السبت ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩

الدورة الرابعة لمهرجان القصبة السينمائي

بقلم: زينب خليل عودة

افتتح مسرح وسينماتك القصبة برام الله، مساء الليلة، الدورة الرابعة لمهرجانه السينمائي الدولي، وذلك بحضور جمهور غفير تقدمهم رئيس ديوان الرئاسة ورئيس مجلس إدارة القدس عاصمة الثقافة العربية د.رفيق الحسيني وعدد من السفراء والقناصل، ورئيس مجلس إدارة القصبة مهدي المصري ومدير عام القصبة جورج إبراهيم وإدارة المهرجان.

وفى كلمته قال المدير التنفيذي للقصبة ومدير المهرجان خالد عليان :(أن المهرجان يشهد مشاركة 65 فيلماً من 24 دولة (53 فيلم روائي و12 فيلم وثائقي) تتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية وفيلم رسوم متحركة’، موضحاً أن عروض المهرجان وفعالياته تتوزع في مسرح وسينماتك القصبة برام الله والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس ودار الندوة في بيت لحم وسينما سيتي في نابلس، إلى جانب مجموعة من العروض في عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وهي: الدهيشة، وعايدة، والجلزون، وبلاطة، وجنين.

وأضاف عليان أن المهرجان الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري، نجح في استقطاب نجوم سينمائيين عرب وأجانب للمشاركة في فعاليات الافتتاح والختام وهم: الممثلة التونسية التي برزت مؤخراً في أروقة السينما المصرية هند صبري والمخرج المصري القدير يسري نصر الله (مخرج فيلم احكي يا شهرزاد وفيلم باب الشمس) والمخرجة المصرية نادية كامل، ومدير مهرجان كان الفرنسي تيري فريمكس، والمخرجة الفرنسية سيمون بيتون، والممثلة الفرنسية جين بيركن، ومن المغرب المخرجين سعد الشريبي ونبيل عيوش، والمخرج جنيد أحمد من جنوب إفريقيا، والمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.

وقال: يهدي القصبة مهرجانه هذا العام لروح المخرج السينمائي الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي مؤسس سينما الثورة الفلسطينية، والذي قدم مساهمات كبيرة للسينما الفلسطينية. كما يحتفي المهرجان باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.

وقامت إدارة المهرجان بتكريم أسرة الراحل مصطفى أبو علي، وتكريم المؤسسات الداعمة للمهرجان، ومخرجة فيلم الافتتاح الفلسطينية شيرين دعيبس.

من جهتها عبرت المخرجة دعيبس عن سعادتها بالتواجد في فلسطين والمشاركة في مهرجان القصبة السينمائي الدولي من خلال عرض فيلمها في افتتاح المهرجان، شاكرة مسرح وسينماتك القصبة على الدعوة. كما قدمت شكرها للجمهور الغفير الحاضر وطاقم الفيلم وأسرتها في فلسطين.

وقالت دعيبس أن فكرة الفيلم بدأت في العام 2003، وأخذ الموضوع كل تلك الفترة حتى تم تبني الفيلم ودعمه من قبل المنتجين كريستينا بايوفيزان وبول باركن.
وعن ظروف التصوير في الأراضي المحتلة، قالت: ’إن ذلك لم يكن سهلا، ولكننا تدبرنا الأمر بفضل مساعدة بعض الأصدقاء، كما أنني استفدت من تجربة سابقة، حيث قمت بالتصوير خلال إعداد أحد أعمالي الأولى’.

وتابعت دعيبس: ’لقد تطلب إنجاز هذا الفيلم الكثير من الجهد، من جميع العاملين فيه، وكان علي أن أبذل أقصى جهودي خاصة وأن معظم شخصيات الفيلم نسائية، فهذه المسألة حساسة جداً، وأظن أن جميع الممثلات قمن بعمل رائع.’
وحصل فيلم ’أمريكا’ (مدته: 97 دقيقة) على جائزة النقاد خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وحازت المخرجة شيرين دعيبس على جائزة الإخراج ضمن العشر الأوائل في مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتدور قصة الفيلم حول قدوم امرأة فلسطينية مع ابنها اليافع إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول. وتصطدم منى فرح (أداء الممثلة نسرين فاعور) القادمة من مدينة رام الله مع ابنها فادي، بثقافة وواقع المجتمع الجديد، وينتج عن ذلك جملة مفارقات.. يمكن وصفها بالكوميدية السوداء، ذلك أنها مضحكة في ظاهرها، مؤلمة في حقيقتها.
وتقيم منى عند عائلة أختها التي سبقتها في المجيء إلى الولايات المتحدة بستة عشر عاما، ولكن الأسرة التي تعيش أوضاعا سيئة، وظرفا ماليا محرجا، يزيد من مشكلة الأم التي تصمم على مواجهة الواقع بكل قسوته وفظاظته، زد على ذلك.. الأعباء الأخرى التي يسببها الابن فادي، الذي يعاني من مشكلة اندماج حقيقية في أوساط الطلبة في المدرسة.

ولا يبدو أن الواقع الجديد قادراً على منح الطمأنينة للعائلة القادمة من الضفة الغربية، العائلة التي اعتادت أن تواجه مصاعب جمة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية، مضافا إليها المشاكل الحياتية الأخرى.. التي دفعت العائلة الصغيرة إلى القدوم إلى أميركا.والواقع نفسه.. لم تمنح أسرة الأخت رغدا (أداء مميز للممثلة هيام عباس) أي قدر من الطمأنينة، فالوضع الأسري مفخخ، وقابل للانفجار في كل لحظة، وهنا تسلل مقولة الفيلم الخفية، الحارقة واللاسعة: إذن.. أين يمكن أن يكون ذلك الذي يدعونه.. الوطن؟!
والجدير ذكره أن مخرجة ومؤلفة الفيلم شرين دعيبس، روت من خلال الفيلم قصة إحدى قريباتها التي أقامت في بيت عائلتها عند وصولها من فلسطين، ومنذ ذلك الوقت رصدت وخزنت في ذاكرتها مشاعر تلك الشخصية وأزماتها وداخلياتها والأفعال التي صدرت عنها.
ويشهد المهرجان نقلة نوعية على جميع الأصعدة، من حيث عدد الأفلام والدول المشاركة والضيوف المميزين الحاضرين من الدول العربية والعالم والذين سيعطون زخم أكبر لفعاليات المهرجان.

وتنقسم الأفلام المشاركة في المهرجان إلى عدة زوايا هي: بانوراما والتي تضم مجموعة من الأفلام العالمية من دول مختلفة، وعين على السينما الإيرانية الذي يسلط الضوء على أبرز انتاجات السينما في إيران، وزاوية ’ما بين سقوط جدار وبناء جدار’ وتتضمن أفلام تتحدث عن سقوط جدار برلين من جهة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي بناء جدار الفصل العنصري على الأراضي الفلسطينية.
ويعرض المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام البارزة والحاصلة على جوائز عالمية وجوائز في بلدانها، ليشكل فرصة أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على ثقافات البلدان الأخرى من خلال مشاهدة احدث انتاجاتها السينمائية التي تعكس واقعها المعاش.وينظم المهرجان بدعم من الاتحاد الأوروبي بقيمة 50000 يورو ومؤسسة كونراد أدانور الألمانية والمجلس الإداري للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009.

ويقام المهرجان بالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة، والمركز الثقافي الفرنسي، ومعهد غوتة، والمجلس الثقافي البريطاني، وممثليه المملكة المغربية، والممثلية اليابانية، ومكتب التعاون الاسباني، وممثلية البرازيل، وممثلية البرتغال، وممثلية الجمهورية التونسية، والهيئة الفلسطينية للشؤون المدنية، والمسرح الوطني الفلسطيني-القدس، وسينما سيتي بنابلس، وجامعة النجاح الوطنية، ودار الندوة الدولية في بيت لحم، مركز إسعاد الطفولة-مخيم بلاطة، ومركز إبداع بمخيم الدهيشة، ومركز الرواد للثقافة والمسرح بمخيم عايدة، ومركز الشباب الاجتماعي بمخيم الجلزون، ومسرح الحرية بمخيم جنين.

بقلم: زينب خليل عودة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى