السبت ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤
بقلم عائشة بوزرار

الذكاء الاصطناعي موضع النقاش، فما هو على وجه التحديد؟

نشرت جريدة نيويورك تايمز في أحد أعدادها الأخيرة، مقالة للكاتب ستيفن مارش تحت عنوان "الكل يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، فما هو بالضبط؟"، إرشادات إلى المصادر والمراجع الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي.

قدم ستيفن مارش مجموعة من الكتب المناسبة التي تواكب تطورات هذا المجال، إلا أنها تقدم تحليلا أكثر موضوعية وإضاءة من معظم الدراسات الحديثة، تتميز الكتب بمراجعتها الدقيقة لأعمال علماء النفس والفلاسفة الرواد في هذا العلم، حيث لا يمكن الاستغناء عن التقارير الوثائقية التي تسلط الضوء على الجوانب التاريخية، كما تشدد على أن مشكلة الذكاء الاصطناعي تكمن، ليس في قدرته على إنهاء العالم، بل في كيفية ضبط سلوكياته لتتماشى مع القيم الإنسانية، وهو تحد يواجه الباحثون منذ اختراع الآلات الأولى، وأن الحل سيكون تدريجيا نظرا لتعقد المسألة. يجب أن نعرف القيم الإنسانية، وهي لغز نحاول ونفشل غالبا في حله مند اختراع آلة القطن.

كان من الصعب قبل إطلاق منصة "تشات جي بي تي"، قبل أقل من عام، الاهتمام بقضايا الذكاء الاصطناعي وتوعية الرأي العام بها، حيث كان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "أوبن إيه آي"، قد حث على ضرورة تنظيم هذا المجال، لكن القلة من ذوي النفوذ كانوا يستجيبون، بل كان الصحفيون والقراء غير مهتمين تماما بهذا الموضوع الجديد الناشئ.

كل شيء كا يشير إلى الاحتيال الذي يصاحب أي فجوة في جهل العامة، ولم تساعد أفلام الخيال العلمي التي تميل لرؤى مبالغ فيها لمستقبل الذكاء الاصطناعي، على توضيح الحقائق، وأصبح من المستحيل الآن الثقة بخالقي الذكاء الاصطناعي بعد عقد من تظهير وادي السليكون عدم المسؤولية الاجتماعية، إضافة الى ذلك غالبا ما تخفي التكنولوجيا نفسها حتى عن مخترعيها، ومن المدهش أن كتابة أي شيء إيجابي عن الذكاء الاصطناعي.

تحول الوضع وبدأ الجميع يتباحثون في هذا الشأن، رغم عدم إدراك الكثيرين للتفاصيل الفنية، مما أثار موجة من الحملات الاحتيالية الرامية الى استثمار جهل الرأي العام ولم تساعد وسائل الإعلام بتصويرها للذكاء الاصطناعي رؤى مبالغ فيها على غرار هووليود .

إن الحديث الحالي حول الذكاء الاصطناعي من بعض المبالغة والمهولة قد أصبح موضوعا غامضا يظهر ويختفي كشروق الشمس فوق الصحراء، مما أدى إلى مبالغة مفرطة في التوقعات والتخوفات، ويزعم أنه ستحدث تغيرات جذرية في. كل مجالات الحياة أو أنها ستؤدي إلى نهاية العالم او كليهما معا، وعلينا معرفة ذلك على الفور. في المقابل يقدم الإجابة على التساؤلات الاساسية حوله -ما هو بالتحديد؟ كيف يعمل؟ من أين جاء؟ الى أين يتجه؟-بلغة فنية جافة غير قابلة للفهم لمعظم الناس.

ينبغي اتباع منهج متوازن في التعريف بهذا الموضوع، بينما لا مفر من استخدام بعض المصطلحات الفنية، علينا شرحها بلغة سهلة الفهم للجميع بقصد إمكانات هذا الذكاء الاصطناعي.. وتحدياته، كما ينبغي إشراك الخبراء والجمهور في مناقشة مستقبل هذا التقدم العلمي بما يضمن استفادة الانسانية منه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى