غدر بنا
و الفرق بيننا أنكّم هناك ونحن هنا......
قم يا درويش فإّن فلسطين هنا و أنت لازلت وحدك
والعرب هناك وأنت هنا وحدك
تدافع عن جدار لنا كلنّا
وحدك.......
حدودنا المغلقة كأقفاص والرأي هنا مات سجينا
فقم و لننادي حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح في فلسطينا
نحن نريد نصرا نريد حقا نريد لم شملنا
فاللّهم فرق جمع الكفّار في قبلتنا
رماهم الله وجنوده بتسعة وتلاثون فكيف لم نزدهم يومها الأربعين
بيع الشرف لمرتزقة الأرض في شوارع الخوف تهان أراضينا
تبّت أيادي الذّين كانوا سببا في قهر وتبت معهم أيدينا
إليك يا رب نشكو أمرنا
فاللهم ثبت أقدامهم وزدهم عزة ونصرا قريبا للملثّمين.