السبت ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٥
يحكى أن .. الحلقة الأولى
بقلم حسن أحمد عمر

الحرية للجميع

أذكر عندما كنت صغيراً أننى كانت لى هرة ألعب معها وأتسلى بها وكانت تحبنى وتتمسح بى
وأمسح على رأسها فى حنان وتعيش جوارى فى أمان
وفى يوم من الأيام حبستها قبل الذهاب إلى المدرسة خوفاً عليها ووضعت لها الطعام والشراب واغلقت عليها الباب
ولكنها بعد وقت قصير راحت تموء وتموء ثم ارتفع صوتها وازداد صراخها ولم يسمع أحد لها
فالجميع قد ذهب إلى أعماله واهتم بأشغاله
وظلت القطة الحبيسة تحاول وبأظافرها تناضل
راغبة فى الخروج من الغرفة حتى لو كان قفزاً من الشرفة
لم تهتم بشراب ولا بطعام فكانت تريد التحرر فى سلام
وخاب ظنها فى صديقها فلم تتوقع أن يحبسها ويغدر بها أو أن يتركها وحدها
وعندما عدت من دراستى ألقيت بحقيبتى وكان أول شىء أفعله هو الإطمئنان على قطتى
ودخلت عليها بعد غياب ثم فتحت عليها الباب فوجدتها حزينة كأنها قد فقدت عزيزاً عليها أو قريباً لديها
ووجدت طعامها كما هو لم تتذوق منه شيئاً وكأنها قد أعلنت العصيان على حبسها وكأننى سجان
حاولت مصالحتها والمسح على راسها فلم تتأثر وبدأت عليها أتحسر
ثم فوجئت بها تجرى بعيداً وذهبت وراءها شريداً
أحاول إعادتها إلى كنفى وحملها على كتفى
لكنها كانت سريعة وفى غضبها فظيعة
وفشلت فى إستعادة حبها وكسب ودها
وعلمت عند ذلك اننى قد سلبتها حريتها ودمرت شخصيتها وفقدت صداقتها
فبكيت عليها كثيراً ولا زالت ذكراها فى ذهنى تقلب على ّ حزنى
وعلمت بقيمة الحرية وأنها تساوى كل شىء حتى عند القطة البرية
وتبت إلى الله على فعلتى وندمت على ما فعلت بقطتى
التى بعدت عنى ولم تعد تقترب منى .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى