الأحد ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم ‎⁨شوقي الشغدري

القابضون علی النار

أوحی ليَ البدرُ _ليلًا_ سرَّ أقمارِ:
سعيًا إلی النورِ، فَلْتَصبِرْ علی النارِ

فلِلأماني علی مَنْ رامَها خطَرٌ
ما كانَ مِن وطَرٍ إلّا بأخطارِ

تفنی الرجالُ؛ لتحيا روحُ فِكرتِها
إنَّ العطورَ شذاها روحُ أزهارِ

فقُلتُ: يا بدرُ، مهلًا، هلْ سمِعتَ بنا؟
وعنْ سَمانا، وعَنْ أهلٍ، وعنْ دارِ؟

عنِ الذينَ متی ألقَوا تحيّتَهم،
عاشَ السلامُ بكَنْفِ الأهلِ والجارِِ؟

الصامدينَ، برغم القرحِ، ما وهَنوا
أولي تحدٍّ، أولي عزمٍ وإصرارِ

ما لِلجراحاتِ تهوانا وتعشقنا،
والأرض من دمِنا سحَّتْ بأنهارِ؟

شطَّتْ بنا راجماتُ الموتِ وانكفأتْ
عنّا شكائمُ أشرافٍ وأحرارِ

فما استكنّا إذا ما جارَ واتِرُنا
أو لانَ جانبُنا _يومًا_ لغدّارِ

تعلَّمَ الصبرُ منّا قَهرَ نازِلةٍ
واستلهمَ الفَتْكَ منّا ضَيغمٌ ضاري

وكلَّما عصَفَتْ ريحُ الخطوبِ بنا،
كالراسيات أَتَينا صَوبَ إعصارِ

وكلَّما امْتَحَنَ التقتيلُ جُرأتَنا،
زِدْنا اندفاعًا، وعادَ القتلُ بالعارِ

فلَّ الحديدُ، وما فلّتْ عزائمَنا
أرتالُ مَن زحَفوا، أو قصفُ طيّارِ

ما كَلَّ عزمٌ تولّی رِفدَهُ فئةٌ
يسَّابقونَ إلی العليا كأطيارِ

إنْ نَلْقَ حتفًا _بمرأًى_ أو قضَی بطلٌ،
فالأرضُ حُبلی بأبطالٍ وثوَّارِ

ستَرْشفُ الأرضُ منّا كلَّ نازفةٍ
ويُنبتُ الشِّلوُ منّا كلَّ مغوارِ

وما رمی الطفلُ، لكنّ الذي قذفَ...
الرعبَ العزيزُ، تولَّی نصرَ أنصارِ

خُلِقتَ حُرًّا، فثُرْ، أو مُتْ وأنتَ علی
عَهدِ الأُباةِ، وقاوَمْ كلَّ جبّارِ

لا تَخشَ بَغيَ الدُّجی ما دُمتَ مُتشحًا
سيفًا مِنَ النورِ، يُفري كلَّ ختَّارِ

فَسَلْ عصا النّصرِ، واسْأَلْ رَملَ غزَّتِنا
والمعتدينَ، وسائلْ كلَّ أَقطارِ

إنْ كُنتَ يا بدرُ، ذا سِرٍّ وذا جلَدٍ،
فلِي الصمودُ، وهذي بعضُ أسراري


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى