الخميس ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم عبد الغفور الخطيب

تجلّياتُ عشقٍ لها

تقفينَ وحيدهْ.
في ليلٍ أنجمُهُ سكرى..
أسمعُ همسَكِ
أعرفُ في كلِّ الأوقاتِ طقوسَكِ
تبهرُني منكِ القسماتْ.
 
تبدينَ كنرجسةٍ
تحلمُ في كلِّ فصولِ الخصبِ
وتزهرُ في كانونَ
تُبيحُ العطرَ
وتعلنُ عصرَ البسمةِ
تسبيني من دنيا الحسراتْ.
 
تبدينَ
فيأسِرُني حُسنُكِ من صمتي،
يوقظُني من ليلٍ طالَ
ودهرٍ غالَ
ويجبرُني
أنْ أمسكَ كرةَ النُّورِ
وأقذفَها في عمقِ الظّلماتْ.
 
يا قصّةَ لحني وحنيني
يا معبرَ حبِّي نحوَ فضاءٍ موعودٍ
من قبلِ البَدءِ لآخرِ خطِّ التَّكوينِ
ولآخرِ ألوانِ الذَّاتْ.
 
ها إنِّي أُطلقُ في الكونِ غِنائي
وألملمُ أشيائي،
أبتكرَ صباحاً.. وصُداحاً..
أبني بيتي من نورٍ
أسكبُ عطرَ المنثورِ..
وأنهي بالجذوةِ في قلبي المتَّقدِ
جنونَ اليأسِ
وقلقَ الهجسِ
وعنفَ الأناتْ.
 
تقفينَ هناكَ
قريباً من لحظةِ سحرٍ
وقريباً جداً من نبعٍ بكرٍ
.. من فيضٍ..
ومخاضٍ..
ينداحُ وجودُكِ ملءَ العمرِ
ويُنهي بؤسَ التِّيهِ
وأسفارَ الهجرِ
وينقذُني من جمرِ الآهاتْ.
 
تعترفينَ وتستعرينَ
فيندفعُ القلبُ بلا أمرٍ..
مهلاً إطلالةَ قمري الحالمِ
ورويداً ورويداً..
من بحرٍ أغترفُ الحسنَ
ومن قفرٍ أقتنصُ الكلماتْ.
 
تقتربينَ
كفجرٍ يتسلَّقُ نافذةَ الرُّوحِ،
ويأخذني في رحلةِ عشقٍ
يمنحُني أملاً
يهديني ترتيلةَ شوقٍ
في آخرِ عرسِ النَّجماتْ.
 
قدري أنْ أحيا والحبُّ يلاحقُني
يبدعُني دوماً..
ويفجِّرُ في قلبي لغةَ الهمساتْ.
 
قدري أنْ أسلُكَ دربَ البوحِ
وأمضي بتمائمِ عطرٍ..
مِنْ عُمْرٍ
أُبدعُ في روحي روحَكِ
أَنقشُ رسمَكِ
أُسرفُ أُسرفُ
أَستنفدُ كلَّ الرَّغباتْ.
 
مِنْ عُمْرٍ
يا قصَّةَ أُنسي
أبحثُ عن نفسي
وأُصلِّي بخشوعٍ أصفى الصَّلواتْ.
 
مِنْ عُمْرٍ
أَبحثُ عن سرٍّ
أَستنفرُ صبحي ومسائي
أَستدعي النَّهرَ
الزَّهرَ
الجمرَ
وأختبرُ الخطوات.
 
تنتظرينَ.. وأعرفُ.
رعشةَ شعري
تُذهلُني النَّجوى
تُغريني الأجفانُ النَّشوى..
مثلَكِ يا سِرَّ النَّورِ
أذوبُ
أذوبُ
ولا أعشقُ إلا البَسَمَاتْ.
 
تبتسمينَ
فيغويني ثغرُك،
هذا الظَّمآنُ بلا عذرٍ
هذا السَّكرانُ بلا خمرٍ
من دهرٍ
أُبصرُهُ
يَستفتحُ آياتِ الفوحِ
وأشكُرُهُ
هذا الغجريُّ السَّارحُ في الفلواتْ.
 
تتَّحدينَ
وتقترفينَ الوجدَ
فتتَّقدُ سمائي
وتحلِّقُ فيها اللذاتْ.
 
أعتنقُ الآنَ جنونَكِ
أتتبَّعُ ومضَكِ
أقتحمُ بهاءَكِ
منْ بعدِ القهرِ.. ومنْ بعدِ العبراتْ.
 
فاتنةَ الوردِ
خبيئةَ آمالي..
أشتاقُكِ نبعاً منبثقاً من صخرٍ..
أشتاقُكِ درباً أبديّاً في رحلةِ عُمْرٍ..
أشتاقُكِ منطلَقَ حياةْ.
 
فدعيني أُبحرُ في فجرِكِ
أُطلقُ صوتَكِ
من كهفِ الحزنِ الموصودِ
دعيني أكتبُ اسمَكِ
في قلبي
وأَخطُّ تباريحَ اللحظةِ
أَحرقُ أسفارَ اللعناتْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى