السبت ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
من أعلام الحركة الشعرية الفلسطينينية في القرن التاسع عشر
بقلم سعدي أبو شاور

الشاعر الشيخ سليم اليعقوبي

يكاد أن يكون من المقرر ـ على وجه العموم ـ أن منتصف القرن التاسع عشر هو بداية التأريخ للشعر الفلسطيني الحديث، وأن تلك الفترة كانت امتدادا لمرحلة الجمود والتخلف، التي رانت على الشعر العربي عقودا طويلة، وقد برز في فلسطين ـ في تلك الفترة ـ عدد من الشعراء الذين انخرطوا في تبار تلك المرحلة وظروفها الثقافية، وكان الشيخ سليم اليعقوبي واحدا من أولئك الشعراء.

وهو الشيخ سليم بن الشيخ حسن اليعقوبي، وكان يلقب " بأبي الإقبال اليعقوبي "، وتعود جذوره إلى مدينة المجدل، لكنه ولد في مدينة اللد سنة 1880، وتعلم أولا على يد أبيه.
واصل تعليه في المرحلة الأولى في اللد، ثم هاجر إلى القاهرة طلبا للعلم، فقد التحق بالأزهر الشريف، وقضى به اثنتي عشرة سنة، حيث تلقى العلوم الدينية والعربية، وعاد بعدها إلى فلسطين عام 1904.
عمل مدرسا للعلوم الشرعية وفنون الأدب في سوريا، ثم مدرسا في جامع مدينة يافا، فمفتيا لها سنة 1932، وتقلد العديد من الوظائف الحكومية في فلسطين، وكان أخرها الإمامة والخطابة في مسجد " حسن بك " في حي المنشية من أحياء مدينة يافا بعد عودته من منفاه، حيث كان قد نفي إلى الإسكندرية بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وكان يشهد وعظه ودرسه عقب صلاة العصر جمع غفير من المسلمين، وكان يقضي معظم وقته في المسجد القريب من
بيته.
اختار لنفسه لقب " حسان فلسطين " للتوقيع على قصائده المنشورة، وكان ينشد الشعر، ويلقيه في المحافل والمناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، وينشره في الصحف. [1]

كان واحدا من شعراء فلسطين الأوائل، وقد عاصر العهد التركي، فقد كانت فلسطين جزءا من بلاد الشام، حيث كانت تمثل الجز الجنوبي منها، وكانت بلاد الشام من ضمن البلاد العربية التي كانت تحت سيطرة الأتراك العثمانيين منذ القرن السادس عشر، وكان الولاء الفلسطيني للدولة العثمانية يتسم بالولاء والإخلاص، بصفتها دولة الخلافة الإسلامية، تلك الدولة التي فقدت سماتها الإسلامية في أواخر عهدها، وخصوصا بعد انقلاب حزب الاتحاد والترقي على السلطان عبد الحميد سنة، 1908، وشيوع مظاهر الفساد الإداري والسياسي والاقتصادي والثقافي، وانتشار الفقر والجهل والتخلف بمختلف أشكاله وصوره، وإهمال اللغة العربية والتعليم والمرافق العامة، وخنق الحريات العامة، وطغيان مظاهر التعسف والظلم والجور، وملاحقة الوطنيين وسجنهم وإعدامهم، كما حصل في عامي 1915 و 1916 حيث أعدم جمال باشا 32 شهيدا في قافلتين، كما عاصر عهد الاحتلال الإنجليزي على فلسطين، وعايش الظروف التي مرت عليها إلى قبيل النكبة بقليل، وعانى من الاحتلالين كما عانى غيره من أبناء فلسطين، وشارك بشعره في أحداثها كما سنرى.
صدر للشاعر ديوانان من الشعر:

الأول: " حسنات اليراع "، الذي يبدوا أنه قد طبع مرتين، حيث صدرت الطبعة الأولى عن مطبعة التقدم بمصر دون تحديد لتاريخ طباعته، وعلى غلاف الديوان كتب ما يلي: " ديوان حسنات اليراع للأستاذ اليعقوبي الشيخ سليم أبو الإقبال مدرس العلوم الشرعية وفنون الآداب في سورية القائل في عصر مولاه الخليفة الأعظم السلطان عبد الحميد:

عصر عبد الحميد ملك ملوك الأ رض وافي لطيب الرحمات
عصـر علـم بــه تجـــــــــلى خط للناس هذه الحسنات [2]

مما يوحي بأنه قد طبع في العهد التركي " زمن السلطان عبد الحميد ".
وصدرت الطبعة الثانية من الديوان في دمشق سنة 1954.
وقد قسم الشاعر ديوانه إلى ثمانية أقسام، بحسب موضوعاتها، هي:

  1. الإلهيات
  2. الدهريات
  3. الحمديات
  4. المدائح العامة
  5. المراثي
  6. التهاني
  7. الحوادث الاجتماعية
  8. النبويات.

حيث جعل لكل موضوع قسما خاصا.
فمن مدائحه قوله مادحا الشيخ يوسف النبهاني:

ليوسف الفضل لا القائمين على

هدم الشريعة من قاص ومن دان

فصفه بالعلم لا تخش العداة وقل

إن ابن هانئ والنبهان ســـــــيان

إن ساءني أدبي أو حط بي حسبي

أو حاربتني صر وف العالم الفاني

هززت فيه يراعا قام يشكره

شكر الرياض نداها الحاسد الشاني [3]

ومن مراثيه قوله في رثاء قاسم أمين:

طلب الله قاسما فأجابه

لنعيم به تطيب الإجابة

فبكته العلوم شرقا وغربا

وكفاه بكاء فن الخطابة [4]

وفي قسم الحوادث من الديوان نقرأ قصيدته "مصر ودنشواي"، التي يشارك فيها إخوانه العرب في
مصر أحزانهم وآلامهم في حادثة دنشواي التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء من المصريين بقوله:

قل لمن يألف الهدى والرشادا
ويود الإسعاد والإرشادا

خل هذا فليس في مصر إلا
ما يشق القلوب والأكبادا

أتود السرور في دار حزن ؟
ألبس الحزن سأكنيها الحدادا

هذه الدار والمقيمون فيها بلد
غادرت بنوها السهادا [5]

والمتتبع لديوانه الأول هذا يجده امتدادا لمرحلة الجمود الفكري والأدبي التي هيمنت على البلاد العربية أواخر العهد العثماني.

أما ديوانه /لثاني فهو ديوان " النظرات السبع "، وهي مجموعة سوا نح، وخواطر، وذكريات، وأناشيد في العروبة الصادقة والقومية الحقة والوطنية الصحيحة كما يقول عنوان الديوان، وقد طبع في القاهرة سنة 1349 هجرية على نفقة الأستاذين:عبد الوصيف محمد مدير إدارة طباعة الجمعية العلمية الأزهرية المصرية الملاوية وشريكه ثابت علي سليمان الأسيوطي، وأعيدت طباعته سنة 1958 في نابلس، ثم سنة 1959، على نفقة ابنه حسن سليم اليعقوبي. وهو أكثر نضجا من ديوانه الأول " حسنات اليراع "، وأكثر قوة وإشراقا، ويبدو أن الشاعر قد تأثر بحركة التطور التي بدأت ملامحها على الشعر الفلسطيني في الربع الأول من القرن العشرين.

يقول ابنه "أبو المحاسن اليعقوبي " في مقدمة ديوان والده الذي قدم له ممتدحا شعر والده: " نفثات رائعة جيدة، على طراز بديع جديد، من روائع الشعر الاجتماعي الأخلاقي، ذات حوادث ووقائع وأناشيد عربية وطنية فلسطينية"، ويقول أيضا عن تلك النظرات: " فجاءت تحفة من أبدع التحف وطرفة من أرق الطرف، وما يريد بها إلا تجديد الذكريات، في الناشئين والناشئات، حتى يكونوا على ما كان عليه صفوة الآباء والأمهات في الأيام الماضية، والعصور الخالية [6].

وقد جعله الشاعر في سبع نظرات، حيث يمتدح في النظرة الأولى وطنه فلسطين ويفتخر به، ويبين مدى اعتزازه بالانتساب له، والانتماء إليه، ويتحدث عن مدى حبه لفلسطين، وهيامه وولعه بها، ثم يمتدح أبناء فلسطين شيبا وشبانا ويفخر بقوتهم ونخوتهم واستعدادهم للدفاع عنها وعن بلاد الشام كلها إذا ما قامت الحرب، ثم يختم نظرته الأولى بقوله:

في فلسطين قصيدي
ليس بالممتهن

صغته صوغ العقود
خدمة للوطن

وقصيدي منذ كان
ذو حكم

وفي النظرة الثانية يمتدح قومه " العرب " ويبين مدى اعتزازه بكونه منهم، ثم يعدد مآثرهم وأخلاقهم وصفاتهم، ويقارن بينهم وبين الغرب الذين يرى أنهم على النقيض من العرب في صفاتهم وأخلاقهم، وعدم مراعاتهم للذمم والأخلاق، واتصافهم بالظلم والبغي والطغيان، ومناصبتهم العداء للعرب.
من ذلك قوله:

قل لمن قام يعادي العربا

وبلادا أنجبت خير العرب

أنت ما عاديت إلا الحسبا

وعدو الله من عادى الحسب

جئت فيما جئت أمرا عجبا

ولكم في الخصم من أمر عجب

لا تكن في كل شر سببا

ومثير الشر في الناس السبب

كل من يرمي إلى الشر يذم

وفي النظرة الثالثة، يدعو قومه إلى مؤازرة الشرق وشن الحرب على أعداء الوطن، وعلى الجواسيس والسماسرة وأصحاب الفتن، مبينا الدوافع التي تدفع العرب إلى تلك الحرب التي تتمثل في ظلم الغرب وأطماعهم في بلاد العرب، واضطرارهم للدفاع عن أوطانهم وحمايتها، ثم يحث على طلب العلم، مبينا آثار العلم وفوائده، ويختم نظرته في بني الغرب قائلا:

إنهم قوم فساد

وعناد وشغب

ليس فيهم من وداد

كوداد ابن العرب

موئل الخلق الحميد

والشيم

وفي النظرة الرابعة يخاطب الغرب منددا بهم ومهددا إياهم بحرب لا هوادة فيها، ويبين لهم مآثر العرب وقوتهم وجبروتهم وبلائهم في الحروب، وأنهم قد سادوا الغرب بدينهم وخشيتهم لله، ثم يختمها بقوله:
وإذا ما خنتم
لفلسطين العهود

وعليه
ا جرتم ونكثتم في العهود

فقريبا تصبحون
في عدم

وفي النظرة الخامسة، يعود لمناجاة وطنه " فلسطين "، ويواصل تنديده بالمستعمرين، ويستصرخ العرب في مختلف الأقطار العربية ليهبوا لنجدتها والانتصار لها والدفاع عنها، حيث يبدأها بقوله:

يا فلسطين جهودي كلها الذكريات

ولك اليوم جهودي كلها حتى الممات

والأماني في الجهود

والهمم

ويبين تفاؤله بزوال الظلم، ويرى أن الظلم مهما طال فإنه لن يستمر، وأن الله سبحانه وتعالى سوف يتولى بني العرب بعنايته، وسوف ينصرهم على أعدائهم:

أترى هل في بني الضاد الظلوم

ليس جنف الغرب وجور الغرباء

لا، فإن الظلم والمرء الظلوم

ليس من شأنهما طول البقاء

فينو العرب وما فيهم ـ وصوم ـ

بيد الله ، وفي الله الرجاء

إنه سبحانه بولا دينم

ويختمها بقوله:

فطر الغرب على
ظلمه، في ابن العرب

حيث لا عدل، ولا

دين فيه ، أو أدب
لا رعى الله الظلوم ما ظلم

وفي النظرة السادسة، يدعو لوطنه " فلسطين " بالنجاح والصلاح وتوحيد الصفوف، ويدعو لها بالخير والفلاح واجتياز المحن، حيث يفتتحها بقوله:

لفلسطين دعائي
ومن القلب الدعاء

ولها كل وفائي
وأنا رب الوفاء

فلنا فيها ( البراق)

و(الحرم )

فهو لا يبغي سواها، وسوى أن تظل تنعم هي وشعبها الكريم بالسعادة، فسعادته من سعادتها:

أنا لا أبغي سواها
وسوى الشعب الكريم

كل قصدي أن أراها
وأراه، في نعيــــم

تسكن النفس إليه

ونعم

وجعل النظرة السابعة والأخيرة خاتمة الديوان، حيث يعتز بشعره، وقدرته على ارتجاله، تلك الأشعار التي لم يصنها الأولون، والتي جعلها وقفا على أمته، فهي وحي ضميره وقلمه، ثم يختمه بقوله:

إن شعري قلته
حسبما أوحي إلي

وارتجالا صغته
فهو مني، وعلي

ولشعري منشدوه

منذ تم [7]

وقد صاغ نظراته السبع من بحر الرمل، وجعلها على شاكلة الموشحات، مستخدما أسلوب القوافي المتعددة.

لقد كان شاعرنا ملما باللغة العربية وآدابها، عالما بأصولها وقواعدها، وكان من الشعراء المشهورين في عصره، وكان ينشر شعره في الصحف، وكان من دعاة العلم، ومن المشجعين على نشرة والاهتمام بلغة العرب، نجد ذالك في قوله:

وانشروا العلم فللعلم شؤون

وينشر العلم نيل الأمل

وابتنوا للغة الفصحى الحصون

قبل أن يأتي يوم الكسل [8]

كما جعل من قلمه وشعره سلاحا يدافع به عن وطنه ( فلسطين )، ويدعو للدفاع عنها، تقرا ذلك قوله:

بحماة الوطن يستعز ابن الوطن
هم له في المحن
لا دجا ليل المحن
وبهم لم يبق فيه من ظلم [9]

ولم يقف عند هذا الحد، بل دعا إلى معاضدة العرب والشرق عامة وإساءة الظن في الغرب الذي يثير الفتن والحروب، ويزرع الشر في كل مكان:

واعضدوا الشرق فبالشرق يهون

كل ما نرجوه من عمل

وأسيئوا في بني الغرب الظنون

مالكم في الغرب غير الفشل [10]

ويقول في موقع آخر:

بني قومي ويا أسد النزال

في فلسطين ويا شعب القلوب

آزروا الشرق وجدوا في النضال

عنه حيث الحرب فيه والخطوب

إن أصل الحرب والحرب سجال

جنف ابن الغرب في الشرق الغضوب [11]

كان يحب وطنه، ويفخر بانتمائه لفلسطين، ويعتز بعروبته، ويعتبر ذلك من النعم التي أنعم الله بها عليه وعلى بني العرب، ويبرر هيامه وحبه لها بقوله:

لا تلمني إن أكن فيها أهيم

ما على الهائم فيها من هيام

فهي مهد الضاد من عهد قديم

وينو الضاد هم القوم الكرام

قسما بالله والذكر الحكيم

ما لمثلي في سواها من هيام

وهب الله لي القلب السليم

في هواها واصطفاني للسلام

وحباني وبني الضاد النعم [12]

وبالتالي فإن من يبغض الوطن ـ في نظره ـ مجرد من الإنسانية، ويستحق التمزيق، ويحذر من الذين يشعلون نار الفتن بين أبناء الوطن الواحد، ويدعوا إلى شن الحرب عليهم وهزمهم؛ لأنهم اصل الشر، يقول في ذالك:

مزقوا من يغضب الو طنا

ليس بالإنسان من يأبى الوطن

واهزموا من يوقظون الفتن

فيه أن الشر في أهل الفتن [13]

لذلك فهو يدعو إلى نبذ الأحقاد والتنابذ، ويدعو إلى الوحدة الوطنية حيث يقول:

إن التحاقد والتنا
بذ ولتشاقق لا يفيد [14]

ونجده يحض صديقه الشاعر وديع البستاني " على القول ـ شعرا ـ ويعاتبه على حسن الظن في رجال الحركة الوطنية الذين لم يهبوا لنصرة فلسطين بقوله:

أوديع لم تجهز بصوتك عاليا

والدار حتى اليوم في أغلالها

تشكو ولما يستمتع لشاكلتها

أحد وما تشكو سوى أهوالها

فاجهر بصوتك والبغاة كما ترى

فلعله يقضي علـى آمالها

وأعطف على تلك العروبة مثلما

عطفت عليك وأنت من أشبالها [15]

وكان يحمل حملة شعواء على السم14) والجواسيس، الذي يعملون على بيع الأوطان وهدم الديار، ويدعو إلى محاربتهم. ، فهم في نظره أوغاد ومحتقرون 14)

وقد نظم العديد من القصائد في فلسطين وجهاد شعبها ضد الإنجليز وضد الصهاينة، وأشاد بثورتها الكبرى سنة 1936، وكان يدعو للجهاد ويحض أبناء فلسطين للانتصار لها، وقد نشر بعضه في الصحف الفلسطينية، وضاع أكثره.

وكان أبو الإقبال اليعقوبي يعتز بشعره، ويفخر به، ويفضله على شعر غيره، حتى على شعر المعري وأبي تمام وامرئ القيس.

يقول في قصيدة له بعنوان " أنا والدهر وصر وف الحادثات ":

وهل في زماني شاعر وابن شاعر

سواي ما انقاد للشعر مسمع

تطيع لآليه يراعي وأنها

لمثل يراعي من بناني أطوع

فأين المعري وامرؤ القيس من فتى

له الشعر كالعضب المهند طيع

وأين أبو تمام مني وشعره

كليل، وشعري دونه الصبح يسطع؟

إذا قلته يشدو يراعي بآيه

فيطرب دهري حينما الدهر يسمع [16]
وقوله:
وكفاني أن شعري مرتجل

وله في كل مصر ذكريات

ونظيمي الفذ غالي الثمن

وبحسبي أنني رب النظيم

لم يضارعني به في زمني

شاعر، والشعر شعري من قديم [17]

لقد كان اليعقوبي من مخضرمي القرنين التاسع عشر والعشرين، وكان شعره امتدادا للشعر العربي ـ بشكل عام ـ والشعر الفلسطيني ـ بشكل خاص ـ في مرحلة الانحطاط والجمود والتخلف، تلك المرحلة التي ران عليها الجمود بشكل عام، والاهتمام بالزخارف اللفظية، والمحسنات البديعية، والقوالب الجاهزة، والخيال الحسي المحدود، والمضامين المكررة، وهبوط المستوى العام، وضعف العاطفة، والتلاعب بالألفاظ

ولعل اليعقوبي في ديوانه الثاني " النظرات السبع "، وفي قصائده الوطنية في فلسطين وجهاد شعبها ضد الإنجليز والصهاينة كان أكثر نموا وقوة وإشراقا مقارنة بديوانه الأول " حسنات اليراع "، ولعل تطور الأحداث في فلسطين بشكل سريع بعد انتهاء الحكم التركي، ومتابعة الشعراء لتلك التطورات، وكان اليعقوبي واحدا من أولئك الشعراء الذين تابعوا تلك التطورات وانخرطوا في أحداثها المختلفة، وخاصة السياسية والنضالية والاجتماعية، كل ذلك كان له دوره البارز في تطور الشعر ومضامينه وأساليبه. فقد كان يرى أن عليه واجبا دينيا واجتماعيا وأخلاقيا وسياسيا يجب أن يؤديه بشعره، لخدمة وطنه وعروبته وقوميته

بالإضافة إلي ذلك فقد كان اليعقوبي فقيها، ملما بالعلوم الشرعية، وليس أدل على ذلك من الوظائف الدينية التي تقلدها في سوريا وفلسطين في مجالات التدريس والوعظ والإرشاد والإمامة والخطابة والإفتاء، وكان له تلاميذه، وحضوره الحاشد في المسجد، ومؤلفاته الدينية التالية:

1ـ حكمة الإسلام

2ـ حسان بن ثابت

3ـ المنهج الرفيع في المعاني والبيان والبديع

4ـ الاتحاد الإسلامي
.
وقد طوف في آفاق العالم العربي، وكان يكثر من زياراته لمصر، حيث كان له فيها صداقات وثيقة بأعلام الأدب والشعر، وكان يزور المملكة العربية السعودية التي لقي فيها ربه وهو يؤدي فريضة الحج عام 1946، ودفن فيها.


[1انظر للمزيد عن حياة الشاعر:
 أحمد عمر شاهين ـ موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين.
غزة. ط2 2000. ج 1. ص353
 خير الدين الزر كلي ـ الأعلام. ج 3. بيروت.1969. ص 117
 سعدي أبو شاور ـ تطور الاتجاه الوطني في الشعر الفلسطيني
المعاصر. بيروت 2003. ص442
 د. كامل السوافيري ـ الأدب العربي المعاصر في فلسطين.
القاهرة 1979 ص47

[2الأدب العربي المعاصر في فلسطين ص 47 ـ 48

[3السابق ص 48

[4د. السوافيري ـ الاتجاهات الفنية في الشعر الفلسطيني المعاصر. القاهرة 1973. ص 34

[5انظر الأبيات في المرجع السابق. ص 35

[6النظرات السبع. ص 2

[7المصدر السابق. ص 3 ـ 16

[8السابق ص 10

[9السابق ـ ص 9

[10السابق 10

[11السابق. ص 9

[12السابق. ص 4

[13السابق. ص 9 ـ 10

[14د حسني محمود. شعر المقاومة الفلسطينية. دوره وواقعه في عهد الانتداب. عمان ج 1. ص 62

[15انظر القصيدة والرد عليه لدى وديع البستاني، ديوان الفلسطينيات. بيروت 1946. ص 189 ـ 190

[16الأدب العربي المعاصر في فلسطين. ص48

[17النظرات السبع. ص 16


مشاركة منتدى

  • تحيه وبعد
    اشكر كاتب هذا المقال جزيل الشكر,
    الشيخ ابو الاقبال يكون جد والدتي
    يرحمه الله وجميع اموات المسلمين

    • السلام عليكم
      ارجو نشر المزيد من المعلومات عن الشيخ ابو الاقبال
      و شكرا لكم

    • د.علي يوسف اليعقوبي
      غزة- فلسطين، 5/11/2010م
      هناك الكثير ممن كتب عن الشيخ سليم اليعقوبي سواء من خلال تأريخ الأدب الفلسطيني في مرحلة من مراحله، أمثال: د. كامل السوافيري، و د.إحسان عباس وغيرهما. أو من خلال السيرة الذاتية مثل رسالة الماجستير التي كتبت عنه بعنوان: الشيخ سليم اليعقوبي..حياته وشعره تقريبا سنة 1977م، أو 1978م، وقد زرت ابنه الأستاذ رشاد بمنزله الكائن بالجيزة بمصر، في الفترة ذاتها، ولغرض كتابة بحث عنه أيضا.

    • انا فخوره جدا عنما قرات عن جد والداتي يسر حسن اليعقوبي وتفاجات ان هناك من يحي ذكراة كان شاعر عظيم وما زال.
      دينا ابراهيم الصعيدي ابنة يسر حسن اليعقوبي .

    • د.علي يوسف اليعقوبي
      الجامعة الإسلامية/غزة.
      وعميد كلية دار الدعوة والعلوم الإسلامية
      الشيخ سليم اليعقوبي واحد من أعلام الفكر والأدب المرموقين في فلسطين، كان مفتيا ليافا، وكان تركي الهوى، والنزعة، ويبدو أنك ابنة حفيدة الشيخ سليم، (يسر) والتي تكون المرحومة يسرى اليعقوبي (أم عدنان عودة) عمتها، وأخوالك: سالم، وسليم، وحسان، والسيد رشاد عمها، فقد كان لنا زيارات لجدك حسن في عمان في الدوار الثالث، بالقرب من السفارة المصرية، وعلى العموم فالشيخ سليم شخصية بحاجة للمزيد من الدراسات العلمية، والأكاديمية لجلاء الكثير من مواقفه، وقيمه الفكرية، والفنية.

    • تعديل من د.علي يوسف اليعقوبي
      معذرة ورد خطأ في الرد السابق/ عميد كلية دار الدعوة والعلوم الإسلامية،
      والصواب: عميد كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية. هذا للعلم فقط.

    • يسعدنى ان اقرا المزيد عن جد والدتي المعتومات التي ذكرتها كلها صحيحة اما عن اخوالي سليم وحسان اللة يرحمهم وخالاتي تيسير احسان ميسر اللة يرحهم ووالدتي عندها شلل دماغي اللة يشقيها اما بالنسبة الي اخوالي معظمهم مفكرين وعباقرةوانا شاكرة لك علي المعلومات التي سردتها

  • تحيه الى الجميع
    الشيخ ابو الالقبال رحمه الله تعالى كان من المفكرين العالمين الدين والاحسان كان يسعى لتزويد العلم والمعرفه الاخوانه المسلمين العرب ليس بفلسطين فقط ولكن بجميع البلادان التي كان يسافر او ينفى لها.
    ونشكر الاخت دينا عله اهتمامها بالموضوع ويا حبذا عائلة اليعقوبي المسلمين يفيدونا بتاريخ ابوالاقبال.
    سلاماتنا الى ام الاخت دينا الصعيدي والتي هي بمثابة الوالده لي

  • ارجو منكم من لديه كتاباته عن قصيدة ان ضاق صدرك ارجو منكم ان ترسلوها الي واذ كان قد القاها او كانت مصورة من قبل احد اذا وجد الرجاء بعتها ع aseel. Mostafa 556@gamil.com

  • ان ضاق صدرك او قلت بك الحيل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى