الاثنين ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٥

تشومسكي وموخيكا النسر والعُقاب

صدر حديثاً، عن "منشورات المتوسط"، الترجمة العربية لكتاب "تشومسكي وموخيكا – النسر والعقاب" للكاتب المكسيكي ساوول ألفيدريز، بترجمة ضياء حيدر عن اللغة الإسبانية.

هذا الكتاب، والذي يُعد من أكثر الإصدارات اللاتينية تأثيراً في السنوات الأخيرة، يجمع بين شخصيتين استثنائيتين في الفكر والسياسة المعاصرة: من جهة، خوسيه "بيبي" موخيكا، الرئيس الأورغوياني السابق والمناضل الذي حقّق شعبية عالمية هائلة من خلال رسالته المتمثّلة بالتقشّف والحكمة والفِطرة البشرية السليمة، وأصبح رمزاً عالمياً للتواضع والثورة الأخلاقية. ومن جهة أخرى، نعوم تشومسكي، المفكّر الذي أحدث ثورة في علم اللسانيات، وقارب الكثير من المواضيع الإنسانية والفلسفية العميقة.

يلتقي الاثنان في حوار فلسفي وإنساني عميق حول الحرية، العدالة، والكرامة، في زمن يتهدده رأس المال والجشع والعنف، فيقدمان لنا محاورة رفيعة حول القضايا المصيرية التي تؤثّر في الإنسانية ومناقشة البدائل للمستقبل.

وهذه الترجمة العربية تأتي لتعيد وصل القارئ العربي بتيارات الفكر التحرّري والأناركي في العالم، وتقدّم نموذجاً نادراً للقاء بين الفلسفة والسياسة والشعر الإنساني في أبهى تجلياته.

إنه بيان للكرامة في زمن الانهيار، وصوت العقل الأخير في مواجهة الجشع الكوني.

أخيراً، صدر الكتاب في 264 صفحة من القطع الوسط.

من الكتاب:

ب. موخيكا: في خضمّ حضارتنا، تمّ، وعلى مدًى طويل، خلق بناء توحيدي، جاء كابن للديانات، وقد قبلته الإنسانية، يضع الإنسان في قمّة الطبيعة الحيّة. وهو ما جعلنا نعتقد أننا بامتلاكنا القوّة نمتلك الحقّ، وجعل ثقافتنا الحالية لا تملك التواضع لتواجه بما هي عليه ضخامة الكون. من وجهة نظر أنثروبولوجية، نحن كائنات مغرورة بطريقة لا تُحتمَل. نعتقد أننا مهمّون جدّاً، وكلّ شيء خاضع للإنسان. ارتكبنا الفظائع. لا أعرف لماذا حياتنا قيّمة أكثر من حياة الصراصير، إن كانت وحدها مَن سيبقى بعد الحروب النووية ونحن مَن سيختفي.

ن. تشومسكي: هذه مساهمة مجتمعات السكّان الأصليّين (شعب العُقاب) في الحضارة الحديثة. وكما تعلم فإن بوليفيا وإكوادور -الدولتين اللتين تضمّان عدداً كبيراً من السكّان الأصليّين- قد أقرّتا «حقوق الطبيعة»، فيما أدرجتها إكوادور أيضاً في دستورها. هذا النضال من أجل حقوق الطبيعة هو مساهمة في الحياة المتحضّرة المفترَضة، التي تأتي في الواقع من مجتمعات السكّان الأصليّين والمجتمعات القبلية في العالم.

عن الكاتب:

ساوول ألفيديريز، ناشط ومخرج أفلام وثائقية مكسيكي. وُلد عام 1988م. متأثّراً بجوليان أسانج، أسّس عام 2012م الحركة الطلابية #أنا الرَّقْم 132، المعروفة أيضاً بـ”ربيع المكسيك”. هذه الظاهرة الطلابية -وهي الكبرى في المكسيك خلال القرن الحادي والعشرين- حاربت التلاعب الإعلامي من خلال تنظيم تحرّكات كبيرة، جمعت طلاب الجامعات الخاصّة والرسمية في أنحاء البلاد. وقد دفعه نشاطه إلى اللجوء عدّة سنوات إلى جنوب أميركا اللاتينية، حيث بدأ تصوير فيلمه الوثائقي الأوّل الذي سوف يُطلق بعد نشر هذا الكتاب. هذا الفيلم الطويل يجمع المفكّر الأميركي نعوم تشومسكي ورئيس أوروغواي السابق خوسيه “بيبي” موخيكا، بتعاون خاصّ مع الموسيقار البريطاني روجر ووترز (الشريك المؤسّس لفرقة بينك فلويد) كراوٍ للوثائقي. وانطلاقاً من قناعته أن جيلي نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، ورثوا حضارة بيئية واقتصادية وسياسية واجتماعية غير مستدامة، يرى ألفيديريز أن عليه محاولة فتح النقاش العامّ على نطاقٍ واسعٍ بين الشباب وتركيزه حول إيجاد حلول للمشكلات العالمية.

عن المترجمة:

ضياء حيدر أحمد، كاتبة وصحافية ومترجمة أدبية من لبنان، وُلدت في مدينة جبيل وتخرّجت في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية عام 1994.

منذ أكثر من عقدين وهي تمارس الكتابة والتحقيق الصحافي في عدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، قبل أن تتولى رئاسة قسم الوسائط المتعددة في موقع الأخبار 24 بين عامي 2013 و2023.

إلى جانب عملها الصحافي، كرّست ضياء شغفها للترجمة الأدبية، فنقلت إلى العربية رواية خيول الشمس للكاتب الفرنسي جول رواي في ستة أجزائها كاملة، كما ترجمت العديد من كتب الأطفال واليافعين عن اللغة الفرنسية، من بينها زِبولين الصغيرة جداً، ستروم، في أرض تيتوس، سلاحف بوليلانغا، الملكة، ولولّو.

تعيش منذ عام 2020 في برشلونة، حيث تفرغت للكتابة والترجمة.

إصدار: 2025

عدد الصفحات: 264

ISBN (الرقم الدولي): 9791255911463

حجم الكتاب: القطع الوسط

تعرف أكثر على الدار عن قرب

المتوسط هي دار نشر مستقلة ذات موقف جذري، وأنها تؤسس ديناميكية في اختياراتها وآليات عملها انطلاقاً من موقفها ذلك. وتنشط منشورات المتوسط في البلدان العربية وتنشر الكتب في مجالات الأدب والفكر والثقافة عامة.

اتخذت منشورات المتوسط من رسم الدونكيشوت راكباً دراجة هوائية بدل حصانه، شعاراً لها. وقصدها من ذلك انتاج معرفة تجمع بين عنصري الأصالة والمعاصرة. لذا فإن دونكيشوتنا يهيم على وجهه، ينده بين الناس: معاً لنحارب طواحين الهواء. لكنه يعلم تماماً أنها حقيقية بالمطلق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى