الخميس ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم سليمان عوض

تأملات

نظرْتُ إلى الشمس رهن السماء
نظرْتُ إلى الشمس فوق الشجر
تساءلتُ يا رب في دهشةٍ
محيرة كاهتزاز الوتر
إلامَ تدور وأين السحابُ؟
وأين النجوم التي تزدهر؟
فرد شعاعٌ جواري يمر
وفى شفتيه ابتسامً وكِبر
وقال رويدك أنت الضعيف وأنت القوي
وأنت البحار وأنت المطر
من الله جئت إلى أرضكم
لأكشف فيها جمال الوجود
وأبرز فيه جلال الإله
جميل جميل يحب الجمال
***
تعالى تعالَى
تعالَى إليَّ
لنصعد سويا إلى قمة قد نساها البشر
فطرت إليه وكلى شوق
أضم الثياب ونطوى الفضاء إلى الشمس حيث السنا والبهر
وأجلسني جلسة كالمليك تناثر حولي ثمين الدرر
أشار وقال
دعوتك حتى
أُريك البلاد
أُريك العباد وأرض الشجر
فهذى بلادك
كساها سحاب
تهادى كساق
يبيع الحياة يبيع الدواء
بلا شيء غير ابتسام البشر
يبيع فَهَلا محبٌّ عطوف
يريه الحنان
يريه ابتساماً
يريه الثمر
فلا شيء غير حنو الإله
ورحمته يوم يأفل عمر
ومر السحاب
أشار الشعاع
إليك الحياة وكل الصور
أريك على صفحةٍ من سُلافٍ
جمال الروابي جمال الصحارى
جمال التلال
فتلك الحقول التي شيدت ورودا ونبتا
وأصفرُ قد عانقته اخضراره وادٍ جميل
كسمراء قد ألبستها الحياة بسندس ثوب
وتاجا من التبر يسبى النظر
وفى شفتيها ارتقاص البحار
تردد أغنية للقمر
جبال تدور
ونهر يدور
وكل يدور
فلا شيء يسكن إلا عقولا
وقلبا كفر
وهذى صبايا حسان يطفن
كنسمة صبح جديد ظهر
***
تعالى تعالىَ
أريك الجمالَ أريك الجلال
سأغمض عيني أريك الجمالَ بليل قصير
وتسمع هسهسة للنخيل
وتسمع همهمة للرياح
كما طائران
يسران حبا
يضمان جِيدا
ولا شيء إلا انعطافا وضما
جمالا يقول إلهي جميل
يحب الجمال
وتمضي المياهُ فما بين جذر
وساقٍ تمرُّ
كأم تضمُّ
على صدرها
ألوفا صغارا
فلا طفل يبكى
لحونا تغنى
جمال الحياة
وحب الحنان وحب الجمال
وكل يصلى
صلاة ترددْ
إلهى جميل يحب الجمال
وهذى نوافذ في الظلمات
من النور قد كونتها أيادي البشر
سهارى تنادى
بأن الجمال
نتاج الجهاد
وسعى العمر
فليس الجمال
لمن لا يحب
وليس جمالا
لمن لا يريق
دنانير سعي
بأرض الحياةِ
***
تعالَ نطُوف
أُريك الزمان
أُريك الشتاء
أُريك الربيع
وصيفا أُريك
أُريك الخريف
يجيء الشتاء فينمو الجليد
بطيئا نقيا كماء الوضوء
ليغسل فيه
غبار القلوب
هدوء البحار هدوء الروابي
هدوء وما من سكون
وتسمع بين الهدوء لُحوناً
موقعة بمسير البشر
وهمسات دبٍّ وحتى الصنوبر
حفيف جميل
فكل يغنى غناءً يردد ربي جميل
يحب الجمال
***
تعالَى تعالَى
أُريكَ الربيع
طيوراً زهوراً ونبتاً وليد
تعالى تراها
كرقصة عيد
على خصر طفل
كموكب حب
تعال تذوق
رحيق الزهورِ
تشم وتسمع
نشيدا من النحل رقصا ولثما
ويولد عمر
جميل جديد
فربى جميل يحب الجمال
تعال نطوف
أُريك المصيف وحلو الثمر
ففي الصيف يثمر سعي الربيع
ترى العمر يبلغ سن الرَشَد
ترى منبت النهدِ زان الصدورَ صُدور السنين
ترى الكون حبا
كجلسة أبٍّ يعانق طفلا
ويحكى لهُ قصةً من خيالٍ
كقصة أدهم أو سندباد
***
تعالى أُريك قوافل أنس
تعود مساءا
من الحقل حيث المنى والأمل
تغنى وتنشد
بلحن جميل
حروفاً تُصاغ
بماء الزهور
وشدو الطيور
****
ونسمة صيف تعانق طرفاً
نعانق رِمشاً
تعانق صفحة نهر خجول
ترى رفةً
ترى رعشةً
تراهُ تأَوَّد خِصْرُ الحياة
***
تعالى تعالى
أُريك الخريف
كعودة أب إلى منزل بعد يوم الجهاد
يعود ويحمد ربا جليلا
ويحمل بين الأضالع نفسا
تردد عند المساء صلاة
ترى في الخريف نمالا قوافل
تسير وتحمل زاد الشتاء
كنهضة شيخ بليل السحور
فكل يسير وما من سكون
وكل جميل
فربى جميل
يحب الجمال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى