

حَرُورُ الْأَسِيرِ
حَرُورُ الْأَسِيرِ أَغَابَ الظِّلَالُ
وَأَوْدَى بِكُلِّ عَبِيرِ النَّسَم
نِهَارِي كَلَيْلِي عَجُوزٌ عَقِيمٌ
وَلَا خِلَّ عِنْدَي إِلَّا الْقَلَم
يُنَادِي عَلَيّ فَلَا أَسْتَجِيبُ
فَيُقْسِمُ عَلَيّ عَظِيمَ الْقَسَم
نَهَضْتُ لِأُدْرِكَ بِرَّ الْيَمِينِ
تَخُطّ يَمِينِي دُمُوعَ الْأَلَم
رَأَيْتُ مِدَادِي كَسَيْفٍ مُضِيءٍ
يُنِيرُ الطَّرِيقَ وَيَمْحُوالْعَتَم
وَشِعْرِى كَنَهْرٍ غَرِيقِ الضِّفَافِ
سَيَرْوِى الصَّحَارَى وَيَشْفِي السِّقَم
يَدُقُّ الْفُؤَادُ بِصَوْتِ الطُّبُولِ
فَغَابَتْ بِعَيْنِي دُمُوعُ النَّدَم
يُعَارُ عَلَيْكَ عَدُوَّ الشُّعُوبِ
بِأَنَّكَ صِرْتَ عَدُوَّ الْقِيَم
أَتَيتُ لِأَرْضِي بِكُلِّ افْتِرَاءٍ
وَغَابَتْ عَنْكَ عُيُونُ الْأُمَم
سَآتَي لِأَرْضي بِيَوْمٍ قَرِيبٍ
لتُحيي الْمَآثِرَ كُلُّ الْهِمَم
رَحِيقُ الزُّهُورِ بِيَوْمٍ يَفُوحُ
فَيَمْحُو الْخَرَابَ بِأَرْضِ النِّعَم
رُجُوعَى لِأَرْضي يَقِينٌ مُبِينٌ
وَحُلْمُ اللِّقَاءِ خَلِيُّ اللَّمَم
ضَمِيرُ الشُّعُوبِ وَإِنْ لَمْ يَفِيقْ
فقَلبي مَلِيءٌ بِنَارٍ حِمَم
أَنَا الْمَوْجُ بِيَوْمٍ فِيهِ الرِّيَاحُ
تَدُكُّ الْجِبَالَ وَتُهْوِي الْقِمَم
غَدَوْتُ أُرَدِّدُ قَوْلًا رَشِيد
بِأَنَّ الشُّمُوسَ سَتَمْحُو الظُّلَم
رَقَصَ الْمِدَادُ وَبَيْنَ السُّطُورِ
رَاحَ يَخُطُّ عَظِيمَ الذِّمَم
أَنَا الْعَرَبِىُّ فَتِيُّ الْفُؤَادِ
وَقَلْبِي بِرَبِّ السَّمَاءِ اعْتَصَم
مَلَكْتُ الدُّنْيَا وَيَوْمًا أَعُودُ
وَيُمْسِي عَدُوّي بِدَارِ الْعَدَم