الأحد ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم محمد رجب محمد أحمد طلبة

جذورُ بُندقيَّة

تطايرتْ روائحُ الوردِ من جوانِب شرفاتِنا في نهارٍ مأمونٍ فيه أملٌ وابتغاء، ونَمَت أجنحةُ الطير في أفقٍ يمتدُ في العُلى حتى يلمس نجومًا هائلةً رغيدة، وإنِّي حينما سكنتُ الأرض واعِيًا يقِظًا؛ وجدتُ أنني نشأتُ فتىً مُتجذِرًا في قريةٍ صغيرةٍ بالقربِ من قطاعِ غزَّة، فَعِشتُ في دواخِلها طوال عمري، ثم صرتُ جسدًا نحيلًا مثل فرعِ الشجرِ واجِمًا تعِسًا أمامَ منطقةٍ قاحِلةٍ تجري من تحت أعينِ العالم البشريّ، ذلكَ لأنني أرغب العودةَ ثم إني أخشى العودة نفسها، فربما أخاف ألا أراها مثلما تركتُها بعد أن فقدتُها في الحرب، وأن ألمحَ فوق ترابها لونَ دَماءٍ مزجوها بالثرى والرمل، وإنِّي أشردُ كثيرًا في ماضٍ لم أذكرْ وقتًا فيه إلَّا أنني كنتُ مُعتادًا أن أمضي بالقُرب من النهر حتى أعملَ في أرضِنا الزراعيَّة حتي أحرثها وأزرعها نباتًا نأكل منه شطرًا ونبيع ما بقي منه في أسواق المُدنِ البعيدة، ولا أزالُ أظنَّ أن الفضلَ والبِشر يسريانِ في عناقيدِ الحياة ولا أرى فيها بعضًا قبيحًا، وكان ذلك قبل أن تلتفتَ رأسي حينًا عند الظهر إلي فتاةٍ مليحةٍ تمشي بتمهُّلٍ إلي النَّهرِ فتملأ منه ماءً صافيًا كعينيّها اللتيْن تبصرانِ ضبابًا هنيئًا من ريقِ السماءِ الماطرةِ في ذلك النهار العجيب، الحقُّ أنها كانت المرة الوحيدة التي أحسستُ فيها الحبُ لأول وقتٍ في عمري، وقتها أمطرتني السماواتُ جذلًا وحبورًا، وأخرجتْ لي الأرضُ شيئًا من الرجاءِ والأملِ، وإني بعد ذلك بأيامٍ أخبرتُ والدي بما خطر في نفسي، وإني وجدتُ في وجهه بشرًا ونعيمًا.

ولا بُد للأيام أن تمضي وأن ترتفع الشموس وتهبط الأقمار، فإنني بعدما فاتت بعضُ أيامٍ من الدهرِ الأليم، شهدتُ وقتها «طوفان الأقصى» في المنطقة كلها، فرحتُ حينما ضربنا جنود الاحتلال في صدورهم، وحزنتُ وقتما أشعلوا النارَ في بعض الحارات والطرقات، وإني قد لبستُ جلبابًا من القطن وقطفتُ لها بعض الوردِ وقد خرجتُ مع والدي حتى نطلبها للزواجِ الذي أحسستُ فيه بأملٍ مُبتغىً؛ وأمَّا هي؛ فشعرتُ أنها ارتدت زيًا مُزخرفًا منقوشًا وتأهبتْ لأن تستقبلني مع أهلها، وأمَّا بعد؛ فلم أشهد عُرسًا مُتَّسِعًا، ولم أشعر حُبًا دافئًا، بل أبصرتُ حريقًا يحوم حولنا وصواريخَ تُدفنُ في بيوتِنا ورصاصاتٍ تُغرس تحت جلدِنا، لم أشعر بعدها بنفسي بعد أن وقعتُ على الأرضِ دون أن أدري أحدًا، ولم أعِ العالمَ مرة أخرى إلَّا بعدما استيقظتُ في «مستشفى المعمداني» وقد بتروا لي قدمي اليُسرى، وأخبروني يومها أن والدي اُستُشهِد في الليلةِ نفسِها، وبعد ذلك بأيامٍ قليلة؛ عبرتُ معبرَ رفح ودخلت إلى مصر آمنًا، وأمَّا الآن؛ وبينما أسكن في قريةٍ أخرى، فكنتُ ذاتَ يومٍ في جلوسٍ مع صديقي في شرفةٍ قديمة تطل على البحر، اقترب مِنِّي ثم همس لي وقال:

 لم يكُن لضعفِكَ أن ينكسرَ لولا أن تنادي على أهلكَ، وإن كان بصوتٍ شهيقٍ بعيدٍ كألواحِ القَشّ التي تخشي الرياحَ العاتية، أو بجسمٍ نحيلٍ كعودِ البوص في ثوبٍ ضربتْه الخناجرُ الباتِرة وصهرته نيران الرمل، فلا تخشَ العودة إلى قريتِكَ، فهي رغبةٌ أصيلةٌ في نفسكَ.

تنهَّدتُ في خاطري ثم قلتُ:

 لكني لا زلتُ أفكّر ألف مرةٍ قبل أن أبصر قريتنا بعنقٍ مهزومٍ مكسور كغصن شجرةٍ قديم.

ربتَ على كتفي ثم قال:

 حينما بدأَ العشقُ في قلبك؛ لم تخشَ وجود الاحتلال في بلدك، وأمَّا الآن؛ فهلك جنودهم كلهم، فلا تجعل ذكرياتِ الاحتلال تؤثِّر فيك أو تمنع الحب الذي في نفسك!

وأمَّا بعدُ؛ فاستندتُ على عُكَّازٍ من الخشب والنحاس ثم سافرتُ إلى قريتنا خلال البرّ في بعض ساعاتٍ من النهار، وبينما أسيرُ في الطريق؛ لمحتُ صديقًا قديمًا يعرفني جيدًا، سلَّمتُ عليه واحتضنني لبعضِ لحظاتٍ، ثم قلتُ له:

 ما أخبارُ القرية في سنواتِ غيابي؟

صمتَ لحينٍ من الوقت شعرتُ خلاله أنه مُتبرِمٌ حزين، ثم قال:

 إن أحدًا استغلَّ موتَ والدك، وسكنَ في بيتكَ، وأن أرضكَ الزراعيَّة قد بارت منذ زمان.

حزنتُ كثيرًا لما سمعتُه من لسانه ثم قلتُ:

 مَن فعل ذلك؟

فقال:

 إنه «سَمعَان»؛ واحدٌ من اليهود يدَّعي أنه قد أسلَم وأصبح اسمه «عبد الظاهر»

لم تُزيدني كلماتُه إلَّا اندهاشًا وحيرةً وارتباكًا هارِمًا هائلًا، وكنتُ يائسًا صامتًا مُتبرِّمًا وقتما عبرتُ صديقي بشيءٍ من الصَّدمةِ التي هدمت جبلًا كان قويًا بالأمس، وما كان منِّي سوي أن تحاملتُ على بدني حتى مشيتُ ومررتُ بالزقاق لأري بيتَنا القديم، رميتُ الحقيبة في الأرض ومسحتُ عرقي وأخذتُ أنفاسي، ثم دقَّت يدي على البوَّابة حتى ظهر لي أحدهم، ظهر لي رجلٌ عجوزٌ يرتدي عباءة أصيلة فوق بدنٍ عريض وطاقية صوف تطل منها شعيرات بيضاء وأخري فضيَّة، وجهٌ خشِن يميل للحُمرة يحمل شاربًا عريضًا، ولحية محلوقة، حينما يبتسم لكَ تظهر بين أسنانه واحدةٌ ذهبيَّة، جلستُ بالقرب منه، ثم قلتُ:

 «كيف سكنتَ بيتي أيها اليهودي؟!»

تبسَّم لي ثم قال:

 إن أباكَ قد باعَ ذلك البيت لوالدي قبل أن يموتَ بأيامٍ حتى يسد كلَّ ديونه، لكنه لم يخبرْك قطّ حتى لا تحزن نفسُك!
لم أصمتْ حينها، بل أدخلتُ يدي في جيبي حتى أخرجتُ منه مفتاحًا من الحديد، ورفعتُه إلى وجهه العريض، ثم قلت:

 كلُ واحدٍ من الأجدادِ والآباءِ يورِّثُ للأنسالِ مفتاحَ بيتِه، البيت الذي يمثل لنا عِرضًا وشرفًا، وإن والدي رحمه الله؛ لم يبِع عِرضه ولا شرفِه.

وقد خرجتُ من البيتِ مُستنِدًا على العُكَّازِ مرة أخرى وقلتُ في نفسي؛ إن الأمسَ لا يكونُ شيئًا بعيدًا عن اليومِ أو هو يعدك بالنسيان في الغدِ، فلا أحدًا أحببتَه في يومٍ لا أمد له؛ بمقدورك أن تنساهُ أبدًا، ولا أرضًا وُلدتَ عليها وصرختَ فيها صرختك الأولي ثم ما أن كبرتَ هجرتها؛ يكون بمقدورك أن تهجر الذِكري فيها ولا أن تجهلَ ريحًا طيِبةً تجيء لك منها وإن كنتَ في آخر الدنيا، إنَّك لا تستطيعُ نسيانَ الجمادِ والطيرِ والنباتِ، فهل تظن نفسك تنسي أشخاصًا من لحمٍ ودمٍ وعظام؟!، ولم أجدْ وقتها مأوىً لي في ذلك النهار الرحيب المُتسع سوى بيتِ صديقي القديم نفسه، أدخلني غرفةً صغيرةً تطل على نهرٍ رائقٍ صافٍ، وأحضر لي كوبًا من القهوة، وبينما أشرب منها شربةً صغيرةً؛ سألتُه عن حكاية «سمعان» اليهوديَ الذي أصبح «عبد الظاهر» المُسلم، فحكى لي؛ أن جاءَ ذاكَ الرجلُ في جسدٍ واهنٍ ضعيف وقد أخبرنا أنه قد أسلَم على يدِ أحدِ شيوخِنا بعدما كان فردًا من يهودِ أوروبا، ثم أقام بيننا في دارٍ صغيرة، وكان كلما فاتت أيامٌ؛ اشترى أرضًا يبنى عليها له بيتًا، وحقلًا ممتدًا واسعًا يزرع فيه القمح والأرز، ثم يبيعه لأهلِ فلسطين كلهم، ولا ندري من أين جاء بكل أموالِه الهائلة العجيبة؟!

وأمّا في آخر الليل؛ فلمحتُ أرضَنا من بعيدٍ، فخطَر في بالي أن أدقَّ الأرضَ وأرعاها حتى تنمو نفسها النائمة، وكأنها جسدٌ له روح، ودماء وعظام ولحم، وإني كلما أبصرتُها يومًا؛ تذكرتُ معها خَطيبتي التي عهدتُ على قلبي ألا يعشق غيرها أبدًا، وقد فاتت بعض الشهورِ التي جعلتني أشعر بالحياةِ المُتفرِّدة خلال عمري، والشيء العجيبُ أن كلما نبتت أرضي الزراعيَّة أمام عينيَّ؛ رأيتُ بنفسي ذلك الرجل اليهودي «سمعان» وهو يكبر يومًا في إثرِ يومٍ، وظلَّ يدَّعي أن بعضًا من أهلِ قريتنا قبل أن يستشهدوا في الحرب؛ قد باعوا له بعضًا من بيوتهم وأرضهم، لكن لم يصدقْه أحدٌ من أهل غزة، وإني أذكر جيدًا؛ لا أنسى أبدًا؛ أنني الوحيد الذي يعرف مكانًا محجوبًا في ذلك البيت الذي كان بيتي منذ أن ولدتُ حيًا، وإني ذاتَ يوم خلال آخر المساء؛ قد تسلَّلتُ وحدي إلى أعماقِ ذلك البيتِ دون أن يراني أحدٌ فربما أجدُ شيئًا ما داخل مكانٍ ما كان محجوبًا مُتخفيًا، وإني قد فتحتُ البابَ بذلك المفتاح الذي لم يفارقنْي قط، وقد تسحَّبتُ خلف البابِ في ظلامٍ حالِك لم يمنعني من التحرُك بين جنباتِه والنظر في دواخله الحيَّة، وسكنتُ لحظةً أخرى قبل أن أدقَّ بقدمي الوحيدة نقطةً هشَّةٍ في أرضِ البيتِ، سحبتُ السجادة من فوقها قبل أن أرى بابًا صغيرًا من المعدن العتيق في أرضيَّة البيتِ يفصلني عن ذلك المكان المُتخفي في بيتنا، فتحتُه ببطٍ ثم نزلتُ خلال سلمٍ قصيرٍ من الخشب لأبصر بعده حجرةً صغيرةً قد حفرها والدي رحمه الله حتى نُخبِّئ بعضَ الأسلحة داخلها، وكان كلما يفتش الاحتلال في بيتنا؛ لا يجد شيئًا، لكني الآن لم أجدْ فيها أسلحةً ولا رصاصاتٍ، بل وجدتُ فيها أوراقًا مزيَّفةً لكثيرٍ من البيوتِ والأراضي في أحياءِ غزة كلها، ولم أكَد أبلع ريقي حتى شعرتُ بضربةٍ قويةٍ خلف دماغي وقعتُ إثرها على أرضِ الحجرة فاقدًا للوعي والتفكُّرِ تمامًا.

إنها هي؛ لا أصدق نفسي، إني رأيتُ بياض وجهها، وسواد شعرها، هي نفسها لا أحد غيرها، إنها حبيبتي، كيف تكون هنا مع الرجل اليهودي؟ نظرتُ إليها وأنا مُقيدٌ بحبالٍ متينةٍ راقدًا على الأرضِ ذاتها، ثم قلت لها متعجِبًا مدهوشًا:

 ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟ لقد بحثتُ عنكِ لفتراتٍ من الزمان، وتكونين ختامًا هنا؟

ابتعدتْ عني لأمتارٍ قليلةٍ ثم قالت:

 لقد تزوُّجتُ «عبد الظاهر»!

وكنتُ مُرتعبًا غاضبًا حينما قلت لها:

 تقصدين «سمعان» اليهوديّ، إنه لم يسلمْ ولم يؤمن إلَّا بأن الأرض لهم

صمتت لحين قصيرٍ ثم قالت:

 لا، إنني لم أقبل زواجَه إلَّا من أجل إسلامه وأنه آمن بأرض فلسطين

ضحكتُ منها ساخِرًا، ثم قلت:

 ألم تقرئي كل هذه الأوراق المزوَّرة في الحجرة؟، إنه يرغب في أن يفرض نفوذه في غزة كلها بأن يخدعنا بأنه أسلم لدين الله وأنه آمن بأرضنا، لكنه في الأصلِ يرغب في تملُك عقولنا وأنفسنا، الحرب القادمة ربما لن تكون بالأسلحة والرصاص، بل إنها حربُ فِكَرٍ وعقيدةٍ وإيمان، إن الرصاصات تفنى؛ والأسلحة تتقيَّد، إنما الأفكار والمُعتقدات؛ لا تفنى، ولا تتقيَّد أبدًا، إنه بدأ خطَّته بأن يستعطف قلوبنا قبل أن يتمكَّنَ من كل شيءٍ في بلدِنا أرضًا بعد أرضٍ وبيتًا بعد بيتٍ بحجَّة أنه منَّا، مثلنا، مؤمن بنا، وإن ذلك شيءٌ مكذوب، ألا تدركين ذلك؟

اقتربتْ بخطواتٍ بطيئةٍ مُتردِّدةٍ ثم حلَّت قيودي وتركتني آخذ أوراقه المُزوَّرة معي، وإني صعدتُ السلَّم بخطواتٍ سريعاتٍ بقدمٍ وحيدةٍ حتى خرجتُ من الحجرة تمامًا لكن لم أكَد أخرج من البيتِ سالِما؛ حتى وضع الرجلُ اليهودي فوَّهةَ مُسدّسٍ في رأسي، ثم قال:

 منذ اليوم الأول لك هنا؛ وأنا أراقبك.

التفتُ له ثم قلت:

 ذلك لأنك تعرف حقًا أنني مُقتنعٌ بأنك «سمعان» اليهودي، وليس «عبد الظاهر» المُسلم.

ابتسم لي مُحدِّقًا في عيوني، ثم قال:

 كنتُ مُعتقدًا أنك سوف تكشف كل شيء، والخطأ أنني لم أقتلك وقتها، وأمَّا الآن؛ فسوف أصحِّح ذلك الخطأ في الوقت ذاته.

وقتها، تيقَّنتُ تمامًا أنني سوف أموت هنا، لكنه سوف يأخذ من يديَّ أوراق البيوت والأراضي مرة أخرى دون أن يعرفَ الناسُ بأنه في الأصلِ صهيوني وسوف يظل صهيوني إلى نهاية عمره، ولكن على غير توقعٍ؛ وجدتُه مُلقى فوق الأرض مقتولًا بخنجرٍ في يدها، فإنها قد آمنت بحديثي أخيرًا، تبسمتُ لها، وتبسمتْ لي قبل أن ترتمي هي الأخرى فوق الأرض بجوارِه، وإني رأيتُ دماءً تتسرَّبُ من ظهرها إثر رصاصةٍ ملعونةٍ من مُسدَّسِ ذلك الرجل اليهودي الذي توقعتُ أنه غدر بها وهي داخل الحجرة المحجوبة، لأنها ساعدتني في الهربِ من البيتِ.

وأمَّا في اليومِ نفسه؛ فإنِّي أحرقتُ أوراق الرجلِ اليهودي المُزوَّرة ثم ألقيتُ حطامها في غزة كلها، وأمَّا هي؛ فإنها دُفِنتْ في مقابر البلدة خلال الليل، وإني بعد ذلك بأيام بعيدة؛ نقلتُ قدمي المبتورة بجوارها، وجلستُ وحدي أُنشِدُ أبياتًا قد كتبتُها ذات يومٍ..

أنا الطِفلُ الفَلســــــــــطينيُ الذي وُلدَ في كلِّ بِلادِ العَربِ
تربَّيتُ أن لي أرضًا لا تزالُ تُشرقُ من أرحامِ المغرِبِ
أنا مَن وُلدتُ ثائرًا تحت حُطامِ الحربِ وفي محطَّاتِ الرُكامِ
صعدتُ بقدمٍ مبتورةٍ على تلالِ القُدسِ رافعًا رايتي فوق راياتِ السَّلامِ
وكتبتُ تاريخي بالدمِ وبالرصاصِ؛ فَتَاريخُ فلسطين لا يُكتبُ بالأقلامِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى