الاثنين ٢٣ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

إلغاء يوم الجمعة

أعجبني رسم ساخر لرسام «الكاريكاتير» الأستاذ الكبير علي فرزات، يظهر الرسم زعيما عربيا يهمّ بقطع ورقة يوم الخميس من رزنامته، ويضع يده على عينيه خشية أن تظهر الورقة التي تليها ومكتوب عليها «الجمعة»، وهو أكثر ما يخشاه هذا الزعيم.

الجمعة باتت تشكل عبئـًا على الأنظمة القمعية لما تحمله من مطالب للشعوب، لنيل أبسط الحقوق؛ وهي حرية التعبير، والتنفس بعيدًا عن رقابة الأجهزة الأمنية ومعاونيها على اختلاف مسمياتهم؛ «بلاطجة» أو «شبيحة»، أو غيرهم.

كان الزعيم يضع يده على عينيه ويدعو قائلا: يا رب يكون اليوم الذي يلي الخميس هو يوم السبت، أو الأحد، أو أي شيء، عدا يوم الجمعة. تفتق ذهن الحاكم الفهلوي عن فكرة عبقرية؛ فأمر باجتماع عاجل لجميع زبانيته، وأبلغهم أنه قرر من اليوم إلغاء يوم الجمعة، وأصبح الأسبوع ستة أيام. صفق الحضور، وأذاعت جميع وسائل الإعلام الرسمية، وشبه الرسمية ذلك الخبر العاجل.

خرجت مظاهرة سلمية تهتف: «الله أكبر عالظالم..الله اكبر عالظالم»، أمر الزعيم بإبادة هؤلاء جميعا، لأنه اعتبر إنهم يقصدونه هو.

كلمات لها معنى:

الزعيم العربي: هو الذي يزعم بأنه يمثل الشرعية الدستورية، ونسي كيف وصل إلى سدة الحكم، ويأمر الشعب بنسيان ذلك.

الرزنامة: هي أكثر ما يخيف الزعيم،لأنها تحتوي على العديد من أوراق يوم الجمعة.

الأنظمة القمعية: هي التي أصبحت في عنق "القمع"، عندما اختارت الحل القمعي لمواجهة شعوبها.

مطالب الشعوب:

" لا خبر...لا خبر لا هاتف لا كهربا ولا ميّة
لا خبر قالوا اراضيكم دموم انترسن
والتمّن الدبابات من كل فرقة التمّن
وأجمل أصابع ليلة الحنة...إنبترن
وفد نوب...فد نوب مامش وطن خل نرحل ويا اهلنا"

"البلاطجة" و "الشبيحة": تعددت المسميات والهدف واحد. أما أصل كلمة "بلطه جي" مستقاة ممن يحملون "البلطة"، ممن يتسمون بـ"الزعرنة"، وسوء الخلق، أما "الشبيحة" هم الذين ينقضون، وينهالون عليك ضربا وتنكيلا دون أن تعرف السبب.

المظاهرة السلمية: هي التي يحصل على ترخيص مسبق من يود الخروج بها، ويهتف بحياة الزعيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى