هذا غرامُكِ لا يُثيرُ مشاعري
ولذا سأمحو ذكرَهُ مِنْ خاطري
أحببْتِني، لا للمحبةِ إنّما
كي تصْبحي موضوعَ فنِّ الشاعر ِ
أحببْتِ فيَّ مُصوِّرا ً عدساتُهُ
تُغْرى بتصوير الجمال النادر ِ
ومضيتِ تصطنعينَ حُبّا ً زائفا ً
كي تلعبي في الحبِّ لعبة َ شاطر ِ
لا شُغْلَ عندَكِ غيرَ أنْ تتقرّبي
مِنْ ضوء(كامرتي)وبرْق دفاتري
وحفظْتِ كلَّ قصائدي حتى ترَي
أيَّ المَحاسن تستثيرُ مَحابري
إنْ قلْتُ في إحدى القصائدِ: إنّني
أهوى الضفائرَ فوقَ صَدْر ٍثائر ِ
أرْسلْتِ فوقَ الصَدر ليلا ً طائشا ً
أغرقـْتِهِ بالطيبِ حسْنَ ضفائر ِ
أو قلْتُ: تُعجبُني العيونُ كحيلة ً
والسِحْرُ فيها عندَ طَرْفٍ فاتر ِ
أقْبَلْتِ والعينان مَلعبُ فتنةٍ!!
الكحْلُ فيها مَحْضُ سِحْر ٍآسِر ِ
قَلّدْتِ كلَّ مَحاسن ٍ صَوّرْتُها
وظننْتِ أنَّ الحُبَّ بعْضُ مَظاهر ِ
يا حلوتي: ليسَ المَحبَّة ُ هكذا
فلْتسْمعي مِنّي الحُوارَ وحاوري
أنا شاعرٌ أهوى الجمالَ لذاتهِ
شَرْطي بأنْ يأتي بشكل ٍباهر ِ
مُتجدّدا ً مثلَ الزهور وعاصفا ً
حتّى يُمزِّقَ ما وراءَ ستائري
ويُحيلُ ليلي مِنبرا ً لقصائدٍ
الشوقُ فيها مثلُ وَحش ٍ كاسر ِ
الحُسْنُ إبداعٌ وأنتِ مُصِرّة ٌ
أنْ تحْصريهِ بما حَوتْهُ مَصادري
مَنْ قالَ: تُعجبُني الضفائرُ دائما ً
وأهيمُ في مُقَل ٍ كَحلْنَ فواتر ِ
قدْ أعشقُ الشقراءَ أشْرَعتِ المدى
في مقلتيها لونَ بحْر ٍزاخر ِ
أو قدْ اُجَنُّ بلَيل ِشَعََْر ٍعابثٍ
سمراءُ تُرْسِلُهُ لخَصْر ٍ ضامر ِ
ولَربَّما أحببْتُ وَجْها ً، مازجا ً
بينَ البراءة ِوالصفاء الحائر ِ
ولَربَّما ضَربَتْ فؤادي مَوجة ٌ
للسِحْر مِنْ وَجْهٍ لذيذٍ ماكر ِ
أو قدْ أسيرُ إلى الحبيبةِ خاشعا ً
حينا ً وحينا ً كالمليكِ القادر ِ
واُحبُّ لو لامستُها بأصابعي
طارَتْ معي فوقَ البساطِ الطائر ِ
يمضي إلى كلِّ التضاريس التي
في جسمِها مِنْ عاطِر ٍ ولعاطِر ِ
حينا ً يروحُ إلى جبال اُنوثة ٍ
ويروحُ حينا ً نحْوَ غَوْر ٍ غائر ِ
أنا واقعيّ ٌ في الغرام وقدْ أرى
أنّي لَمَمْتُ غنائما ً بخسائري
أوْ قدْ أموتُ مِنَ المَحبّةِ واثِقا ً
أنّي شهيدٌ للجمال الساحر ِ
أوْ قدْ اُجَنُّ وفي الجنون فنونُهُ
لو كنْتِ جَرّبْتِ الجنونَ الشاعري
إنّي لَتسحَرُني الفصولُ جميعُها
لكنْ أهيمُ بيوم صَحْو ٍ ماطر ٍ
ومَعَ الحبيبِ أعيشُ كلَّ تَجدُّدي
واُريهِ فَنَّ مَحبّتي ونوادري
أمضي إليهِ وقاربي مُتحطِّمٌ
وأنا عليهِ عابثٌ بمصائري
أرمي فؤادي فوقَ طاولةِ الهوى
كلَّ الفؤادِ كمثل ِ أيِّ مقامر ِ
وأخوضُ معركة َالغرام ِمُغامرا ً
ما عاشقٌ مَنْ كانَ غيرَ مُغامر ِ
فإذا أردْتِ نصيحتي فتخيَّري
ما بينَ (كامرتي) وبينَ مشاعري
لكنْ إذا أحببْتِني فلْتغرقي
في بحر حبّي ثمّ بحْر ِ مَحابري