ممزّق .. كهذا الوطن
ممزّقٌ.. كوحدةِ هذا الوطنْ
كخيطِ أسمالٍ تدلّى من كَفَنْ
كضوءِ فانوسٍ خَبَتْ نيرانهُ
إذ انكَسَرَ البلّورُ حينَما افِتَتنْ
كقريةٍ أفني كل نسلها
خاويةً بلا عروشٍ يُعتَلَنْ
في كل دارٍ همسةٌ ودمعةٌ
في كل شارعٍ صدى صوتٍ يئنْ
فالليلُ يَرْوي ما تبقّى من أَلَمْ
ويعيدُ رسمَ الحزن في كلِّ زمَنْ
وتلوذُ أرواحُ الضحايا بالبُكا
كجراحِ طفلٍ ضاعَ في دربِ الوَهَنْ
يا موطنًا حملَ السنينَ كأنّهُ
جسدٌ، نزيفُ الروحِ يسقيهِ شجَنْ
كم بتُّ أبحثُ عن صباحٍ صادقٍ
فيُرجِعُ الصمتَ الثقيلَ كالعفنْ
لكنَّهُ يأتي كسربٍ تائهٍ
يمضي، ويشقيني بجرحٍ مُسْتكِنْ
فأعودُ أزرعُ في الخرابِ تساؤلي:
هل يُورِقُ التاريخُ إن ماتَ الوطنْ؟
