الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨

الملتقيات المغاربية للرواية

• الملتقى المغاربي للرواية في دورته الاولى بالدار البيضاء:الرواية التونسية: رهانات التخييل والكتابة.بالتنسيق مع مركز الرواية العربية بتونس واتحاد الكتاب التونسيين واتحاد كتاب المغرب بالجديدة.أيام 22و23و24 فبراير 2007.

• الملتقى المغاربي للرواية في دورته الثانية بالدار البيضاء:الرواية الجزائرية: التاريخ، الذات، الحلم.بحضور وفد من النقاد والجامعيين الجزائريين.15- 16 17 نونبر 2007

• الملتقى المغاربي للرواية في دورته الثالثة بتونس: ملتقى الرواية المغربية.قابس – تونس 27،28،29،دجنبر2007 من تنظيم مركز الرواية العربية ومختبر السرديات.بحضور وفد مغربي.

• الملتقى المغاربي للرواية في دورته الرابعة بالجزائر: الرواية المغربية من التأصيل إلى التجريب،من تنظيم رابطة أهل القلم ومديرية الثقافة بسطيف وبالتنسيق مع مختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء،وذلك من 16 إلى 18 يونيو 2008.

الملتقى المغاربي للرواية في دورته الاولى –الدار البيضاء

الرواية التونسية: الكتابة والتخييل

ورشة مغاربية

افتتحت ندوة (الرواية التونسية: الكتابة والتخييل)والتي نظمها مختبر السرديات بالتنسيق مع مركز الرواية العربية بتونس واتحاد كتاب المغرب بالجديدة. افتتحت أشغالها بعد ظهر يوم الخميس 22 فبراير0720في ورشة نقاشية مع طلبة الدراسات العليا(ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب) في موضوع (تأسيس الوعي المغاربي تخييليا). وقد حضر هذه الورشة وأطرها عبد الطيف محفوظ (ناقد وباحث جامعي) بحضور الطلبة الباحثين حيث تدخل كل من الأسعد بن حسين(باحث من جامعة تونس) مقدما ورقة نقدية حول مسار تطور الرواية التونسية. متوقفا عند أهم ملامح التجربة الروائية وسمات تطورها. كما تدخلت حفيظة قارة بيبان(روائية وقاصة تونسية)بقراءة فصل من رواية (العراء) والتي مازالت قيد الكتابة.أما المتدخل الثالث كمال الرياحي(روائي تونسي) فاستعرض رؤيته كروائي للرواية، مفردا جزءا من تدخله للرواية التونسية في المرحلة الراهنة.

وفي يوم الجمعة 23 فبراير تم الافتتاح برئاسة عبد الفتاح الحجمري بعدد من الكلمات التي ألقاها عبد المجيد القدوري(عميد كلية الآداب بنمسيك بالبيضاء) وكلمة اتحاد الكتاب التونسيين التي ألقاها كمال الرياحي نيابة عن رئيس الاتحاد صلاح الدين بوجاه – والذي حضر في الجلسة الثانية بالجديدة- ثم كلمة مركز الرواية العربية بقابس وألقاها الأسعد بن حسين وكلمة اتحاد كتاب المغرب وألقاها رئيس الاتحاد عبد الحميد عقار، وقد كانت كلمته بمثابة أرضية للنقاش عرض فيها لمسارات الرواية التونسية وآفاقها والعديد من خصائصها مستعرضا التجارب الروائية منذ المسعدي والبشير خريف إلى النصوص التجريبية الجديدة. وتناول الكلمة في الأخير رئيس المختبر شعيب حليفي... وقد أجمع المتدخلون على تدعيم المبادرات الثقافية وتمتين الروابط التي تطور البحث العلمي والأفق الثقافي المغاربي.

الجلسة العلمية الأولى وترأسها موليم العروسي(جامعي وباحث جمالي- الدار البيضاء)حيث تدخل العربي الذهبي (ناقد وباحث جامعي- بني ملال)بمداخلة بعنوان(البناء الرمزي والأنماط الخيالية في رواية المستلبس لنور الدين العلوي) مذكرا أن رواية المستلبس تنبني عبر تشكل حلزوني لمعاقدها السردية. فالصور الروائية لا تنغلق إلا لتتراكب مع بعضها ولتفتح بداية لما يليها من تفصيلات حدثية موجهة لتمييز وجه من الوجوه المتضاعفة قصد تحقيق نمط سردي جزئي يندرج في إحدى دوائر شخصية احمد العروس باعتباره النمط الرمزي الجامع المحرك للرؤية الروائية والبطل الوحيد الذي يستقطب كل الأحداث لكن بدون فعل بطولي. ويضيف الباحث أننا أمام شخصية مركبة متعددة القيم والأوصاف يضيئها الخطاب الروائي عبر آلية التسجيل والتقرير الخارجي للسارد وتتنامى بالاستغراق الحواري الذاتي المسهب في التفصيل. وبذالك تتقاطب الدلالات لترسم أنماطا اجتماعية ووضعيات نفسية ومجازات ثقافية كبرى.

وفي محور آخر حلل العربي الذهبي العالم الروائي في رواية المستلبس والذي ينماز بنزوع وقائعي حد الإفراط الذي ينقلب إلى تأملات شعرية جوانية حيث تهيمن الفضاءات الذهنية. عمل روائي يرسم ثراء وتنوع وتناقض الإنسان العادي الطموح إلى حياة أفضل والمكابر من اجلها. المهزوم في كل شيء والحالم بلا حد. هو ذا بناء وتنميط رمزي للإنسان في المجتمع العربي، برؤية تتراوح بين الكابوسية المرعبة حد الكارثة التي صارت قانونا للحياة، وجذوة الأمل والحلم شبه الميئوس منها، لكنها لا تزال حية في الأعماق على كل حال.

المتدخل الثاني الناقد نورالدين صدوق(كاتب وناقد- الدار البيضاء)قدم مداخلة بعنوان (بلاغة الحكاية في النص الروائي التونسي:نموذج: "الحبيب السالمي" و"محمد علي اليوسفي" ويتعلق موضوع المداخلة التي ألقاها الباحث ببلاغة الحكاية في النص الروائي، التونسي، وذلك من خلال تجربتي: الحبيب السالمي في "أوراق عبد الله" ومحمد علي اليوسفي في "دانتيلا".. مؤسسا لمعرفة قاعدة تشكل الحكاية، أي البناء المعتمد بغاية إنتاج معنى ودلالة للنص..

في هذا المستوى، تم تقصي البعد النظري، في محاولة للتعريف بالحكاية وكيفية تحقق النظر النقدي إليها، وبالتالي الانتقال إلى التطبيق على التجربتين السالفتي الذكر..

على أن الأساس في تدخل نور الدين صدوق، التركيز على أن النص الروائي التونسي في التجربتين، يتأسس على كتابة الحكاية، وليس حكاية الكتابة، ولئن كان ملمح التجريب يطبع نص "اليوسفي"..

إن هذا المقترب النقدي، لا يطول التجربة الروائية التونسية في كليتها، وإنما في ملامسة روايتين على سبيل التمثيل، وبعيدا عن التشميل والتعميم.

مداخلة عبد الفتاح الحجمري(ناقد وباحث جامعي - الدار البيضاء) جاءت بعنوان(مرافئ الجليد أو حين تحتضن الرواية الفراغ) مقدما لمداخلته بمدخل حول الرواية المغاربية والتونسية على الخصوص والتلقي النقدي، مبينا مكانة الرواية في الإنتاج الثقافي العام، وحاجة المجتمعات المغاربية لهذا الجنس الإبداعي. انتقل الباحث بعد ذلك لتحليل رواية مرافئ الجليد لمحمد الجابلي مبينا كثرة التصنيفات التي ألصقت بها ليخلص إلى أنها رواية فكرية اهتمت بالعالم الملتبس وانتفاء صفة البطولة.كما توقف الباحث عند الأبعاد الفكرية للرواية إن على صعيد علاقة المعنى بالشكل الفني، أو صلته بمختلف المواقف التي تعبر عنها الشخصيات في بحثها عن هوية أضحت مفتقدة بافتقاد الوطن ذاته.

بوشعيب الساوري(ناقد وباحث- الدار البيضاء)استهل مداخلته (تقطيع السرد في رواية وجهان لجثة واحدة)للأزهر الصحراوي بأن التقطيع السردي هو من المداخل القرائية الإجرائية والفعالة التي تضعها أمامنا رواية وجهان لجثة واحدة. والتقطيع السردي واحد من السمات التجريبية في الأساس، تحاول التمرد على السرد الخطي التقليدي. لكن هذا التوجه الفني الخاص لا يتميز بفراغات، وإنما يفضي في النهاية إلى تكامل الأجزاء والمقاطع، التي يلزمنا إعادة ترتيبها لبناء الحكاية.
وبينت المداخلة أثر الانكسار التيمي على شكل الرواية وبالتحديد طريقة السرد، فجاء السرد بدوره موسوما بالانكسار، من خلال تقنية التقطيع السردي. فتؤكد أن التقطيع السردي عند الأزهر الصحراوي، يعبر عن تصور فني ورؤية جمالية في استعادة واسترجاع التجربة الحياتية والنضالية بخيباتها وانكساراتها. فكان لابد من تناغم التيمة والبناء، فلا يعقل أن نسترجع تجربة الانكسار بسرد خطي هادئ ومسترسل. ليتحقق الانكسار في رواية وجهان لجثة واحدة على المستويين التيمي والسردي، إذ تطلب انكسار المضامين انكسار الشكل.

وقدم إدريس قصوري (كاتب وباحث جامعي- الدار البيضاء) مداخلته بعنوان(تفاعلات الوليمة في رواية: "الجسد وليمة" لفرج الحوار) معتبرا أن هذه المقاربة التي تجمع في عتبتها بين التفاعلات وبين الوليمة وليس الجسد ترمي إلى رد الاعتبار للجسد من خلال الوقوف على الوليمة التي قد تبدو في عنوان الرواية عنصرا سلبيا من زاوية السارد ووعيه الثقافي وربما السياسي الذي يجعله يتخذ موقفا ضمنيا من تحول الجسد إلى وليمة وبالنظر إليه في حدود الوعي الاجتماعي الذي يظل عاريا من الأساسيات الثقافية والسياسية والوعي الوطني باعتبارها، نماذج متقدمة من الوعي التي لا ترقى إليه المرأة، الزوجة المغرقة في الوعي الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد والقيم والأعراف والذي لا تطال ركائز المواطنة والمدنية والتغيير الاجتماعي.

وبالوقوف عند التفاعل باعتباره نمطا من الأنماط الإيجابية في التربية الاجتماعية بما هو نوع من السلوك الاجتماعي الإيجابي الذي يبحث عن انسجام العلاقات الثنائية بين الأفراد ولاسيما الزوجية المقدسة، نبرز الدور الإيجابي العالي الذي تعبر عنه الزوجة في استشارتها لسلوك الزوج وتقويم علاقته بزوجته.

وبذلك تكون التفاعلات التي نسندها للوليمة- يقول إدريس قصوري- في الحقيقة تمثلات ذهنية لوعي الزوجة في علاقتها بزوجها، والذي وإن يبدو من منظور السارد وعيا سلبيا من حيث اعتماده على المرتكزين الاجتماعي والعاطفي دون الوصول إلى مرتكزي العقل والثقافة أو المواطنة، فإنه في نظرنا يعبر عن وعي اجتماعي أكثر عقلانية ومواطنة ما دام أنه يحكمه سلوك التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع الزوج في إثارة انتباهه لكل القضايا التي تهم الأسرة وتعمل على استمرارها حتى وإن بلغت ردود الفعل حد المواجهة مع الزوج أحيانا والتي لا تخلو من تعبير عن التأثر بالزوج أيضا، وبذلك تتحول الوليمة من شيء مبتذل وساقط إلى معنى نبيل وحاجة مشروعة ولو تمظهرت في أدنى مستويات الوعي الحسي ولاجتماعي.

داء العطب والرؤية الفجائعية

في الجلسة الثانية التي ترأسها مصطفى النحال (باحث ومترجم- المحمدية) تدخل الحبيب الدائم ربي(أستاذ باحث وروائي- سيدي بنور) في موضوع (أسطرة التاريخ وتأصيل اللغة في تجربة إبراهيم درغوتي الروائية)حيث سعى إلى توصيف تجربة درغوتي الروائية، من خلال نصين هما"أسرار صاحب الستر" و"ماوراء السراب قليلا"، بالوقوف على السند التاريخي الذي يرفد المتون الحكائية لدى الكاتب وما يطاول هذا التاريخ من تغريب وأسطرة في تساوق مع بناء يتوسل بالمحكي التراثي ويعيد إنتاج لغة المصنفات العربية القديمة.. للخلوص إلى كون استيحاء التراث متنا ولغة ومبنى هي إحدى الرهانات التي يخوضها درغوتي في تشييد جل عوالمه الروائية التي تستعير أقنعة الماضي لفضح مفارقات الحاضر.

مهد محمد معتصم(ناقد أدبي – سلا) لمداخلته حول سؤال المصير في هلوسات ترشيش لحسونة المصباحي بتحديد نظري للرؤية الفجائعية التي يرى أنها ظاهرة واصفة الرواية العربية المكتوبة في النصف الثاني من القرن الماضي التي تبأرت حول سؤالي أين نسير؟ وكيف سنصير؟ باعتبار الإجابة الموضوعية عنهما تفرض إجابات فجائعية. موضحا أن الواقع العربي الشارط لتلك الإجابات لم يكن يسمح بغيرها.

وانطلاقا من هذه الحقيقة، قارب رواية هلوسات ترشيش التي يرى أنها اختارت لنفسها عالما متأزما مكتظاً بالآلام والأحزان، والحنين إلى الماضي الماثل في الذكريات. لتكتبُ من خلال ذلك الإحباط الذي يستشري في أوصال الذات العربية. وبعد تشريحه الدقيق لمختلف مظاهر الفجائعية في الرواية، خلص إلى كونها، عن طريق تشخيصها المتميز للواقع، تتميز بخصوصياتها التي تؤهلها لأن تكون مؤشرا على الوعي بضرورة التنبه إلى الخلل، ومحاولة تجاوزه.

وتدخل جواد هروال(أستاذ باحث – الجديدة)في موضوع (الزمن في رواية الخيال العلمي"غار الجن" للهادي ثابت نموذجا) منطلقا من فرضية أساسية وهي: تغير مفهوم الزمن في رواية الخيال العلمي، حيث طرح عدة إشكالات وتساؤلات: كيف تتداخل الأزمنة: الماضي والحاضر والمستقبل في "غار الجن"؟ ولماذا؟ وهل استطاعت "غار الجن" تأسيس مفهوم جديد للزمن الروائي؟ بعد ذلك قدم مقاربة للتحولات الزمنية متتبعا أبعادها الفنية في تجربة الهادي ثابت. وفي سياق آخر مغاير قرأ لحسن احمامة(باحث ومترجم – الدار البيضاء) ورقة نقدية حول (تعالق الغرائبي بالمرجعي الواقعي في رواية وقائع المدينة الغريبة لعبد الجبار العش) مقاربا استكناه الأفق الدلالي الذي تستضمره الرواية..وقد أفضت الدراسة في انطلاقتها من قراءة سيميائية للعنوان وصورة الغلاف، ومن قراءة نصية عبر حركة دائبة من الخارج إلى الداخل والعكس، إلى تفكيك الجانب الغرائبي في سياق علاقته بالمرجعي الواقعي، ومن ثمة الوقوف على هذا الأفق الدلالي بما هو دلالة مضمرة متمثلة في وأد الحريات بمختلف تمظهراتها.

وإذا كانت الحرية مرتبطة بشكل قطعي بالفرد من الجوانب السوسيو ثقافية، فإن مداخلة احمامة قد استلزمت النظر إلى الشخصيات الروائية، من حيث هي بنيات نصية، من خلال تفاعلها مع الواقع التخييلي من جهة، ومن خلال مرجعياتها الواقعية خارج النص. وخلص الباحث إلى استنتاج ثلاثة مستويات من الشخصيات: شخصية صالح العوادجي الخاضعة لنظام، لا تدرك في منظومته قيمة الحرية إلا بعد أن تداهمها آفة الالتصاق بالأرض. شخصية شتل المدرك لخطورة السلطة على الفرد، يركب الصعلكة، ويعيش حريته كجسد له حريته الخاصة.شخصية الراوي، نذير الحالمي، المتماثل، القص، الذي يعرف كيف يوارب السلطة ويراوغها.

أما مداخلة عبد اللطيف محفوظ (ناقد وباحث جامعي) فكانت بعنوان " التناص وانسجام الخطاب في رواية المشرط لكمال الرياحي". وقد مهد الباحث بعرض أهم السمات التي تميز رواية المشرط، حيث أشار إلى خصوصيات اللغة وحيل فعل التحبيك المتميزة، وإلى تقنية الكولاج موضحا كيفية وخلفية توظيف الكاتب لها، ثم انتقل إلى تحديد مفهومه الخاص عن التناص من خلال إعادة تعريفه انطلاقا من خلفية سيميائية، منتهيا إلى اعتباره آلية لإدراك التعالقات الخفية والجلية التي تنظم مسارات المعنى وسياقته، وتحقق الانسجام الدلالي والتناسق الجمالي لمختلف فقرات ومقاطع السرد.. ثم انتهى إلى تقديم فرضيات للمعنى العام لأهم الرموز الموظفة في الرواية مركزا على المعنى المؤطر لرموز الهدهد والمخاط والمشرط ليخلص إلى ربط علاقات أيقونية خفية دلل عليها بصوة واضحة بين ذلك المعنى ومعنى الكتابة عن سيرة المؤخرة، التي اتخذها الكاتب كمال الرياحي ذريعة استعارية لتدعيم وتمرير المعنى.

المتخيل التونسي على ضفاف أم الربيع

انتقل الباحثون والروائيون لمواصلة الندوة في اليوم الثاني من أشغالها إلى مدينة الجديدة على ضفاف أم الربيع في ضيافة فرع اتحاد الكتاب بها حيث استقبلوا من طرف الساهرين على هذا اللقاء بالمدينة(الحبيب الدايم ربي- محمد مستقيم وموسى هروال)بقاعة عزيز أمين بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.

انطلقت الجلسة الثالثة برئاسة الحبيب الدايم ربي حيث تدخل عبد الرحمان غانمي(ناقد وباحث جامعي) بمداخلة له بعنوان: "تشظيات المرآة وتشكلات الجسد"، نصوص الروائي التونسي مصطفى الكيلاني وهي: (نزيف الظل، مرايا الساعات الأخيرة، ثم آخر الأجراس – بدء الخطر...) وقد ركز فيها الناقد على قيمة العتبات ودلالاتها ووظائفها السردية توزيعا وتكسيرا، وأيضا ما تطرحه هذه النصوص الروائية من "ظلال هاربة" على مستوى الحكايات ومختلف التشخيصات اللغوية والحوارية التي تعكس تلك التحولات العميقة، في البناءات على مستوى الشخوص والفضاءات، كل هذا يصب في نسق محوري، تعكسه "المرآة" وعلائقها بالجسد ونتوءات أخرى ذاتية وتاريخية ومجتمعية، تتوالد فيها صور التشظي والتشكل العنيف للأشياء والتصورات والأحداث.

المداخلة الموالية لمحمد مستقيم(أستاذ باحث - الجديدة) حول رواية بروموسبور لحسن بن عثمان أو رهان الكتابة والتي أدرجها الباحث ضمن الكتابة الروائية التخييلية التجريبية الحديثة بامتياز، حيث ترتفع الحواجز والحدود بين الواقع واللاواقع، بين الوعي واللاوعي ضمن رؤية سردية....ولغة ذات طابع احتجاجي ساخر.

وقد بين الباحث تحكم المؤلف في شخوص الرواية كما يتحكم لاعب الورق في ما بين أصابعه حيث نتج عن التداخل والتفاعل بين الشخوص عوالم متخيلة جديدة ومتجددة بمثابة محكيات تتناسل كلما اقتربت من بعضها البعض. يقول عباس الشخصية الرئيسية في الرواية بأن الكاتب جعل من عقلية الرهان موضعا لروايته، وبالفعل فالرهان الرياضي هو اللعبة المفضلة لدى أبرز الشخصيات لكن هناك رهان آخر أو ميتا رهان يحكم هذا النص هو رهان الكتابة، رهان الممارسة الإبداعية. في كل رهان هناك خاسر، الخاسر في الرهان الرياضي هو اللاعب الذي يتوق كل مرة إلى الفوز والخاسر في رهان هذا النص هو القارئ، لكن أي قارئ؟، ذاك الذي تعود على النصوص المطمئنة والمحافظة على ثوابت الكتابة الكلاسيكية المطمئنة بدورها إلى الواقع.

بروموسبور-كما يؤكد الباحث- هو نص يعصف بكل الثوابت التي يطمئن لها هذا النوع من القراء الذين يركنون إلى هذه الخدعة فيخسرون حتما رهانهم.

محمد الحولاني(أستاذ باحث- الجديدة) قارب موضوع تخييل الحرب في رواية"وداعا حمورابي" لمسعودة أبو بكر من خلال تداول شخوص الرواية لصور الحرب الأمريكية الثانية على العراق. وهي صور انشغالات تعتمل في نفوس هذه الشخوص، وتدفعها إلى إظهار مواقف تجاه ما يجري....

فضلا عن أن المقاربة تناولت الآليات السردية التي تقترحها الكاتبة التونسية مسعودة أبو بكر.

وتناول موسى هروال تعدد الأصوات: الراوي الرواة في " حاجب المقام لظافر ناجي مؤكدا أن هذا النص الروائي يمتح من عوالم مختلفة ومتعددة تتمثل في الصوفي واليومي/ الواقعي والتاريخي من أجل تخييل راق يصبو بالقارئ إلى درجات السمو والارتفاع. وكون الراوي/ تعدد الرواة يوحي بالتشكيلات الاجتماعية، وتعدد الأصوات في صوت واحد تأسيسا لعالم روائي جديد منفتح على أنماط لغوية وتوظيف للشخصيات من منظورات مختلفة.

المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة الثالثة قرأ فيها أحمد بلاطي (باحث جامعي - الجديدة) ورقة بعنوان بنية المتخيل في "حدث أبو هريرة قال…" لمحمود المسعدي مؤكدا أن الحديث عن المتخيل حديث خصب، خصوصا في رواية "حدث أبو هريرة قال…" التي تميزت بطابعها الإشكالي؛ إذ أثارت أسئلة كثيرة لكن الاكتفاء بالقول إن الرواية استلهمت التراث العربي الإسلامي دون تفسير الكيفية التي تم بها ذلك أو شرحها يعتبر عملا ناقصا، ذلك ما حاولت هذه المداخلة تجاوزه من خلال الوقوف على كيفية بناء المسعدي لمتخيله.

الجلسة الرابعة والأخيرة والتي ترأسها نور الدين صدوق، بعد زوال يوم السبت افتتحها الشريشي لمعاشي (أستاذ باحث الدار البيضاء)وتناول رواية الكرنفال لمحمد الباردي في مداخلة بعنوان سرود بصيغة المفرد.حيث أشار فيها إلى أن هذه الرواية تحتفل بالمأساة واللامعنى..أما التيمات فقد شملت انتقاد الرقابة وصورة المرأة والجنون والهجرة وفلسطين.. والكثير من التفاصيل التي تؤثث المشهد الروائي ليخلص إلى أن شخصيات الرواية مأزومة ومهزومة، كما وقف عند إشكالية تجنس الرواية العربية برمتها وقضايا أخرى مرتبطة بالذات والذاكرة وطرائق الحكي وما تستحضره من مرجعيات وتقنيات سردية، خصوصا صيغة ضمير المتكلم الظاهرة..والتي قد تكون مجرد صوت ضمن صيغ أخرى وبذلك فنحن أمام ضمير أنا منفلتة. وختم الباحث مداخلته بعدد من الملاحظات المتعلقة بالشكل الفني لرواية الكرنفال والإضافات الجديدة.

شعيب حليفي(ناقد وباحث جامعي- الدار البيضاء) في ورقة نقدية عنوانها سرود النسيان: في سبع صبايا لصلاح الدين بوجاه، قدم مدخلا أوليا لطبيعة القراءة مع رواية سبع صبايا لينتقل إلى تحديدات تهم علاقة الرواية بسرد المنسي من الحياة والتقاطه ليتحول إلى لغة وتذكرات لها قدرة على خلق مساحاتها وامتداداتها ولو على مستوى المتخيل.بعد ذلك انتقل الباحث إلى البحث في المعطيات السابقة من خلال محورين اثنين هما اللغة والحكاية وعلاقتهما بإنتاج التخييل من سرود منسية..شفوية وشعبية ليخلص إلى وجود عدد من المحركات(سبعة) في الرواية ترد وتتراكب بشكل توالدي تكراري ضمن دينامية عامة للحكي والتي رسمت للرواية افقها الإمتاعي والمعرفي – الرمزي.

وختم شعيب مداخلته بالتساؤل التالي: كيف يمكن للرواية، اليوم، أن تكون أداة للفهم ومراجعة الكثير من المفاهيم والتحققات التي ترتبت عما قررته أشكال تعبيرية كانت سائدة من قبل؟

ثم عرض محمد اللباط (باحث جامعي - الجديدة) لمداخلته أبعاد التخييل في التجربة الروائية لعبد الواحد براهم من خلال روايته (بحر هادئ سماء زرقاء) حيث قارب الباحث بناء المتخيل وأبعاد التخييل عبر عناصر بنائية تتعلق بلغة الرواية والمادة الحكائية. كما سعى الباحث في ورقته إلى ملامسة البعد الإنساني للرواية في انطلاقها من وقائع سياسية من تاريخ تونس في لحظة تاريخية محددة.وحلل الباحث كيفيات استثمار كل هذا من طرف الروائي..وختم اللباط بعرض مجموعة من الاستنتاجات الفنية التي تميز العالم الروائي لعبد الواحد براهم.

ورقة يوسف مجيدي(باحث - الجديدة) "الموت والبحر والجرذ" لفرج الحوار: نص يحكي سيرته.. وهي نص مسائل، يشتغل بوعي على ذاته وعلى جسده وعلى لغته... نص يحكي عن تكونه وتخلقه... ولما كان يتخذ من نفسه موضوعا، وقد أسس لهذه المداخلة بالسؤال: ما هو مفهوم الكتابة كما يتجسد في النص ومن خلال عتباته؟ وعنه تتفرع أسئلة جزئية تتصل باللغة والكاتب وعلاقة الكاتب بالنص وعلاقة النص بالقارئ.. ومرجعيات النص ومساراته كما تبدت للباحث من خلال تفاعله مع الرواية بعيدا عن كل نزعة اختزالية أو وثوقية ودون إغفال لطبيعة النص التخييلية..

واختتم مداخلات هذا اللقاء صلاح الدين بوجاه(روائي وباحث جامعي –تونس) والذي شارك الباحثين المغاربة بورقة نقدية (المشرط..هذا النص المحير الآسر)محللا الرواية انطلاقا من تجربة تتبع فيها النص مفككا مفاصله من خلال بعض المفاهيم والمرجعيات والقراءات، مشيرا إلى حضور البعد السريالي العبثي في الرواية.

وفي ختام هذا اللقاء تحدث شعيب حليفي عن آفاق التعاون المستمر والذي يؤكده نجاح الندوة والخلاصات التي توصلت إليها بشأن الرواية التونسية وعناصر التجديد فيها كما وقف عليها الباحثون..كما أكد على ضرورة استثمار كل هذا في التعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين ومركز الرواية العربية وجامعات صفاقس ومنوبة والقيروان في إطار مشروع متبادل حول الأدبين المغربي والتونسي.. وأشار أن أشغال هذه الندوة ستصدر قريبا في مؤلف بكل من المغرب وتونس.

الملتقى المغاربي للرواية في دورته الثانية- الدار البيضاء

الرواية الجزائرية: الذات والتاريخ والحلم

على مدى يومين كاملين، كانت قاعة المحاضرات بآداب بنمسيك بالدار البيضاء غاصة بنقاد وباحثين من مدن الدار البيضاء والرباط وفاس ومكناس وأسفي وطنجة وسطات والقنيطرة والجديدة ومدن جامعية أخرى إلى جانب طلبة الدراسات العليا والدكتوراه، وعدد آخر من المبدعين المغاربة. وكذلك الوفد الجزائري ممثلا بعز الدين جلاوجي ومحمد زتيلي وعبد الحميد هيمة وشادية شقروش وآمال منصور والناقدة السورية مها خير بك. وذلك لحضور ومتابعة الندوة العلمية التي نظمها مختبر السرديات بتنسيق مع رابطة أهل القلم بسطيف الجزائرية، وماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب، والماستر المتخصص الإشهار والتواصل.. يومي 15 و16 نونبر 2007 في موضوع الرواية الجزائرية: الذات والتاريخ والحلم.
النص بين التاريخ والفن

افتتحت الندوة برئاسة عبد القادر كنكاي نائب العميد المكلف بالشؤون العلمية، الذي ألقى كلمة بالمناسبة وضع فيها هذا اللقاء في إطاره الثقافي والعلمي، وقد تساوق ذلك مع كلمتي(رئيس رابطة أهل القلم) وشعيب حليفي(رئيس مختبر السرديات)، الذين أكدا على الاستمرار في خلق شروط ثقافية، تمكن الثقافة المغاربية من تبوأ مكانتها الطبيعية في المغارب.

تمحورت الجلسة العلمية الأولى حول: النص، الحقيقة، التاريخ، وقد كانت برئاسة نور الدين دنياجي وتدخل فيها أحمد بوحسن في موضوع (الروائي والتاريخي في رواية " كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد) مستهلا ورقته بقراءة ركزت على التقنية المعتمدة في بناء هذه الرواية، والعلاقة الشفافة بين السرد الروائي والسرد التاريخي، ثم على دور هذا النوع من السرد الروائي في توسيع دائرة الوعي بأهمية التاريخ. فهي تقنية مركبة لما فيها من تداخل بين السرد الروائي والسرد التاريخي، وشبه متوازية لما فيها من عرض غير متكافئ لبعض اللحظات الدالة في حياة الأمير عبد القادر، وبعض اللحظات الحرجة من حياة الأسقف مونسنيور ديبوش، صديق الأمير، الذي سيتولى مهمة سردية أساسية في الرواية.

أما العلاقة بين السرد الروائي والسرد التاريخي فتتميز بشفافية خاصة، حيث يبدو التاريخ "الواقعي" شفافاً خلف لعبة السرد. وقد حاول الكاتب فيه أن يقلص المسافة الفنية بين السرد التاريخي والتخييل السردي. ويتمثل ذلك في محاولة المحافظة، ما أمكن، على كل وسائل الصناعة الفنية التاريخية؛ من حيث النصوص- الوثيقة، أو التتابع الخطي التاريخي، أو المحافظة على الإشارات التاريخية الدالة المختلفة. وفي ذلك ما يؤكد ويوهم في نفس الوقت بواقعية السرد وإيهاميته.

ثم تمثل توسيع دائرة الوعي بحاضرية التاريخ عندما سمح السرد الروائي بالكشف عما لم يتحدث عنه السرد التاريخي؛ فأخضع المسلمات التاريخية للمساءلة، وكذلك بعض السلوكات البطولية، وغيرها من القناعات التاريخية الكثيرة الموروثة، أو تلك الملتصقة بالذات أو بالآخر.

(احمد بوحسن هو ناقد وباحث، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب محمد الخامس بالرباط، دكتوراه الدولة في الآداب، يدرس المناهج النقدية، صدرت له مجموعة من الدراسات منها: الخطاب النقدي عند طه حسين، العرب وتاريخ الأدب، كما ترجم عدة أعمال منها: تكوين الخطاب السردي العربي، ونظرية الأدب الفهم القراءة التأويل...)

شعيب حليفي في المداخلة الثانية (تخييل الحقيقة في السرد الروائي)، تحدث بأن بحثه ينزع إلى تقديم مقاربة تهم الرواية المغاربية عموما، والرواية الجزائرية تحديدا من خلال رواية (بخور السراب) لبشير مفتي،وذلك عبر التمهيد بأسئلة علاقات التخييل بالحياة والحقيقة باعتبار العناصر المشكلة للحكاية هي نسيج للإحالات المتعددة على كافة الخطابات، البارزة والخفية، والتي يكون الروائي أمامها بين اختيارات من بينها: تأكيد ونقل تلك الخطابات الاحالية ضمن شكل فني حكائي مقنع، وبذلك فانه لا يضيف شيئا للحكاية. أو نقض الرؤى والخطابات السائدة المهيمنة والمتحكمة في توجيه الأفكار وتنميطها، وذلك بتقديم رؤية /رؤى أخرى في سياق إنتاج خطاب ثقافي وجمالي ضمن جنس الرواية، لأن التخييل، سواء في علاقته بالذات أو بغيرها، هو تلك المساحة الخلاقة التي لا تكرر، وإنما تبدع وتشكل، بمعنى من المعاني، تعديلا ونقدا وتكييفا عبر الحكاية ورؤاها اللامحدودة.

في محور تأويلي قارب الباحث كيفية عمل رواية (بخور السراب) على تخييل اليومي بتناقضاته وخطاباته، وبالتالي صوغ خطاب حكائي حول العطب دون استنساخ الخطابات الأخرى. ففي(بخور السراب) ظلت المرجعية البانية لأنوية الدلالة مرتبطة بمجازات وصور بلاغية تحيل على هوية الوطن، والصراع الذي يحرك أحداثه ولرسم هذه الدلالات توسل الراوي بالسرد وتقنياته عبر بناء حكايات تحركها شخوص مختلفة ومتناقضة ومتحولة، تحيا الظاهر والباطن وتعيش السياسي والديني، الحياد والانخراط.حيث التفاعل مع كل تحول تعكسه ملفوظات الخطابات وتنوع المعجم والإحالات والرموز وتدبيرات أخرى من الراوي في إطار بناء عالم العلاقات المؤدي إلى التباس في الحياة والموت وما بينهما.

بخور السراب هي صورة بلاغية لشكل التواصل ودرجات توتره، وأيضا رسم للتخفي وتبادل الأدوار بين ما هو حقيقي ومحتمل... وهي أهم الجروح التي تحملها شخصيات الرواية بين النفسي والتاريخي والذاتي تعمل الرواية على الحفر فيها وفي ما ينجم من تعفن أو أمل في الشفاء. وتختتم هذه لمداخلة أسئلتها بالبحث في الإضافات الممكنة على مستوى الرؤية والتقاط التحولات الثابتة والطارئة في السياقين العام والخاص والتي تفرز عدة إعاقات وأعطاب واختناقات جعلت من الواقع بدلالاته وحقائقه المتبدلة باستمرار، مرجعا طاغيا وسط رهافة التخييل.

(شعيب حليفي ناقد وباحث، أستاذ التعليم العالي بآداب بنمسيك بالدار البيضاء. دكتوراه الدولة في الآداب. يدرس السرد والآداب الإفريقية. من مؤلفاته: شعرية الرواية الفانتاستيكية. الرحلة في الأدب العربي.هوية العلامات. ومن أعماله الروائية: مساء الشوق، زمن الشاوية، رائحة الجنة، مجازفات البيزنطي.)

وقرأ عبد الفتاح الحجمري ورقة في موضوع (الوطن في الجيب: قراءة في رواية " حمائم الشفق " لجيلالي خلاّص) عارضا لبنية الضمائر التي تتحكم وتوجه الرواية، تتقاطع فيها سيرة مدينة وإنسان بوحشية مزعجة أحيانا، وبلين مشتهى أحيانا أخرى. وفي الأفق تبدو الأرض قاحلة والعيون حالمة، وكلاهما ينبئان بحالة حرب وتوتر مروع للأماكن والضمائر.

الرواية تعبر عن كل حالات الضجر وهي تصور السارد أثناء حرب خاطفة وهي بداية ونهاية الرواية مما خلق نوعا من التاريخ الخاص والهوية ونوعا من التطابق انطلاقا من الضد / المختلف.

عماد الرواية وحكايتها، إذن، حالات التباس بين الكائن والممكن والمرجوّ، بين المدوّي والمثير والهائج والمفزع.
(عبد الفتاح الحجمري ناقد وباحث. أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بنمسيك. دكتوراه الدولة في الآداب.يدرس الرواية والآداب المقارنة.من مؤلفاته: عتبات النص: البنية والدلالة، شركة الرابطة، 1996- الحكاية والمتخيل المجلس الأعلى للثقافة. القاهرة. 1997. - الخطاب الروائي العربي. المدارس. البيضاء. 2002)

عبد اللطيف محفوظ تدخل في موضوع(العوالم الممكنة في رواية الشاذ لربيعة مراح) وقد عمل في مستهل قراءته لرواية " الشاذ" لربيعة مراح، على توضيح مفهوم العوالم الممكنة كما صاغه ووظفه أمبرتو إيكو في كتبه "القارئ في الحكاية" و"السيميائيات وفلسقة اللغة". و"حدود التأويل".

بناء على ذلك سعى إلى توضيح أن العالم الممكن، بصفة عامة، هو بناء ثقافي، حيث الخصائص هي التي تتآلف وتتقاطع لتميز الأفراد. وهذه الأفراد هي إما ضرورية أو طارئة عرضية. وأن العالم الممكن لا ينفلت أبدا من الخضوع للعالم الفعلي، لأن هذا الأخير وحده يسمح بتشييد عوالمنا الممكنة. وبما أن العالم الفعلي – الذي هو بناء ثقافي – يشكل جزءا من النسق التصوري لفرد ما، فإن ردود أفعال المحايدين تجاه العالم الممكن تنقسم إلى قسمين: قسم يتفق مع مواقفه الافتراضية، وقسم لا يتفق معها. ولذلك فإن ارتباطه بعالم ممكن ما، هو فعل إيديولوجي. وذلك ما حاولت المداخلة توضيحه بخصوص السارد بوصفه فردا محايدا. كما عرضت لشكل تمظهر العوالم الممكنة المرتبطة بالعوالم السردية وسيميائيات النص، والتي هي عالم الحكاية، وعالم القارئ النموذجي؛ والعوالم الممكنة المشكلة من قبل الشخصيات.

(عبد اللطيف محفوظ ناقد وباحث. أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بنمسيك. دكتوراه الدولة في الاداب.يدرس الرواية والقصة والسيميائيات.من مؤلفاته: وظيفة الوصف في الرواية، وآليات إنتاج النص الروائي، - المعنى وفرضيات الإنتاج.)

تمثل الهوية وأشكال التخييل

في الجلسة الزوالية والتي ترأسها محمد زتيلي وكانت في محور السرد وتمثل الهوية، تدخل بوشعيب الساوري في موضوع(تمثلات الهوية والآخر في الرواية الجزائرية)حيث قارب موضوعه معتبرا أن الحديث عن موضوع مثل "تمثل الهوية والآخر في الرواية الجزائرية" يقود إلى استحضار سياقين بارزين كان لهما الأثر الأكبر عليها، وساهما بشكل كبير في تشكل صورة كل من الذات والآخر. وهما سياق الثورة والشهداء المرتبط بالفترة الاستعمارية وما بعدها، وسياق الإرهاب الذي يحيل على تسعينيات القرن الماضي تلك العشرية السوداء.

ستنعكس هذه المتغيرات على تمثل الرواية الجزائرية لكل من الأنا والآخر. من ثمة تصير مفاهيم الهوية والآخر نسبية ومتغيرة وملتبسة بهذين السياقين.

وللاقتراب من هذا المنطلق تناول الباحث ثلاثة نصوص روائية وهي: لروائي من الجيل السبعيني وقد صام عن الكتابة الروائية وعاد إليها بعد عقود وهو محمد زتيلي من خلال روايته عصافير النهر الكبير، وروائيين ينتميان إلى الجيل الحالي، لكنهما يختلفان على مستوى المنطلقات الفكرية والتطلعات الجمالية، هما حسيبة موساوي في روايتها حلم على الضفاف وعمارة لخوص في روايته كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك. ويرجع اختيار هذه الروايات - كما يقول الباحث- إلى ملاءمتها للمنطلقات المنهجية، إذ تعالج كلها تيمة الذات في علاقتها بالآخر، من خلال تجربة الهجرة والعودة إلى الوطن.
وأبرز أيضا كيف تناولت الروايات الثلاث مفهومي الهوية والآخر باعتبارها نتيجة تفاعل أصحابها وتمثلهم للسياقين المذكورين أعلاه. مع ربط ذلك بخصوصيات الكتابة الروائية عند كل واحد من الروائيين الثلاث، كل ذلك في علاقة بخصوصية الكتابة الروائية الجزائرية عموما.

وتلتقي الروايات الثلاث في أن هجرة أصحابها كانت اضطرارية ولم تكن اختيارا لأصحابها، كما أنهم وجدوا صعوبة في العودة إلى الوطن. لكنها تختلف في تمثل الآخر والهوية. ففي الوقت الذي عكست فيه رواية حلم على الضفاف تصورا منغلقا للهوية محكوما بالصراع والمواجهة مع الآخر البعيد المتميز عن الذات المسؤول عن تمزق الهوية في الغربة خارج الوطن. نجد رواية عصافير النهر الكبير تبرز تصدع الهوية داخل الوطن، لكن ليس بسبب خارجي وإنما المسؤول هو آخر منبثق من الهوية بعد الاستقلال. في حين أن رواية كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك تدعو إلى هوية منفتحة موسعة تدعو إلى التخلص من الذاكرة وتجاوز الانتماءات الضيقة بعد الوعي بتمزق الهوية داخل الوطن.

(بوشعيب الساوري باحث في السرد العربي ومهتم بالفلسفة، حاصل على دكتوراه في الأدب العربي. صدر له كتاب(الرحلة والنسق دراسة في إنتاج النص الرحلي رحلة ابن فضلان نموذجا) عن دار الثقافة المغرب 2007، وكتاب (رهانات روائية قراءات في الرواية المغربية) عن دار النشر جذور2007 وله كذلك كتاب قيد الطبع وهو النص والسياق دراسة لرسالة التوابع والزوابع.)

فتيحة بناني في الورقة الثانية، قاربت موضوع(شرخ الهوية أو محو الأجناس في رواية نينا بوراوي) أبرزت في مداخلتها، والتي ألقتها باللغة الفرنسية، كيف تفضح البنية غير المتوازنة في الرواية الذاتية لنينا بوراوي في روايتها (المسترجلة) عالما وهميا تبحث فيه الساردة عن هوية ممحوة المراجع والثوابت.فقد ولدت بمدينة رين في فرنسا وترعرعت بعدة مدن بالجزائر قبل أن ترحل إلى سويسرا في سن الرابع عشرة من عمرها... كل هذه التنقلات الجغرافية خلقت خدشا في نمو شخصية لم يكتمل بناؤها بعد..لهذا تجد المراهقة كيانها مبعثرا بين ضفتين لا تلتقيان: إفريقيا، أوربا، الجزائر وفرنسا، هنا ـ هناك، الذاكرة ـ النسيان، الأنثى ـ الذكر، الشباب ـ الشيخوخة، الحاضر والماضي.

غير أن الشخصية الراشدة تجعل من كل هذا المزيج ثراء تريد الانتماء به إلى بني الإنسانية.. لا للغة معينة أو لجهة بذاتها أو لثقافة خاصة. يبقى السؤال الأهم لماذا تجدي الكتابة الأدبية ؟

(فتيحة بناني بناني أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب بنمسيك، حاصلة على دكتوراه الدولة في الأدب الفرنسي.تدرس الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية، الثقافة والمجتمعات الفرانكفونية، الاستشراق والاستعراب، لها عدة دراسات ومشاركات في عدة ندوات.)

وتدخل أحمد فرشوخ بورقة نقدية بعنوان (الرد بالكتابة، قراءة في رواية الرماد الذي غسل الماء لعز الدين جلاوجي) وقارب الرواية، انطلاقا من وعي نقدي مركب يقرن إنتاج الأدبية بالسياق الثقافي. ومن ثم دراسة العلاقة الحوارية بين فعل التخييل وتشكيل الهوية في محاولة لكسر النموذج الغربي. ذلك أن الرواية الجزائرية دافعت عن وجودها تجاه الآخر من خلال ما يسمى بجمالية المقاومة، لذلك فهي ما تزال بحاجة لمزيد البحث قصد استخلاص قوتها الفنية والأخلاقية والمعرفية بعيدا عن معايير النظرية المتمركزة. ضمن هذا السياق إذن، يركز البحث على العناصر المشخصة للوعي الفني في رواية جلاوجي من جهة ومدى استفادتها من النموذج الروائي الغربي والرد عليه، في آن واحد، مما يفتح المجال أمام مقاربة نقدية طباقية تدمج البعد الاستطيقي ضمن المنظومة الثقافية والتاريخية والإيديولوجية،. ومن هنا طموح البحث لتحرير التحليل من النظرة الاختزالية التي تنظر إلى الرواية بعيدا عن تكوينها التناصي المتصل بتطويع الجنس الأدبي الوافد وتلوينه بتقاليد سردية ومحلية:الأمر الذي يعتبر بمثابة رد بواسطة الكتابة على المركز الثقافي والأدبي،وبالتالي بمثابة تقويض للفرضيات التي كانت تاريخيا تشكل أدب الثقافة المستعمرة. ومن هنا يتيح البحث المجال لطرح أسئلة جديدة من قبيل:.كيف تعيد الرواية الجزائرية في نماذجها الناضجة تعيين اللغة والزمان والمكان؟ كيف تتمثل السرد والتاريخ والرؤية والقيم؟ ما طبيعة نظرتها إلى الواقع وكيف تنظر إلى المعرفة والمعنى؟؟ بل وما طبيعة إدراكها للأدب ذاته؟؟ وكيف كسرت مقولة النوع؟ كيف تناولت الحقيقة والسلطة؟ كيف استعادت الأعراف الأدبية والتقاليد الشفهية؟ بل وكيف تمكنت من الارتياب في مفهوم العالمية الذي اعتبر الأداة النقدية الأوربية المهيمنة لتعيين الثقافات والآداب العليا والدنيا؟ وبالموازاة كيف يمكن للنقد استيعاب طبيعة تكوينها الخاص؟ وما سبيل تطوير نظرته من الداخل لأجل قراءة ما لم يقرأ واستكشاف عناصر الاختلاف؟

(أحمد فرشوخ كاتب وناقد وباحث له دكتوراة في الاداب، له عدة إصدارات وهي: صورة الطفل في القصة المغربية القصيرة(1995)، جمالية النص الروائي(1996)، حياة النص(2004)، تجديد درس الأدب(2005)، تأويل النص الروائي(2006) فضلا عن مؤلفات جماعية ودراسات منشورة في الملاحق والمجلات والمواقع الاليكترونية.)

إدريس الخضراوي قرأ مداخلته بعنوان(البطاقة السحرية: التاريخ وسرد الهوية) وتطرق في مداخلته التي قاربت رواية محمد ساري (البطاقة السحرية) عناصر مترافدة أفضت بالكثير من كتاب الجزائر خاصة، والعالم العربي عامة، إلى الكتابة عن التاريخ سرديا. فالتجربة الاستعمارية القريبة التي تعرضت لها هذه الرقعة الجغرافية ولا تزال تداعياتها الصعبة تلاحق الكثير من أقطارها شكلت بالنسبة للكاتب العربي حقلا فكريا وشعوريا غنيا يمكنه من إعادة ترميم بياضات هذه المرحلة الحديثة وكتابة تاريخها المتحرر من إكراهات السلطة على الحقيقة. وهنا نفكر،يقول الباحث، في سلطة المستعمر التي مكنته من تقديم سردية تخصه، وتشوه الكثير من ملامح الشعوب التي احتلها، وكذلك سلطة الدولة العربية الحديثة التي لم تكف هي الأخرى عن تقديم التاريخ الذي يلائم مصالحها ويحفظ امتدادها بين شعوبها. هذا السياق المتوتر هو الذي حرض الكاتب الجزائري على العودة للتاريخ، وإعادة تقديم وقائعه متسلحا بالسرد، مانحا صوتا للسردية التي غيبتها السلطة أو غمرها نفوذ الأقوياء. بهذا المعنى تضطلع الرواية الجزائرية الحديثة، وهي تأخذ على عاتقها هذه المسألة الصعبة، بمهمة إنسانية وثقافية ملتزمة يتأكد من خلالها أن السرد هو عين الأمة، والمعبر عن وجودها الحضاري. لكن هذه الرواية ليست تاريخية بما أنها تكتب التاريخ وتلاحق ظلاله الملقاة على واقعنا المعاصر، فقد لاحظ الناقد سعيد يقطين، وكذلك عبد الرحمن منيف، بأن هذه الحساسية البارزة في المشهد الروائي العربي، تحرر الرواية من هذا التصنيف، لأن ما تكتبه لا يزال يلقي بظلاله على معيشنا، ولا زلنا نحتك بتداعياته، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا. ونتصور أن رواية البطاقة السحرية للكاتب الجزائري محمد ساري تندرج ضمن الكثير من هذه الأعمال السردية الحديثة التي تنجز قراءة مكثفة للتاريخ الجزائري الحديث، وتحفر بقوة في أعماقه لتكشف عن أسئلة سلطة راهنة وزمن عصي عن التحديد.

(إدريس الخضراوي باحث وناقد له دكتوراه في الآداب له عدة مساهمات ومشاركات في عدة ندوات وقد نشر العديد من المقالات بعدة منابر عربية.له كتابان قيد الطبع وهما: الذات والآخر في مرآة التمثيل الأدبي.الدراسات الثقافية والأدب).

وستعرف الجلسة الثالثة – الزوالية، والتي ترأستها دة/ مها خير بك مناقشات جديدة للمتن الروائي الجزائري ويتدخل عبد الرحمن غانمي في موضوع (مخاضات الحكي بين الفزع والفراغ) محللا نصوص (البارانويا) لسعيد مقدم و(بيت من جماجم) لشهرزاد زاغر ثم رواية (قدم الحكمة) لرشيدة خوازم، مبرزا انزياحات في الكتابة عبر التشخيص في مسارب الذوات والعوالم التي تنزع نحو الاحتجاج وإدانة الواقع والوجود الملتهب والمسيج بعلائق قهرية، وضمن هذه الفضاءات يتنامى مخاض الحكي المنشطر على ذاته والمسرف في ملاحقة الأنا الغائصة في متاهات ومصادفات الأشياء والشخوص.

كل هذا يتم وفق تجليات متباينة من نص لآخر، حتى وإن كانت النصوص مسكونة بهواجس الحكي الحاضن للقلق ومعنى الخواء والسعي نحو ترميم المحطم والاستئناس سرديا وتخييليا ب" القضايا" السردية الموحشة الموغلة في سبر أيقونات الفراغ الذي تنشئه حكايات وأحداث مفزعة مولدة للتفجع والحلم المجهض والهوية الطافية على أكثر من أتون ساخن، وهي تواجه الفزع والخراب والمجهول، في ضوء علاقة الذات بمحيطها وحاضرها المثقل بوخزاته وانكساراته، وبذلك يأتي الحكي في شكل مخاض وإعادة تشكيل عالم مختلف بناء على مسارات الحكي، وما يمكن أن ينبثق عنه من دلالات تتيح للمعنى أن يتشكل في ضوء حكي الفزع والفراغ.

(عبد الرحمن غانمي باحث وناقد له دكتوراه الدولة في الآداب، وأستاذ جامعي يدرس السرد والمناهج والثقافة الشعبية والسوسيولوجيا والانتربولوجيا باحث له عدة دراسات ومشاركات في عدة ندوات ومؤلفات جاهزة للإصدار، يصدر كل سبت مقالا في الرأي)جريدة الصحراء المغربية(.

وجاءت ورقة محمد احمد المصطفي لتدرس (من الأسطورة إلى الخيال العلمي: مسارفي الشاطئ المتوحش لمحمد ديب) فتطرقت مداخلته، والتي ألقاها بالفرنسية، إلى العالم الروائي لمحمد ديب من خلال روايته (مسار على الشاطئ المتوحش) وذلك من خلال النظر إليها عبر تمهيد أولي يرصد الرواية المغاربية المكتوبة باللغة الفرنسية وموقعها والإضافات المجددة التي ساهمت بها. ثم الرواية الجزائرية وتحققات الإبداع فيها.

في المحور الموالي، قدم الباحث مقاربة للرواية المجسدة لتوالد الأفكار والصور وتنوعها ضمن سياق مأخوذ بالحيرة والعجيب والتيه والاغتراب.... إنه نص يمتص أشكال وتقنيات متعددة منها الأسطوري والخرافي والفانتاستيكي عبورا إلى الخيال العلمي للتعبير عن شكل فني يحفر ويشكل دلالات تسير في اتجاه البحث عن الذات وعن الهوية.
(المصطفي باحث متخصص في الخيال العلمي في الآداب العالمية. أستاذ الأدب الفرنسي بحامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.يحضر دكتوراه الدولة بنفس الجامعة في موضوع الخيال العلمي في الأدب العربي.له مساهمات وطنية ودولية.)

المداخلة الأخيرة في اليوم الأول ألقاها محمد أمنصور حول (سلطة الحكاية في أعمال محمد مفلاح) حيث استهل ورقته بكون الروائي" محمد مفلاح" يكتب ما يمكن أن نصطلح على تسميته ب" الرواية الواقعية التشويقية" معتمدا في ذلك على سرد الأحداث بلغة شفافة تهيمن عليها الإحالة المرجعية على الجزائر وأوضاعها الاجتماعية والسياسية والنقابية. فالطابع الحدثي ـ الوقائعي الذي تتعاقب بمقتضاه الأفعال السردية يجعل من الخلفية التاريخية والاجتماعية والسياسية والنقابية مداخل لخلق عوالم روائية تتصارع فيها مصائر الشخصيات الروائية ذات النفس الواقعي ـ الاجتماعي.

في روايتي" الكافية والوشام" والوساوس الغريبة يلاحظ هيمنة تيمات العشق والجريمة والكتابة..إلخ، وهي الموضوعات التي يتم اختبارها انطلاقا من شخصيات روائية تبنى وفق إيقاع متسارع في السرد قوامه الحذف والتكثيف والاختزال.
ثمة، أيضا، ما يشبه الحبكة البوليسية على مستوى البناء الروائي في روايتي محمد مفلاح بالنظر إلى الحضور المكثف لموضوعة الجريمة في صلب السيرورة الحدثية، مقرونة بعنصري الإلغاز الإثارة، وهي مميزات تدرج رواية محمد مفلاح ضمن مفهوم الأدب الروائي التشويقي القائم على التواصل مع أوسع شرائح القراء بعيدا عن أية حذلقة إنشائية أو نخبوية متعالية.
(محمد أمنصور أستاذ التعليم العالي بجامعة المولى اسماعيل بمكناس، يدرس الرواية والأشكال السردية وقد صدرت له مجموعة من الأعمال الأدبية والنقدية؛ في القصة: النسر والألواح(2000) والقيامة الآن(2001) وفي الرواية المؤتفكة(2004) ودموع بخوس(قيد الطبع) وفي النقد الأدبي: خرائط التجريب الروائي(1999) استراتيجيات التجريب(2006) التجريب الروائي عند نجيب محفوظ (2006) محكي القراءة(2007) شهوة القصص (قيد الطبع).
تخييل الذات في الرواية الجزائرية

في اليوم الثاني من الندوة تدخل محمد غرناط بورقة نقدية حول (الشخصية النسوية في ثلاثية أحلام مستغانمي) مركزا على المحاور الأساسية التالية ׃ سؤال الكتابة وسلطة السرد ثم العلاقات المعقدة واللغة والجسد.

في المحور الأول تناول علاقة المرأة بالكتابة، وبصفة خاصة بالجنس الروائي كشكل تعبيري اختارته الكاتبة لتشخيص ذوات وأحداث وأسئلة تشغل فكرها ومخيلتها وهي تحاول التقاط تفاصيل الكينونة وتجاوز العوائق لإعادة بناء تاريخ الذات والوطن، وإنتاج نص تؤسس فضاءاته وشخوصه بعيدا عن أي سلطة مادية أو رمزية.

أما المحور الثاني فبسط للشخصية النسوية الساردة. وما تتميزبه من تمظهرات متعددة، فهي مؤلفة وشخصية محورية وساردة منظمة للمحكي.وهذا يثير قضية أخرى تتعلق بحضور العناصر السير ذاتية التي دعمت هيمنة صوت المؤلفة الساردة مما جعل منها شخصية محورية ووظيفية والمحكي يمر عبر وعيها.

أما المحور الثالث فجاء حول قضية علاقة الشخصية النسوية بالمكونات الأخرى الروائية.

فيما كان المحور الرابع يهم قضية اللغة والجسد من منظور إخضاع اللغة لشروط الأنوثة في سياق استعادة حق الكلام وتجاوز السائد المغلق. وهنا تعزز المرأة موقعها بامتلاك لغة تعكس تجاربها النفسية والاجتماعية ضمن العلاقات الظاهرة والخفية بالجسد كما يعكسه الوعي القائم والممكن من خلال مختلف مظاهر وتحولات الوقائع والأحداث.

(محمد غرناط أستاذ جامعي كلية الآداب عين الشق، له دكتوراه الدولة في الآداب، قاص وروائي، صدرت له عدة أعمال إبداعية: سفر في أودية ملغومة(قصص 1978)، الصابة والجراد(قصص 1988)، داء الذئب(قصص 1996)، متاع الأبكم(2001)، الحزام الكبير(قصص 2003)، دوائر الساحل(رواية 2006)، هدنة غير معلنة(قصص 2007).
وتلت مداخلة محمد غرناط ورقة لطيفة لبصير: المحكي الذاتي وصنع الرواية الأسرية في رواية " بحر الصمت" لياسمينة صالح، وقد وضحت كيف أن السارد "سي السعيد"، يسترجع عبر محكي ذاتي تنافري الماضي الذي عاشه من خلال قرية صغيرة تدعى"براناس"، والتي عاشت تحت نير الاستعمار الفرنسي، وأمام الأحداث التي مرت، يستعيد السارد بنوع من الفجيعة علاقته بابنته التي أبعدتها الحرب عنه، كما أنه يعيد نسج حكايات مرت في الزمن وينظر إليها عبر المسافة، ويرى أن الثورة بقدر ما تخلق أناسا شرفاء، فإنها تخلق أيضا الشخصيات القذرة التي يراها في كل شيء، الأبناء غير الشرعيين الذين يعتبرون من مخلفات الاستعمار أيضا. مع انتقاد كبير للذات.

(لطيفة لبصير، أستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، حاصلة على دكتوراه الدولة في الآداب، صدر لها مجموعتان قصصيتان:"رغبة فقط" و"ضفائر"، ترجمت بعض نصوصها إلى الاسبانية والألمانية).

جمال بوطيب تدخل في موضوع (الاستعارة الجسدية: الذات والآخر والتاريخ في الرواية الجزائرية) ينطلق جمال بوطيب من ملاحظة مثيرة في أعمال واسيني الأعرج وهي حضور ثنائية الذات / الجسد، لاسيما أن الروائي يختار لمتونه السردية ذاتا / جسدا واحدا هو الذات الجزائرية، عبر مختلف تمظهراتها التاريخية المسجلة لمراحل زمنية متعاقبة من تاريخ الجزائر الحديثة. ففي سيدة المقام مثلا يظل الهاجس الأوحد للرواية فيها بينما تكون المدينة استعارة métaphore للجسد القاتل. إذ يقدمها الروائي على أنها " متقبل" لفعلي الإجهاز والتصحير المنفذين من طرف بني كلبون وحراس النوايا تنفيذا بالتعاقب.
ويظهر هذا البرنامج الاستعاري الجسدي الذي يعتمده الكاتب عبر سنن" المتقبل– المنفذ "، أيضا في روايته " وقع الأحذية الخشنة "، لكن هذه المرة من خلال ازدواجية المنفذ في حالات الفعل ومن خلال تحوله إلى متقبل في حالات تلقي الفعل. ف " ليلى " تسند إليها وظيفة التنفيذ في علاقتها مع السارد أو البطل تنفيذا استعاريا. بينما يكتفي العاشق بتلقي الخطاب البلاغي الجسدي وتقبله محاولا فك سننه، وحين يعجز عن فكه واقعيا يفكه استعاريا.

إن جسد" ليلى "الذات المنفذة المزدوجة يتحول إلى ذات متقبلة مرة؛ في حالة إيجاب،،وأخرى في حالة سلب، فيكون متقبلا في حالة إيجاب في علاقته مع السارد، ومتقبلا في حالة سلب في علاقة مريم بزوجها.

كما يشير إلى أن الرقص والموت، باعتبارهما ملمحين جسديين للذات، يسيطران على أعمال واسيني الأعرج الروائية، وقد حللهما من خلال عمل روائي واحد هو " سيدة المقام " الذي يظهر بجلاء علاقتهما التضادية، معتبرا أن الرقص هو ملمح بلاغة كلامية والموت ملمح بلاغة صمت.

أما أهم محاور الاشتغال في هذه المداخلة فهي: في نقد السيرة، الذات الجمعية والجسد الخاص، الجسد المرجعي، تفحيل الجسد الأنثوي، الجسد المستعار، الرقص والموت، الوعي الجسدي، الوعي بالجسد في علاقته بالذات، الوعي بالجسد في علاقته بالآخر، الوعي الآخر بالجسد.

(جمال بوطيب كاتب وباحث وأستاذ جامعي له دكتوراه في الآداب له عدة إصدارات وهي: الحكاية تأبى أن تكتمل (قصص) – مطبعة سنيب – وجدة 1993. برتقالة للزواج !! برتقالة للطلاق !! (قصص) دار النشر الجسور 1996. مقام الارتجاف - (قصص) – مطبعة فضالة – المحمدية 1999. زخة…ويبتدئ الشتاء (قصص) منشورات اتحاد كتاب الـمغرب 2001. سوق النساء (رواية)2006 الجسد السردي (دراسة) 2006 جور الغياب: ديوان من صمتوا. منشورات المركز ا الوطني للإبداع المسرحي والسينمائي 2007- السردي والشعري: مساءلات نصية(دراسة) -منشورات الديوان 2007. اوراق الوجد الخفية (شعر) دار ما بعد الحداثة 2007 –فصوص الصبا (قصص) دار الحرف 2007.)

وقرأ إبراهيم الحجري(رواية "تيميمون":أزمة الذات- أزمة الواقع الاجتماعي) والتي صنفها تنتمي ضمن الأعمال الروائية التي تنصرف إلى النبش في تفاصيل الذات المأزومة بحثا عن سر اللعنة الراسخة في الأعماق، وهي روايات ذاتية، في غالبيتها، تنزع نحو تشريح الذات، في جانب معين من خصوصيتها، تماما كما تفعل السير الذاتية، لكن بشكل أفظع أحيانا. ولعل رغبة الروائي الأكيدة في القبض على عوالمه المجردة الداخلية تجعلها يسلك هذا المسلك في رفع الحجب عن شخوصه وتشخيص مكامن الخلل في ذواتها الخبيئة التي تشكل بؤر توتر عميقة تؤثر على مسار هذه الشخوص في علاقاتها المتشعبة بالحياة، فيكون المعبر الأصلح بالنسبة إليه هو تقشير ذاته القريبة منه، أو جعل الشخصية الرئيسية تحل في شخصيته هو لتكون أقرب إليه، وليستطيع تحويل عصارة آلامها إلى كائنات مرئية. إنه ببساطة حينما يحول ذاته إلى شخصية يفسح ما أمكن لصور الآخرين وهم يعاركون واقعهم ومآسيهم بأن تلوذ بظله هنيهة حتى يمكنه القبض عليها ويستمع إلى جراحاتها التي تتأبى على فضحها. انطلاقا من هذه الفلسفة يركب رشيد بوجدرة صهوة متخيله الذاتي، ليعابث قسوة الواقع، وينشر على حبل الغسيل أمراض الذات وهي تهادن هذا الواقع أو تتمرد عليه بطرقها المتعددة. إن هذه الرواية الذاتية بقدر ما هي بوح جريح، فهي أيضا إعلان عن سخط ضد الوضعية السياسية والاجتماعية التي تعيش عليها بلاد المليون شهيد، ومثلما هي قاسية على الذات فهي قاسية أيضا على العالم بما في ذلك القارئ نفسه.

(إبراهيم الحجري ناقد وقاص وباحث وأستاذ بالثانوي له عدة مشاركات ومساهمات في عدة ندوات وله عدة مقالات منشورة في عدة منابر وطنية وعربية.من أعماله: بعنوان "أبواب موصدة" (مجموعة قصصية) عن دار القرويين،الدار البيضاء، 2000. أسارير الوجع العشيق، (شعر)2007، آفاق التجريب وتحولات المعنى في القصيدة المغربية الراهنة"،2007.)

وحول (رؤية الذات في الرواية الجزائرية"امرأة بلا ملامح " لكمال بركاني و"ذاك الحنين " للحبيب السائح) تدخل أحمد بلاطي ممهدا بالحديث عن كون الرواية الحديثة قد أنهت المفهوم الكلاسكي للذات باعتبارها كلية متجانسة، فنقلت تشظياتها وانكساراتها؛ بفعل تشظي العالم الخارجي وشكانيته المفرطة.

وإذا كانت الرواية الحديثة تسعى إلى هدم العالم وخلخلة تماسكه، فإنها تلغي الموضوع الذي بدونه لا تتحدد الذات. وهذا ما يؤدي بالروائي إلى التعويض عن هذه الخسارة، بتقنيات أخرى تعيد بناء العالم وترميمه، كي تبدو الذات في الوقت نفسه متماسكة؛ فباستعمال الأقنعة واللعب بالضمائر، والإيهام بالواقعي، والإيغال في استدعاء لغة الأحلام، يعيد القارئ بناء الذات نفسها وإعادة تشكيلها، انطلاقا من استراتيجيات التماثل والتقابل والتجاور.

- فكيف تبنى الذات في غياب الموضوع الواضح والمحدد في الرواية؟
- ماهي التصورات والرؤية التي تحكم بناء الذات في الرواية؟ وماهي تجليات الذات؟

(أحمد بلاطي باحث يحضر يهيئ الدكتوراه في الآداب، ناقد له عدة دراسات ومساهمات ومشاركات في عدة ندوات.)

عبد الرحيم مؤدن تدخل في الجلسة الموالية التي ترأستها نادية شقروش، بموضوع (الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء:سرد الكشف والاكتشاف)مذكرا بأنه لا يمكن فصل- والكاتب يصرح بذلك بوضوح تام- هذه الرواية عن روايتين سابقتين للكاتب هما: الشمعة والدهاليز والولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي. ثلاثية روائية تشترك في الكشف والاكتشاف: كشف الذات(الولي) واكتشاف العالم المحيط به، في الماضي والحاضر والمستقبل، خاصة أن نزول ظاهرة الخسوف الكلي على العالم العربي والإسلامي، سمح للولي بالتساؤل عما جرى، والدعاء طلبا للطف والرحمة- أو من جهة ثانية- رغبة في تشديد العقاب بحثا عن بديل طاهر ينسحب على الإنسان والزمان والمكان.

في الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء نلمس الطرائق(الأساليب) السردية التالية:

أ- أسلوب كراماتي يساير شخصية الولي الحاضر الغائب. الحاضر في كل زمان ومكان. زمنا: هو أني"قرون وقرون ولكن لا يعلم في أي زمن هو الآن."(الرواية، ص.19) ومكانا:"يذرع العالم العربي من المحيط إلى الخليج غاديا بسرعة البرق ويضرب في عمق التاريخ نازلا صاعدا كالكرة المتقاذفة بجاذبية قوية، وبنفس السرعة."(الرواية، ص.21.) والكرامة كما هو متداول، لا تأتمر بأوامر المنطق، بل إن منطقها هو تعارضها مع العادي والطبيعي، ومتحها من الخارج، مما ولد عجائبية السرد والشخصية والحدث، فضلا عن المكونات السردية الأخرى.

ب- أسلوب الروبورتاج الصحفي والعالم في الرواية شاشة كبيرة- معجما وخطابا اعلاميا، ساهم في بناء النص من خلال خصائص محدودة(التكثيف، التقريرية، أو المباشرة...) منحته إيقاعا مميزا(السرعة والقدرة على الانتقال من موضوع إلى آخر...) وتحولات في الحدث والدلالة.

ج- أسلوب السرد الكلاسيكي، وفي يختفي السارد وراء زاوية النظر التي تسمح بمسح بانورامي للعالم العربي ووالإسلامي، دون ان يمنع ذلك من وجود محطلت تبئيرية كانت تعود بين الفينة والخرى، غلى الولي من جهة، وتقف من جهة اخرى، عند ظواهر محددة(فلسطين، العراق، النفط، الوحدة اففريقية، اللغة العربية، الأمازيغية....)وعبر الأساليب السردية الثلاثة تحلقت خصائص سردية أخرى من سحرية وسجال...انتشرت في النص بأبعاد مختلفة.

(عبد الرحيم مؤدن ناقد وباحث وقاص، أستاذ التعليم العالي،دكتوراه الدولة في الآداب. اصدر مجموعة من الأعمال في النقد الأدبي: الشكل القصصي في جزأين، معجم مصطلحات القصة المغربية، أدبية الرحلة، الرحلة في الأدب المغربي، الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر مستويات السرد. وفي مجال القصة نجد اللعنة والكلمات، تلك قصة أخرى، أزهار الصمت، حذاء بثلاث أرجل، في مجال أدب الأطفال نجد: رحلة ابن بطوطة الجديدة...)

وفي ورقة لحسن احمامة حول (الراهن الجزائري روائيا) درس الباحث رواية دم الغزال لمرزاق بقطاش وجرس الدخول إلى الحصة لعبد الله خمار. وعبرهما رصد تفاعل الفني والسياسي من خلال الكتابة الروائية على اعتبار أن الرواية الجزائرية المعاصرة لم تنزح عن الإطار الإيديولوجي ونقد الواقع الجزائري الراهن وإبراز تناقضاته ومفارقاته. وهو الأمر الذي قاد لحسن احمامة إلى إدراج الروايتين في ما سماه بالواقعية النقدية التي ترصد تناقصات الواقع ومفارقاته. مع الإشارة إلى اختلاف الروايتين من حيث البناء الفني فرواية دم الغزال رواية تنزع نحو التجريب اما رواية جرس الدخول إلى الحصة فهي رواية تقليدية من حيث البناء.

(لحسن احمامة ناقد ومترجم له عدة أعمال وهي: التخييل القصصي: الشعرية المعاصرة، تأليف: ريمون شلوميت - كنعان، دار الثقافة، البيضاء، 1995./ اللسانيات والرواية، تأليف: روجر فاولر، دار الثقافة، البيضاء، 1997./ شعرية الفضاء الروائي، تأليف: كيسنر، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2003./ القارئ وسياقات النص(تأليف)، منشورات دار الثقافة، الدار البيضاء، 2007.)

سعيــد زيـــدون قدم قراءة في رواية الهجمة لياسمينـة خضرا والتي تستمد الرواية وقائـع أحداثها من قصة طبيب جراح فلسطيني، الدكتور أمين جعفـري، يعيش مع زوجته الفلسطينية سهـام في تل أبيب. يحمل أمين جعفري الجنسية الاسرائلية ويشتغل في مستشفى بنفس المدينة. أمين يحب عمله إلى درجة لا تتصور، وزملاؤه وأصدقاؤه يكنون له كل الاحترام والإعجاب. رغم العنف وما يجري في الأراضي المحتلة فالدكتور أمين يمثل رمـزا ناجحا للاندماج في المجتمع الإسرائيلي. كل شئ كان على ما يرام إلى أن فجر انتحاري نفسه في مطعم من مطاعم تل أبيب. بعد ذلك شهد المستشفى حركة غير اعتياديـة وبـدل أمين كل مجهوداته في إسعاف ضحايا الانفجار. من سوء حظ الدكتور عثر على جثة زوجته ممزقـة وسط الجثث الأخرى. بعد ذلك أشارت الشرطة بأصابع الاتهام إلى سهـام زوجة الدكتور كالمسؤولة الأولى عن الانفجار.حققت الشرطة مع أمين لتخلي سبيلـه فيما بعــد. وهنا تبدأ رحلة الدكتور في البحث عن الحقيقة.لماذا اختارت زوجته هذه الطريق علمــا بأنها حسب نظره تعيش حياة سعيـدة لا ينقصها أي شئ.

في أسلوب سردي وصفي دقيق تتطرق الرواية إلى مواضيع أو محاور مهمة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الاندماج، الإرهاب، الـذل، الشرف، الخيانة، التطرف والاعتدال.... كل هذا من خـلال شخصيات نسجها الكاتب مزجت بين اليهود والعرب، المتطرف والمعتدل، الشباب والشيوخ.

(سعيــد زيـــدون أستاذ جامعي بشعبة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بن مسيك، باحث مهتم بالأدب المغربي له عدة دراسات ومشاركات في عدة ندوات.)

وفي نفس سياق القراءة قدمت مريم حريزي مقاربة لرواية (نجم الجزائر) لعزيز شواكي والتي يروي فيها رحلة مزيان أو موسى الشاب القبائلي نحو نجم الجزائر نحو النجومية العالمية،في أسلوب وصفي متميز يرصد عبره من خلال أعين وصوت موسى جزائر التسعينيات من القرن الماضي. بخطى حثيثة يسير موسى نحو شهرة محلية تؤمن له الاستقرار المادي والعاطفي، في حين تتزوج من قريبها وتتفجر أحدات سياسية واقتصادية تعصف باحتهم موسى، ويضيع في عالم الخمر والمخدرات.

تتوالى الأحداث وتصبح أكثر تعقيدا لتجعل من موسى عاشق الغناء إلى’ نجم ’من نوع آخر.

لا تخلو قصة ’نجم الجزائر’ من مفارقات ومحاور وهموم تتعدى حدود البلد الواحد لما فيها من تعبير عن هموم وطموحات وأحلام واحباطات الشباب في الدول العربية عامة، وفي شمال إفريقيا على وجه الخصوص

(مريم حريزي أستاذة جامعية بشعبة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بن مسيك، باحثة مهتمة بالأدب المغربي لها عدة دراسات ومشاركات في عدة ندوات.)

وقد اختتمت الندوة بمائدة مستديرة أطرها الناقد نور الدين صدوق بورقة نقدية عرض فيها لأهم التيارات الفنية في الرواية الجزائرية وكذا الروائيين بمختلف تجاربهم وحساسياتهم الفنية.

ثم تدخل بعد ذلك الوفد الجزائري والمغربي وتم الإعلان عن عقد لقاء الرواية المغربية بعيون جزائرية في يونيو2008 بسطيف الجزائرية كما اتفقوا على نشر أشعال الملتقى بالمغرب والجزائر، كما أعلن عزالدين جلاوجي عن جائزة الرواية المغاربية التي ترعاها رابطة أهل القلم ويشارك فيها الروائيون الجزائريون والمغاربة.

الملتقى المغاربي للرواية في دورته الثالثة – قابس بتونس

قراءات في الرواية المغربية

بمدينة قابس التونسية، وفي نهاية 2007 من يوم الخميس 27دجنبر، وسط جو شتائي ورياح بحرية ممزوجة بسحر الواحات، وألفة المكان بالتاريخ والثقافة،التأمت أشغال الملتقى المغاربي للرواية المغربية- التونسية في دورته الثانية- بعد دورة فبراير 2007 بالدار البيضاء- وهذه المرة حول الرواية المغربية بعيون النقد التونسي.

نظم هذا اللقاء مركز الرواية العربية بقابس ومختبر السرديات بكلية الاداب بنمسيك بالدار البيضاء(جامعة الحسن الثاني/ المحمدية). وقد حضراللقاء وفد مغربي ممثل بالسادة: شعيب حليفي، عبد اللطيف محفوظ، الحبيب الدايم ربي، بوشعيب الساوري، والروائي مبارك ربيع.

وقد عرف هذا الملتقى دراسة سبعة عشر تجربة روائية للروائيين الآتية أسماؤهم:

سالم حميش،، محمد الهجابي، عبد الله العروي، إدريس بلمليح، الحبيب الدايم ربي، يوسف فاضل، محمد زفزاف، عمر والقاضي، أحمد المديني، محمد برادة، الطاهر المحفوظي، ليلى أبو زيد، فاتحة مورشيد، جمال بوطيب، شعيب حليفي،سعيد بوكرامي.

كما شهد هذا الملتقى تكريم الباحثين التونسيين عبد الله الزرلي وبشير المؤدب. وفي ختام الملتقى تم تكريم الروائي المغربي مبارك ربيع لمكانته في ترسيخ جنس الرواية وباعتباره أحد روادها بالمغرب، حيث ألقى كلمة بالمناسبة عبر فيها عن الافق المغاربي المتجدد الذي يؤسس له المثقفون والباحثون.

حكاية بأصوات متعددة

قبل بدء الجلسة العلمية الأولى افتتح اللقاء بكلمات محمد الباردي(رئيس مركز الرواية بقابس) وشعيب حليفي(رئيس محتبر السرديات) وعبد الكريم مصباح(والي قابس) حيث أجمعوا على دعم العمل الثقافي المغاربي المشترك في أفق تواصل دائم مستمر.

الجلسة الأولى ترأسها بشير المؤدب وكان أول متدخل هو الصادق القاسمي بموضوع تقاطع الخطاب التاريخي والروائي في رواية مجنون الحكم لسالم حميش، حيث أبرز بعد التخييل التاريخي في الرواية مفككا عناصرها بإبراز حضور الوعي التاريخي واشتغاله جماليا وإيديولوجيا.

وحول رواية موت الفوات لمحمد الهجابي ناقش أحمد الناوي البدري سردية الانهزام من خلال تحليله لتيمات المطاردة والجنس والرحيل والخيبة ثم الاغتراب والقهر، مضيئا تداخل هذه التيمات ضمن حبكة بوليسية تهتم بسرد كل العناصر التي تحرك الانهزام ضمن مشاهد سردية تركز على فشل تجارب حياتية في المجتمع.

أما مصدق الجليدي فقد قدم،عن طريق عرض الباوربوانت، مداخلته حول رواية الآفة لعبد الله العروي رابطا مشروعه الفكري في كتابه ثقافتنا في ضوء التاريخ وهذه الرواية متحدثا عن السهو والنسيان ضمن حبكة تقترب من الخيال العلمي وتلامس التشويق الأدبي الذي يستثمر التأمل والنقد.

ثم تلاه عمر حفيظ الذي قارب رواية الجسد الهارب لإدريس بلمليح من زاوية تفتيت مقولاتها الاجتماعية والإيديولوجية معتبرا أنها رواية البحث عن المسكوت عنه ضمن خطة الاحتجاج والسخرية وتوليد المفارقات، بالإضافة إلى أهمية التعدد اللغوي وانعكاسه على التعدد الدلالي في هذه الرواية.

وفي تعقيب عبد اللطيف محفوظ(المغرب) أشار إلى أهمية قراءة الرواية المغربية من منظورات مختلفة تعكس الوعي النقدي من جهة،والرغبة في معرفة التجربة الروائية المغربية في تنوعها.

الرواية وبناء الدائرة

في صبيحة يوم الجمعة،عاد المشاركون في الملتقى إلى الاجتماع في الجلسة الثانية برئاسة عبد الله الزرلي،حيث تدخل عامر الحلواني في قراءة لرواية زريعة البلاد للحبيب الدايم ربي من خلال مقاربة سيميائية لتيمة الموت والشخصيات وتجليهما الملتبس جماليا وهو ما سعى الباحث إلى الحفر فيه انطلاقا من حضور تعدد لغوي لافت شكل معجما خاصا بهذه الرواية.مثلما خلص على أن شخصية السلومي هي فاعل جامع لكل الشخصيات فيما الموت تيمة بانية للنص.

وفي سياق آخر حول تجربة يوسف فاضل قدم عبد القادر اللطيفي قراءة في رواية سليستينا مقدما لها بالحديث عن سمات الرواية المغربية وخصوصياتها، بعد ذلك عرض لمفاصل الرواية وطريقة صوغها الفني مبرزا خبرة الروائي بشخصياته وسيطرته عليها، ليخلص إلى أن يوسف فاضل قدم عملا تجريبيا على مستوى الشكل واهتم بما هو هامشي على مستوى الحياة.
كما حضرت رواية محاولة عيش لمحمد زفزاف بقراءة قدمها سفيان بن عون، والذي فكك بنياتها بدءا من خطية السرد والبعد الإيهامي الذي صاحبه ووضعية المسرود له في علاقته بالشخصيات والسارد ليصل إلى محورين هامين لفتا انتباهه، وهما حضور الشخصية الباحثة عن إيجاد تفسير لما يدور حلها من تناقضات ثم الشكل الدائري الذي يحكم بناء الرواية.

وقارب محمد الجابلي رواية الجمرة الصدئة لعمر والقاضي مبتدئا بما يطرحه هذا النص من إشكالية التجنيس ومفهوم السيرة الروائية في علاقته بالرواية، ليعود على دلالة العنوان وربطه بباقي المكونات المشكلة لصوت الرواية وطموحها ضمن بنية علق عليها الباحث بكونها ذات طابع قصصي تتجه نحو رحلة بين الرجاء والخيبة.

وفي ختام هذه الجلسة قدم الروائي المغربي الحبيب الدايم ربي شهادة حول تجربته الروائية التي حاول من خلالها تجلية منابعها السوسوثقافية مركزا على لحظات فارقة بصمت مساره الحياتي، ووشمت ذاكرته ووجدانه بندوب كان من شأنها حفز تجربة الكتابة لديه، كما توقف عند بعض السمات النوعية لنصوصه السردية والروائية التي تحاول جعل فعل التجريب موائما للتجربة بحثا عن خصوصية ممكنة في خارطة الرواية المغربية.

الجلسة العلمية الثالثة ترأسها الباحث رضا حميد مقدما لتجربة مبارك ربيع ودوره في تشكيل المشهد الروائي المغربي.
أول متدخل في هذه الجلسة المخصصة لثلاثية درب السلطان هو زهير مبارك الذي قارب الجزء الأول منها، انطلاقا من المقاربة السردية والأسلوبية باحثا في اللغة الشعرية التي شكلت حافزا للقراءة وركنا فنيا في الرواية. فيما تطرق الأمين بن مبروك إلى الجزء الثاني حيث لاحظ قدرة الكاتب على تشخيص الواقع انطلاقا من توالد لوحات حكائية تدين الواقع وتكشف عن مدى تمزقه. وحول الجزء الثالث من الرواية تدخل محي الدين حمدي الذي عالج مفهوم العجيب ودوره في تشكل صور وأبعاد جمالية حققت للرواية أفقا ثقافيا يحتفي بالمكان وتواريخه.

في شهادة الروائي مبارك ربيع تحدث في البداية عن أهمية مثل هذه اللقاءات المغاربية والدور الذي يمكن أن تلعبه في تحقيق مزيد من التقارب بين الشعوب، وأنها قد تمهد الطريق نحو توسيع مجال رواج الكتاب المغاربي وخلق قوة ضغط ثقافية من أجل مغرب عربي بلا حواجز، وأشار إلى أهمية ترسيخ ثقافة الاعتراف غبر تكريم المبدعين والأدباء ليخلص الى الحديث عن تجربته الروائية مبرزا علاقاتها بالواقع المغربي وتحولاته وآفاقها المستقبلية.

في زوال يوم الجمعة عاد الباحثون على الالتئام مجددا في جلسة رابعة برئاسة عبد الحميد عبد الواحد والتي خصصت لقراءة المنجز الروائي لأحمد المديني حيث افتتحها رضا الابيض بقراءة في رواية المخدوعون مؤشرا على علاقة النقد والإبداع من خلال هذه الرواية عند ثلاثة محاور وهي هيمنة الشخصية، التداخل مع السيرة الذاتية ثم الميتارواية. وحول رواية العجب العجاب رصدت سهيرة شبشوب مظاهر السخرية فيها على مستوى عتباتها(العنوان الغلاف، التصديرات، الملحقات)لتخلص إلى كون مبدأ السخرية شكل عنصرا محركا لهذه الرواية. واختتم محمد الباردي المحور المخصص حول احمد المديني بتقديم دراسة في مغامرة التجريب عند المديني من خلال اغلب رواياته. متحدثا عن العديد من القضايا التي اعتبرها أساسية في هذا المسار، منها مقولة الإغتراب وفن التشخيص ومقولة الميتاروائي ليصل إلى مكون التجريب وحدوده وآفاقه في المتن الروائي المديني.

وفي محور آخر من نفس الجلسة تدخل محمد لخبو مقدما قراء لرواية امرأة النسيان لمحمد برادة مهتما ببناء نظري أطر بحثه حول علاقة المرجع بالتخييل في هذه الرواية مقدما تحليلات رصدت خضوع المرجعي للتخييلي والتحويلات الفنية التي صاغها محمد برادة بجمالية عكست تفاعل الفني والنقدي والإيديولوجي.

واختتم قيس الهمامي هذه الجلسة بورقة نقدية حول نص أفول الليل للطاهر المحفوظي محللا التقاطع التفاعلي بين الواقع والتخييل باعتبار النص هو خطاب حول أحداث واقعية تفسر تجربة الراوي-المؤلف- خلال ما تعرض له من اعتقال سياسي.
في تعقيب بوشعيب الساوري(المغرب) على هذه الجلسة، أشار إلى المرجعيات التي تحكمت في القراءات النقدية المقدمة والمهادات الفلسفية متسائلا عن مدى وضوحها وإجرائيتها في مقاربة نصوص روائية مغربية.

انطلقت الجلسة الخامسة التي ترأسها حافظ عبد الرحيم في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة،بمداخلة سلوى السعداوي حول رواية الفصل الأخير لليلى أبو زيد انطلاقا من تصور نقدي حول رواية الأطروحة ومدى استجابة الفصل الأخير لها كما تطرقت الباحثة إلى مسالة غياب الألفة بين المثقف وواقعه واختمار الوجدان المغربي عبر صورة الحالم بالثراء في أمريكا.
وحول رواية لحظات لاغير لفاتحة مورشيد تدخلت زهرة كمون للبحث في حضور الشعر في هذه الرواية عبر الاحتفاء باللغة والتركيز على مكون الاستعارة،مما أثرى الحكاية ورسم لها فجوات ضمن شعرية الشخصية وشعرية الحكاية. ومن زاوية أخرى قرأ لسعد بن حسين ورقة طريفة حول نفس الرواية كاشفا عن بعد التناص بين هذه الرواية وبين شريط سينمائي فرنسي ورواية قصة حب لاريك سيغال على مستوى التيمة وبناء الصور كما بين في محور آخر من مداخلته حضور التعدد الأجناسي ودوره في تأثيث التخييل الروائي. وخلص على أن رواية لحظات لاغير تشد القارئ ببساطة حكايتها وقدرتها على خلق لعب روائي.

وقدمت حنان الفرشيشي قراءة في رواية سوق النساء لجمال بوطيب معتبرة أنها تتميز بخاصيتين أساسيتين: التقليد على مستوى الدلالة(قصة حب) والتجديد على مستوى بناء الحكاية، كما درست الباحثة أسلوب الكاتب في بناء الرواية وتعدد الرواة حيث اعتبرت بان الحكاية كانت ذريعة لتحقيق التوازن والتأسيس لذاكرة جديدة عبر النسيان.

الورقة الأخيرة في هذه الجلسة كانت حول رواية زهرة الجاهلية قدمها هادي الغابري وبالتحديد حول ترهين التاريخ متوقفا عند عرضه لعلاقات شخصيات الرواية مع شخصية زهرة،هذه الأخيرة التي صورها الكاتب رمزا للتطهير بالعبث. كما سعى الباحث إلى إيجاد صور للمطابقة بين دلالات الرواية وبين انسداد الحاضر. واعتبر الرواية تقدم مضمونا سياسيا إيديولوجيا.

آفاق التخييل

وفي جلسة يوم السبت التي ترأسها محمد لخبو قدم محمد بن عياد قراءة تأويلية في رواية مجازفات البيزنطي لشعيب حليفي من خلال ثلاثة أبعاد: الإدراكي، الإيديولوجي، والنفعي. ليركب في النهاية معاني تأويلية لنص روائي مراوغ. وحول نفس الرواية تدخل عبد المجيد البحري بورقة تحت عنوان مجازفات السرد، قدم مدخلا تمهيديا حول التجريب ثم قراءة في العنوان أو أحابيل الغواية لينتقل إلى الاستهلال أو متاهات البدايات،ويختم بإلباس التجنيس الذي اعتبره شكلا لعبيا ومغامرة روائية. وتدخل رضا صالح بورقة عاودت قراءة مجازفات البيزنطي ركزت على ثلاثة محاور وهي التعدد الجناسي داخل الرواية وحضور المفارقة ثم التناص.

وحول رواية رائحة الجنة لنفس الكاتب، قدم منير الرقي قراءة للدلالات والفواعل مركزا على أهمية المكان والقيم كما تقدم الرواية بحسب استنتاج الباحث رؤية أخرى لمفهوم التاريخ وإعادة الاعتبار للتاريخ الشفوي المهمل.

وجاءت المداخلة الأخيرة لعبد المنعم شيحة حول رواية ثقل العالم لسعيد بوكرامي(منشورة اليكترونيا بمجلة الكلمة التي يشرف عليها الناقد صبري حافظ)مستندة على خلفية نظرية تعتمد جهة القول ودورها في التشكيل الجمالي للمكان وتوجيه المرجع في تمثيلات المدينة، كما خلص الباحث إلى وجود غزارة لأحكام القيمة للذات حول العالم والأخبار التي تسوقها.

وفي شهادة شعيب حليفي، اعتبر فيها أن كتابته للرواية قرينة بالصراع وإعادة الاعتبار للمهمل والمنسي من ذاكرة جمعية في فضاء الشاوية الذي تصبح فيه الحكاية أكبر من الحياة.

وفي ختام أشغال هذا الملتقى،أصدر المشاركون البيان الختامي التالي:

" احتضنت مدينة قابس في الفترة المتراوحة بين 27 و29 دجنبر 2007 أعمال ندوة الرواية المغربية قراءات تونسية التي جاءت تواصلا مع الندوة الأولى التي انعقدت بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء في فبراير 2007.وقد تدارس الباحثون والنقاد التونسيون عددا من الروايات المغربية الممثلة لمختلف الأصوات والتجارب السردية، وذلك انطلاقا من مناهج ورؤى أبرزت الأبعاد الجمالية والفكرية لهذه النصوص، وقد كان النقاش الموازي مثمنا لهذه النصوص والدراسات حولها. كما جرى في ختام الندوة تكريم الروائي المتميز مبارك ربيع باعتباره صوتا روائيا مؤسسا وفاعلا في المشهد الروائي المغربي والعربي.
وإن المشاركين في هذه الندوة ليثمنون المجهود المبذول من قبل جمعية مركز الرواية العربية بقابس ومختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء لتأسيس تقاليد تبادل ثقافي مختص في مجال الرواية ومثمر بين تونس والمغرب، كما ينوهون بإتاحة الفرصة للباحثين والنقاد الشباب من المغرب وتونس لتقديم بحوثهم ودراساتهم حول المنتج الروائي التونسي والمغربي، كما يشيد المشاركون بقيمة الدراسات العلمية المقدمة وما حاولت أن ترصده من خصائص لبعض التجارب الروائية المغربية، ويوصي المشاركون ب:

 ضرورة توسيع آفاق العمل الثقافي المشترك بين البلدين كي يشمل كامل أقطار المغرب العربي. خاصة أن جمعية رابطة أهل القلم بسطيف الجزائرية وبعض الإخوة من مجلس الثقافة العام بالجماهيرية الليبية قد عبروا عن استعدادهم للانخراط في هذا العمل المغاربي المشترك حول الرواية، ويصير بذلك ملتقى الرواية دوريا كل سنة في أحد الأقطار المغاربية بالتناوب.
 ضرورة نشر أعمال ندوتي الدار البيضاء وقابس في كتاب مشترك.
 تشكيل لجنة عليا للملتقى، من كافة الأطراف المنظمة،تسهر على إعداد الجوانب الإجرائية والعلمية للدورات المقبلة.
 يعلن الملتقى أن الدورة المقبلة لملتقى الرواية المغاربية سيستضيفه المغرب في منتصف سنة 2009 بمشاركة كل الأقطار المغاربية.

واقترح المشاركون أن يكون محور الندوة القادمة بالمغرب هو اللغة في الرواية المغاربية."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى