الثلاثاء ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
بقلم لحسن الكيري

اَلْمَلِكَةُ الْعَذْرَاءُ

تأليف: مَارْكُو دِنِيبِي*

عرفتُ أن إيزابيل الأولى ملكة إنجلترا كانت رجلا متنكرا في زي امرأة. لقد كانت الأم آنا بُولينا هي من فرض عليها لِبْسَةَ الجنس الآخر هذه كي تنقذ سليلتها من كراهية أبناء إنريكي الثامن الآخرين ومن مكائد السياسيين. وعد ذلك كان قد تأخر الوقت كثيرا وأصبح خطيرا كشف أمر هذه الخدعة. وهو متحمس لاعتلاء العرش المُوَشَّى بالحرائر والقلائد، لم يستطع إخفاء قبحه، صَلَعَهُ، ذكاءَه و عُصَابَهُ. إن تظاهره بعلاقات الحب مع ليسيستر، إيسيكس، والسِّيرْ والتر رالي، رغم عدم تجاوزها أبدا لحدود المغازلة العفيفة، كان من أجل التخفي. وكان يرفض بتعنت ومن دون سبب واضح نصائح وزيره المخلص اللورد سيسيل كي يعقد قرانه متذرعا بكون الشعب هو قرينُه. لقد كان في الحقيقة مغرما بمَارِيَّا إِسْتواردُو. ونظرا لأنه لم يكن لِيَستطِيعَ أن يجعلها من نصيبه فقد لجأ إلى نظير الحب: إلى الموت؛ إذ إنه أمر بإعدامها. وكان هذا الفعل بالنسبة لعاطفته العاثرة تلكَ الطريقةَ الوحيدة لتملُّكِها.

*كاتب قاص وروائي و مسرحي وصحافي أرجنتيني معروف. مارس الكتابة ولفت الأنظار إليه في المشهد الثقافي الأرجنتيني ولما يكمل الثلاثين من عمره. درس القانون بالموازاة مع اهتمامه بالأدب. وهو كذلك كان عضوا في أكاديمية الأدب في الأرجنتين. حاصل على جائزتي كرافت وكونيكس للرواية. وهذه القصة التي ترجمنا ها هنا إلى اللغة العربية واحدة من أشهر قصصه القصيرة جدا. توفي سنة 1998 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى