

حِكَـــــايَةُ شَعْبٍ
1-فِي مُقْلَةِ الحَسْنَاءِ يُنْظَمُ الشِّعْرُ
يَا حَظَّ قَافِيَتِي، يَا سَعْدَهُ الحِبْرُ.
2-غَزَالَةٌ قَدْ رَأَيْتُ، أَمْ هِيَ إِنْسُ
لاَحَظْتُ فِي لَحْظِهَا سَهْمًا هُوَ السِّحْرُ.
3-وَحِينَهَا حَقًّا، فَهِمْتُ مَا العِشْقُ
هَذِي عُيُونُ المَهَا عُشَّاقُهَا كُثْرُ.
4-عُذْرًا أَيَا قَلْبُ، فَالغَرَامُ ذَا جُرْمُ
إِنَّا لَفِي حَالٍ يُرْثَى لَهَا...قَهْرُ.
5-إِنَّا نَرَى أَحْدَاثًا تُوجِعُ القَلْبَ
أَشْبَاهُهَا فِي الزَّمَانِ مَا لَهَا ذِكْرُ.
6-وَالسَّيْفُ فِي الغِمْدِ أَضْحَى زِيِنَةَ العِيدِ
سُبْحَانَ مَنْ أَضْحَتْ أَفْعَالُهُ صِفْرُ.
7-مَنْ كَانَ بِالأَمْسِ سَيِّدًا عَلَى الجَمْعِ
الحِينَ عَبْدٌ، أَوْ قُلْ مَا لَهُ دَوْرُ.
8-سَأَلْتُ كُلَّ القَوَافِي حَالَةَ القَوْمِ
قَالَتْ حَيَاءً: فِي قُلُوبِهُمْ ذُعْرُ.
9-آهٍ عَلَى أُمَّةٍ سُبَاتُهَا طَالَ
أَعْلاَمُهَا نُكِّسَتْ، أَمْجَادُهَا قَفْرُ.
10-وَالأُخْتُ قَدْ صَاحَتْ: تَعِبْتُ، مَا الفِعْلُ؟
هَلْ مِنْ صَلاَحِ الدِّينِ طَبْعُهُ البَتْرُ.
11-قَدْ قُمْتُ عَدًّا لِإِخْوَةٍ هُمُ الدَّاءُ
كَمْ مِنْ جُيُوشٍ لَهُمْ يَشْتَاقُهَا النَّصْرُ.
12-زِيَادَةُ الأَعْدَادِ لاَ تُرُدُّ العِدَا
أَعْدَادُنَا كَمٌّ، أَفْعَالُنَا هَذْرُ.
13-يَا سَادَةَ القَوْمِ فِي أَفْعَالِكُمْ جُبْنُ
فِي أَرْضِكُمْ غَدْرُ، فِي أَرْضِهَا كُفْرُ.
14-فِي أَرْضِهَا التَّضْحِيَاتُ عَادَةٌ، فَاُنْظُرْ
كَمْ مِنْ شَهِيدٍ فَقَدْنَا أَيُّهَا الشَّهْرُ.
15-فَمَنْ تَرَبَّى عَلَى المَحَجَّةِ الوُثْقَى
دَبَابَةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ شِبْرُ.
16-وَمَنْ تَرَبَّى عَلَى المِقْلاَعِ لاَ يَخْشَى
إِنْ عَاشَ أَوْ مَاتَ، فَالشَهَادَةُ فَخْرُ.
17-قِيَادَةٌ قُتِلَتْ، قِيَادَةٌ وُلِدَتْ
هَذِي حِكَايَةُ شَعْبٍ مَا لَهُ وِزْرُ.
18-يُقَالُ أَنَّ الأَرْضَ دُمِّرَتْ كُلُّهَا
وَأَنَّ سُكَّانَ الأَنْفَاقِ قَدْ فَرُّوا.
19-وَأَنَّ أَصْحَابَ القَرَارِ مَا عَرَفُوا
أَنَّ الهَزِيمَةَ كَانَتْ مُذْ أَتَى الأَمْرُ.
20-مَا تَسْتَحِي أَفْواهُ مَنْ هُمُ لَعَنَهْ
فَكَاتِبُ التَّارِيخِ طَبْعُهُ الجَهْرُ.
21 سَيُخْبِرُ الأَجْيَالَ أَنَّهَا عَانَتْ
وَأَنَّ أَبْطَالَهَا حَيَاتُهُمْ أَسْرُ.
22-وَأَنَّهُمْ رُغْمْ القَيْدِ وَالظُّلْمِ
قَدْ حَوَّلُوا الأَرْضَ ذِي كَأَنَّهَا بَدْرُ.
23-إِمَّا حَيَاةٌ لاَ مَذَلَّةَ بَعْدَهَا
أَوْ جَنَّةٌ، وَالثِيَابُ سُنْدُسٌ خُضْرُ.
24-يَا كَاتِبَ التَّارِيخِ مَا الَّذِي تَنْتَظِرْ؟
سَجِّلِ التَفَاصِيلَ، أَنَّ الظُّلْمَ ذَا عُهْرُ.
25-لاَ تَنْسَ مَوْقِفَنَا، أَحْفَادُ بَادِيسَ
كِتَابُنَا وَاضِحٌ، آيَاتُهُ حُمْرُ.