الأحد ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥
بقلم حفيظة مسلك

تأملات وإيقاعات صباحية

لحظة تأمل طرأت على مخيلتي وأنا أرتشف قهوة الصباح،سويعة غير مأمونة العواقب،صورة مكررة أعيشها كل يوم،

تنساب الى أغوار العالم الأخر، لا أعرف إن كان حلما زائلا أو مادة منتشية في عبق الروحانيات، أنظر الى فنجاني والسواد

يعلو أطرافه المستديرة ،إستجمعت قواي لخوض المغامرة،دوامة مرسومة في وجه العابرين تنزل بحلم مطير، أحاول الغرق

حينها بقبضات أنفاس لاهثة، أنتشي طعمها وهي تسكب الدمع لتروي جثتي بسواد تملؤه تجاعيد الزمن، يؤرقني الإنسكاب

بطبق من الكبرياء ورضع ُت الخوف جراء العملية الثائرة ،تملكني الضعف لأصبح نقطة خارج السطر

..نبضات قلبي تزينت بحلة القوى المطاردة، وبين مد وجرز أتخبط داخل مجرتي

..رجفة تعتريني عند إبتلاع الكمية المظافة لتزيد من لوعة إحساسي المتناثر

كلما أردت الوصول الى قمة فنجاني المتعالي أصطدم بحافته البركانية ، موقنة أني لن أستطيع بلوغها، بعد كمية السخط على

ذاتي، غير أنني أجد نفسي مجبرة على البوح والكتابة، دونما إعلان مسبق أو توصية، ضاع مني الرشد وآل الى حقبته

الرمزية، مستشعرا تقاسيم وجه يتغير بفعل سرعة التدفق وجريان الشهور والسنوات المتتالية، أتجول في ذاكرتــي لأجدها

..مكشرة أنيابها.. بائسة.. ممتنعة

..أتفقد الشهور الماضية لأجدها في هيئة حوت، يلتقمني من صدى الصراخ ،يأبى أن يلقيني في مجرة الأمان

زوايا مهمشة أصابها الصدأ..قمت بتقليب أهدافي لأجدها تنشد رحلة "الألف ميل تبدأ بخطوة" تعب ُت من تعداد

الخطوات.. لم ينفع معها معهد متخصص ولا مدرسة عمومية، سحقا للشتات ولوعة التأملات وتباث الكوابيس..أصابني جنون

..أيام الخريف ..ضحكت مني ليالي الشتاء.. طردني الربيع بتقلباته ..مزاجيته..عدوانيته

.. أحرقتني شمس صيف هاربة من معتقل الضمأ، أحلام من زجاج حد التنافر

..إيحاءات إرتبطت دوما بتداعيات وغطرسة الألوان

أهو إعتراف بانقضاء عمر ولا وجود للحقيقة؟؟؟

..شيئان يتعارضان ولا يمتزجان في قالب واحد.. الحلم المستحيل والواقع المر

..أسئلة أصابها تعب البحث عن الأجوبة

والأصعب أن تعيش في كنف الوهم ..تجعل له مرقدا بالقرب من وسادتك ،تحكي له قصصا

.وحكايات من أجل إرضائه والتغني به

أمتنع عن إزاحة ناظري ، الغرق يتلذذ من جوى العتاب ، نسيت ألواني في عراء الماضي الكئيب ، وشاخ الحاضر

المدجج بالإحتضار، عجبا أنزل بكل ترسانتي وأسلحتي لأنجو من هذه اللحظة العبثية، تلاوين غربة سرقتني بتمهل، إختلط

الوميض بالدجى مستغربة ريشة أصابعي وهي تمر على حدود كأسي الفوضوي، أقف في مهب الإنعتاق فالضعف أصبح

يتملكني بلا معنى بلا عنوان..محطة متآكلة في حضن الإستسلام ..فرغبتي في النجاة والفوز بحمل شهادة ميلاد جديدة

. ستغنيني من هذا الضياع الملتحي برماد المنطق السالب

.. بلاهة الصوت إخترقت تسلسل أفكاري

..يركض نحوي بسرعة هائلة

..يستقبله الشاهد على أطراف حدود الواقع

..يفتح له معبر المرور في إكتمال الصورة

..إشتعلت النيران بغير جناج ..فتسللت أوجاع الكلمات في قرارة يأسي

... إنها تناديني لأصحو من سباتي: إنهظي رفيدة لدينا أشغال كثيرة

..إنهارت تأملاتي ..طرحت فنجاني في ذهاليز الصمت المطبق

وجد ْت صدى لتنفض غروب تساؤلات تطايرت من مشنقة القهوة الصباحية.

.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى