الكبرياء

الكبرياءُ،: قوافلاً وقوافيا
والكبرياءُ مغانياً ومعانيا
والكبرياءُ،: حدائقاً مرفوعةً
والكبرياءُ،: شمائلاً وتماهِيا
والكبرياءُ، إذا أردتَ تسامِياً
وإذا أردتَ، الكبرياءُ، تعالِيا
والكبرياءُ كما عرفتُكَ شامخاً
والكبرياءُ، كما تشاءُ، مراقِيا
والكبرياءُ، وقد تخضَّبَ وعدُها
بين المجرّةِ والمجرّةِ، زاهِيا
والكبرياءُ، وما وجدتُ كمثلِها
في رحلةِ الإنسانِ فجراً ثانيا
والكبرياءُ، الكبرياءُ ومنْ لها
إلّا الشّهيد وقد حباها الغالِيا
فهي الولادةُ في الحضورِ وأهلِهِ
وهي الولادةُ في الغيابِ كما هيا
فاشمخْ، بهذي الكبرياءِ ووهحِها
واسطعْ، بمجدٍ للشّهادةِ، عالِيا
وأضفْ، إلى كَرْمِ النّجومِ لآلئاً
وأضئْ على الأيّامِ مجداً ماضِيا
يا نائياً، في كبريائِكَ، إنّما
لتكونَ للأجيالِ نوراً دانِيا
أنا، ما أتيتُكَ راثياً، لكنّما
قَدَرٌ علينا أن تكونَ، الرّاثيا

يا أنبلَ الأحياءِ جئتُكَ، نازفاً
والدمعُ يجري في العيونِ سَواقيا
ما لي تفسِّرُني اللّواعجُ كلُّها
وأكاد أجهلُ كيف أشرحُ حاليا
فأمرُّ نحو الشِّعرِ تخبو نارُهُ
ويفرُّ من حولي الخيالُ مُجافيا
وأنا الّذي اختبرَ الحياةَ قصيدةً
وأنا الّذي اقتبسَ النجومَ أغانيا
واجتاحَ مملكةَ الحروفِ وسرَّها
واستلَّ، من ماءِ الكلامِ، لآليا
واليوم أنهضُ والقريصُ معاندي
وبه الجلالُ الصعبُ يُولد قاسيا
وتمرّ في ليلي النجومُ كليلةً
وتمرّ في صبحي الشموسُ دواجيا
والقلب يربضُ في الدموعِ محطّماً
ويكاد ينهض في القصيدةِ عاريا
حتّى إذا اتّضحَ البيانُ وأوشكتْ
جُملي إلى علياكَ تدرك ما بيا
فزَّ القرنفلُ في القصيدةِ نازفاً
ليسيرَ في اللّيل المخضَّبِ داميا
وأسير ما بين القرنفلِ والنّدى
حرفاً تضرّعَ باسْمِ وجهِكَ قانيا
يمشي إليكَ كأنّما يمشي على
جُوديِّ قلبي نحو عرشِكَ حافيا
أنا، ما أتيتُكَ راثياً، لكنّما
قَدَرٌ علينا، أن تكونَ، الرّاثيا

قسماً ب (دالِكَ) يا شهيدُ وشمسِها
وبما يضمّخُ كبرياءَكِ حانيا
قسماً ب (ياءِ) السر يجري حولها
وطنٌ ويدفقُ بالمحبّةِ صافيا
قسماً بمجدِ (الهاءِ) يلمعُ فَرقَها
ملءَ البلاد زنابقاً ودواليا
قسماً بزهوِ (الشّين) حيث تحيطُهُ
بالرّاسياتِ من الجبالِ عواليا
وبما يردّدُ عاشِقوكَ من الهوى
وبما يشعشعُ في القلوبِ صواريا
ستظلّ في دربِ الإباءِ منارةً
تزهو على مرِّ الزمانِ تواليا
وتردّ في فجرِ الكرامةِ غاصباً
وتشلّ في فجر العروبةِ غازيا