الثلاثاء ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم نوميديا جروفي

حوار مع الموسيقار و المايسترو خليل بابا أحمد

ابن جوهرة المغربي العربي تلمسان، المايسترو الذي صنع عالمه الخاصّ بإبداعه و فنّه.المعلّم الموسيقي الذي فتح ورشة الموسيقى لكلّ الأعمار بدون استثناء، يتعلّمون قراءة النوتة الموسيقية و كذا العزف كلّ بآلته التي يختارها. له طريقة خاصّة في التعليم. إنّه صديق لتلاميذه.

أوقات الدرس تمضي دوما جميلة تغمرها البهجة بين الجميع.

إنّه الموسيقار خليل بابا أحمد، فلنتعرّف عليه عن قرب....

س: من هو خليل بابا أحمد؟

ج: خليل باب أحمد، من مواليد 1983، فنّان موسيقي، مؤلّف، ملحّن و مايسترو،قام بإعداد الكثير من المشاريع الموسيقية و العالمية على غرار موسيقى و سلام 2013،وصلات الصداقة 2017 Mystic Muse، حكاية إلهام على مرّ الزمان كما كان قائد مجموعة (جركا) عام 2006

س: بصفتك من عائلة موسيقية معروفة في ولاية تلمسان، ما هي صلة القرابة بينك و بين المرحوم رشيد بابا أحمد؟

ج: المرحوم رشيد بابا أحمد من مواليد 20 أوت 1946، كان مغنّي و موسيقي و ملحّن و ناشر جزائري و أيضا منتج للفيديو كليب و الحصص التلفزيونية في ذلك الوقت و صاحب أستوديو فخم بكل ما يتطلّب من أجهزة متطوّرة،هو فخر لعائلة بابا أحمد و فخر لمدينة تلمسان و الجزائر و الفن الجزائري في الثمانينات لغاية 15 فبراير 1995 حيث أغتيل.، و هو من أعطى الانطلاقة للشاب أنور، الشابة فضيلة و الشاب صحراوي.

و أنا بدوري أفتخر أنني دخلت أستوديو رشيد بابا أحمد و أنا في بدايتي في نهاية التسعينات.

س: من اكتشف فيك الموهبة الموسيقية؟

ج: علاقتي مع الموسيقى هي موهبة فطرية بكوني من عائلة تُحبّ الموسيقى.

س: متى بدأت العزف؟

ج: بدأت مشواري الموسيقي في عمر العاشرة في (جمعية غرناطة) ثمّ غادرتها إلى ورشة الموسيقى بدار الثقافة (عبد القادر علولة)

س: من هو معلمك الموسيقي؟ و من ملهمك الأول؟

ج: معلّمي و ملهمي كان الأستاذ شافع بلعيد، معلّمي في الصولفاج و كذا العزف على آلة الكمان.

س: ما هي أقرب الآلات الموسيقية إليك؟

ج: آلة الكمان.

س: حدّثنا قليلا عن المهرجانات الموسيقية التي شاركت فيها كمايسترو و عازف؟

ج: شاركت في العديد من المهرجانات الوطنية و كذا الدولية منها:

المهرجانات الأندلسية في تلمسان
نشاطات على هامش تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية
المهرجانات الموسيقية المغاربية – القليعة –
مهرجانات تيمقاد – جميلة – مستغانم.
سهرات و مشاريع فنية و وطنية.
مهرجانات الموسيقى بتونس،المغرب، إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، اليابان و كوريا الجنوبية.
المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية و الموسيقى العتيقة.
تبادلات موسيقية مع معاهد فرنسية بالجزائر (CCF)
La citée de la musique (Paris)
L’année de l’Algérie en France

س: كيف و متى أسّست فرقتك الموسيقية التي ترافقك دائما؟

ج: تأسست الفرقة من طرف عشرة عازفين مخلصين و هي في طريق التطوّر، و هم عازفين تتوفّر فيهم الشروط و المعايير اللازمة و كلّ ما يتوافق مع اللمسة الخاصة لفرقة (مجموعة خليل بابا أحمد).

س: أنت مفخرة لولاية تلمسان، و تُعتبر من ضمن الذين يُتقنون قراءة الصولفاج الموسيقي، متى بدأت تعليم الموسيقى؟

ج: لي الشرف و الفخر أن أكون معلّما للصولفاج في ولايتي و مسقط رأسي تلمسان، و قد بدأت بتعليم الموسيقى سنة 2002 للعازفين و من يحبّون الموسيقى.

س: كيف خطرت لك فكرة تأسيس ورشة تعليم الموسيقى؟

ج: جاءت الفكرة لتطوير معرفة الموسيقيين و العازفين الذين تسري الموسيقى في دمهم و روحهم.

الورشة مفتوحة لكل العازفين من كل الأعمار لأنه ليس لتعلّم الموسيقى عمر محدّد أبدا.
و الورشة تعمل لمساعدة العازف إتقان العلوم الموسيقية من صولفاج و عزف و غيرهما، و تشهد إقبال كبير خاصة و أنّ هناك عازفين من الجمعيات لتطوير معرفتهم و إبداعهم أكثر، و أنا أعمل على تعليم الشباب و الصغار فخصّصت فوجين، أحدهما للشباب و الثاني للصغار.

س: كيف رحّب أبناء و بنات مدينة تلمسان بالفكرة؟

ج: الورشة شهدت إقبال من كل الفئات لتعلم الموسيقى و العزف بكل حبّ و سعادة و فرح و هذا يُشجعني أكثر.

س: هل لاقيت صعوبة في تعليم الشباب و خاصة الصغار؟

ج: هناك صعوبات في كلّ شيء، لكن على المعلم أن يمتلك تقنيات خاصة للتعليم، خاصة لو كان التعليم عن حبّ و شغف.

س: بصفتك عازف كمان، هل هناك إقبال على تعلم العزف على آلة الكمان؟

ج: هناك إقبال كبير على تعلّم العزف على الكمان، إنه الآلة الوجدانية و الروحية التي لها علاقة خاصة و استثنائية بينها و بين عازفها.

س: ما هي الآلات الموسيقية التي يميل إليها تلاميذك؟

ج: من بين الآلات التي يختارها تلاميذي:
الكمان، الغيتار، البيانو، العود،المندولين.

س: بصفتك مايسترو،هل تلاقي صعوبات في تحضير الفرقة لجولة موسيقية أو حفلة؟

ج: الصعوبات هي العوائق أحيانا التي نلاقيها في التحضير و تكمن في:

صعوبات كبيرة في الإنتاج الفني و خاصّة في نطاق إبداع و إنتاج جديد
البرمجة غير البناءة.

انعدام الدعم في أغلب الأحيان.

لا ننسى أنه على الفنان أن يفرض نفسه في الساحة الفنية و يبرز مهاراته.
إهمال السلطات للفانين للإنتاج الفنّي القيّم و ارتكازهم على سياسة الأرقام في إطار.

س: متى بدأت قيادة الفرقة الموسيقية كمايسترو؟

ج: بدأت قيادة الفرقة الموسيقية كمايسترو سنة 2014 في إقامة ثقافية لمزج الموسيقى الكلاسيكية مع الأندلسية مع فرقة music and peace من مدينة Lille الفرنسية.

اعتبر هذا عمل فريد من نوعه الذي كان تحت الإدارة الفنيّة للأستاذ توفيق بن غبريط حيث أشرفت عليه في طبعته الأولى جامعة تلمسان.

و لأول مرة في تلمسان رفقة عازفين فرنسيين بتناسق كبير تحت قيادتي كمايسترو و قائد فرقة.

كنت حينها كمدير فنّي للمشروع و أشرفت على كتابة النوتة الموسيقية للعازفين الفرنسيين. و هذا العمل كلّفني بحث لسنة لأحسن طريقة لكتابة الموسيقى الأندلسية تحت إشراف المايسترو الفرنسية Anne Leridan التي لقّنتني دروس و تقنيات في إدارة الجوقة الموسيقية و الكتابة لعازفين أجانب لا علاقة لهم بالموسيقى الأندلسية. و لاقى المشروع مشاركة موسيقيين و فنانين من كل أنحاء الوطن منهم:

إبراهيم حاج قاسم، كريم بوغازي، أ.توفيق بن غبريط،ليلى بورصلي، نسرين غنيم، فؤاد ديدي، أ. نور الدين سعودي، مبارك دخلة.

شهد المشروع نجاحا باهرا في الجزائر العاصمة و كذا في مدينة تلمسان، كما شهد حفلا كبيرا بعدها في مدينة Lille الفرنسية حيث تمرّن فيها العازفين التلمسانيين على يد مؤطرين و أساتذة فرنسيين ذوي كفاءات عالية.

س: هل تُفكر في إنشاء فرقة أوركسترا موسيقية من تلاميذك؟ و هل تراهم عازفين في المستقبل؟

ج: هذا الموضوع في طريق الإنتاج و هو ضمن مشاريعي و أهداف الورشة، انطلاقته الأولى ستكون بدءا من صيف 2019 حيث ستنظّم الورشة حفل موسيقي بهيج لاختتام السنة و مختلفا عن هذه السنة من حيث المضمون و الإبداع، فيكون أوّل إطلالة لجوقة موسيقية كبيرة متكوّنة من تلاميذ الورشة.

س: ما هي أمنيتك كعازف كمان و مايسترو؟

ج: الموسيقى لغة الروح تبثّ الجمال للحياة بألوانها الجميلة، تُبهج القلب و تُريح النفس الحزينة لتُخلّصها من كآبتها.

كلّما استمعنا للموسيقى نتماهى معها فنشعر بالسعادة لسبب لا نعرفه.
فلنعلّم أجيالنا و أبناءنا لغة المحبة و السّلام التي تجمع الجميع دون استثناء.

س: كلمة أخيرة

ج: أنا في خدمة الوطن و تطوير الموسيقى و إحياء تراثنا العريق بطريقتي الخاصة.
قُمت بأداء الموسيقى الجزائرية على الطريقة التقليدية و قمت بأدائها بطرق عصرية، و أنا متيقّن بضرورة الحفاظ على كلتا الطريقتين، و هذا الاختلاف لا بدّ أن ننظر له نظرة براغماتيكية و إجمالية لنجعل منه قوّة لنا للترقية و الإعلاء بالثقافة الجزائرية إلى أعلى المناصب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى