الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم جهاد إبراهيم درويش

الله أكبرُ، أطلقوا التكبيرا

الله أكبرُ، أطلقوا التكبيرا
يعلو السّما، مِلء السّما تكبيرا
طوفانُنا.. شقَّ الْعنان مُكبّرا
بجهادنا.. يعلو الزمانَ أزيرا
بالعزّ يُشعلُ في السواعدِ هِمّةً
تَطأُ البُّغاةَ تَغيّظاً وزَفيرا
يُعلِي بِوثبتنا كرامةَ أُمّةٍ
يَهبَ الْأسود تحفًّزاً وزَئيرا
بِسُويْعةٍ قَضّوا مضاجعَ غاصب ٍ
شَقُّوا لنا فجراً، أتوهُ نَفيرا
رسموا لنا نَهجاً رووهُ دِماءهم
رغمَ التّخاذلِ، بالغوا التشميرا
ساءوا الوجوهَ ؛ الله يشهدُ أنّهم :
عَرّوا الْخُرافةَ حسرةً وثُبورا
عامٌ ونصفٌ.. والمجازرُ حَيّةٌ
والبغيُ أسرفَ حيلةً تَدميرا
فاقَ الُخيالَ جنونُه مُتبخترا
ساديّةٌ: صُوراً تدورُ أثيرا
لإبادة نطقتْ، تَجلّتْ كالضّحى
حرقاً، وقتلاً، غِيلةً، تأثيرا
تجتثُّ أنفاس الحياةِ وريحها
ظُلماً وجوراً خسّةً تهجيرا
عامٌ ونصفٌ بالصواعقِ لم نزل
ليلاً نَهاراً نَصطلي تدويرا
من كلّ ناحيةٍ أُتونَ جَهنّمٍ
لم تَرعَ شيخاً بيننا وصغيرا
أنفاسنا تحتَ الرُّكامِ تَبعثرتْ
وتطايرت أشلاؤُنا تطييرا
وبدا التذبذبُ في المواقفِ عاريا
وغدا التقهفرُ فِطنةً إكسيرا
يا بِئسَ قومٍ صَيّروهُ ثَقافةً
وَهَووا انْبطاحاً، هَرطقُوا تَبريرا
تَخذوا سبيلَ السامريّ غوايةً
وتفرّقوا.. كلٌّ يلوذ حسيرا
وطنٌ يُبادُ، هلِ الحقوقُ عَطيّةٌ
أهيَ العدالةُ تُشترَى تَنْظيرا؟
ومتى سَنحيا بالأمانِ مظلّةً
ومنِ الذي حقّاً يكونُ مُجيرا
ومتى الشعوبُ تَحرّرتْ أنفاسها
وإلامَ - قومي – نطلبُ التّحريرا
ومنِ الذي خَبرَ الطبائعَ والْقُوى
أهِيَ الفراعنُ تَرتضي التعبيرا؟
فاستنطقِ التاريخَ عنْ أُممٍ خَلتْ
منْ ذَا الذي أودى الوئامَ سَعيرا
أبِغيرِ بأسٍ هل سَتُرفعُ رايةٌ
ومتى الإرادةُ مُلّكتْ تَسعيرا
ومتى الجبانُ علا النجومَ مكانةً
ومتى ارتضَى لَيْثٌ يصيرُ خَفيرا
أهيَ الْمنيّةُ بِالرديّةِ تُتّقى
أو تقبل التأخيرَ والتبكيرا
أنلوذ منها بالفرارِ تَحسّبا
أوَ ما كفانا ذُلّنا تخسيرا
(فتبيّنوا).. اللهِ باركَ فتيةً
أحيُوا الرّباطَ وما ارتَضوا تَقصيرا
ذَادُوا عنِ الأقصى بمهجةِ أنْفسٍ
لم يسأموا الإعدادَ والتحضيرا
أسماهمُ المختارُ خير عِصابةٍ
ليسوا دُويلةَ مُفلسٍ تخديرا
عَشقوا المنيّةَ، رُوحهم بِأكفّهم
نَفروا خِفافاً، تبّروا تَتبيرا
..
يا قَارئَ القرأن، رتّلَ آيهُ
أوَ ما تَرى بينَ الضفافِ غَديرا
قالَ (اثْبتوا) أرسى الثباتَ وصيّةً
(لا تَحسبنّ).. شهادةً تَغريرا
لا تحسبنّ القتلَ موتاً فانيا
قسماً سنُبعثُ نستحيلُ نُشورا
إنْ مَسّنا قَرحٌ : أليسُوا مثلنا
وكفى بربّك هادياً ونَصيرا
بالصبرِ كَرّمنا، وشَدَّ رِباطنا
بالنصرِ أكرم، زادنا تبصيرا
وحبا لنا الطوفانَ نَصراً سَاطعا
كالشمسِ.. يأبى وجهها تغييرا
(إنْ تنصُروا) فَسَتُنصَرونَ بِعزّةٍ
عِزّاً تضمّخَ أُنْفةً وكبيرا
بالوعد بشّرنا وبارك أرضنا
وأعاد (بدراً) صَولةً، تدبيرا
رغم الإبادةِ قد تجلتْ رُوحها
نبتت صمودَاً بيننا، وزُهورا
لاحتْ بِغزّةَ.. عِزّةٍ وعزيمةٍ
تهبُ الأباةَ مدى الزمانِ جُسورا
القدسُ مربطُ خَيلكم ورباطكم
ولها (أعدّوا) قُوّةً وذخيرا
لنْ يستقرَّ البغي فيها هانئا
خِفُّوا سراعاً، بادروا تَبكيرا

معنى الإِكْسِير شراب في زعمهم يُطيل الحياة
حَسير : كليل مُجهَد وضعيف من طول نظر أو نحوِه
حَسير :شديد النّدامة على أمر فاته


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى